عاش عمره فى أحضان الطبيعة السيناوية الخلابة، فاختار الفن التشكيلى ليعبر من خلاله عن البيئة البدوية الفريدة، وسجل بفرشاته فى لوحاته التى تعدت الألف لوحة:سباقات الهجن، والجياد، والسامر البدوى، والزواج العرايشى، وأغصان الزيتون، والنخيل، وانتصارات أكتوبر، وقناة السويس الجديدة، وغيرها من اللوحات التى حصد من خلالها الفنان التشكيلى السيناوى مصطفى بكير العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية. فى البداية، قال بكير: «ولدت فى مدينة العريش عام 1941م، وقضيت حياتى بها، وكان والدى يعمل فى سلاح الحدود، والمؤكد أن وجودى فى مجتمع البدو والصحراء منذ طفولتى، خلق لديّ حالة من العشق للطبيعة والجمال والرسم والفن، ما دفعنى للالتحاق بكلية الفنون الجميلة «قسم التصوير» عام 1966م كأول طالب من سيناء يدرس بهذه الكلية، وهناك وجدت ضالتى التى أبحث عنها، ليمتزج حبى للفن بالدراسة». وأشار الفنان التشكيلى إلى أن أول انطلاقاته الفنية جاء عقب نكسة يونيو عام 1967م من خلال لوحة «الصمود» التى حاول من خلالها إبراز صمود المصريين، ورفع معنوياتهم، وشحذ هممهم. وأضاف بكير أنه عاش فترة حرب الاستنزاف بالقاهرة، متنقلاً بين المعارض التشكيلية فى مصر وخارجها، ليعرض لوحاته التى تعبر عن اغتصاب سيناء على يد المحتل الإسرائيلى. معرض على أنقاض خط بارليف وأوضح الفنان التشكيلى أنه بعد نصر أكتوبر عام 1973م، أقام أول معرض لفنان تشكيلى مصرى على أنقاض خط بارليف بمدينة القنطرة شرق، ثم أطلق العنان لفرشاته فخرجت للنور لوحة «النخيل» التى ترمز للشموخ، ولوحة «الزيتون» التى ترمز للسلام، ولوحة «السلام». وتابع قائلاً: «إن لوحاتى اتخذت منحى جديداً بعد العبور والسعى نحو تنمية سيناء، فترجمت لوحاتى هذا التوجه من خلال لوحة «ترعة السلام»، ومؤخراً لوحة «قناة السويس الجديدة» التى عبرت عن العبور الثانى لسيناء نحو المستقبل.. ونوه الفنان التشكيلى إلى أن لوحاته الفنية لم تخل من التعبير عن البيئة السيناوية البدوية والحضرية، ومنها لوحات: «البيت البدوى»، و«الهجن البدوية الأصيلة» و«راعية الغنم»، و«حاملة الجرة»، و«موناليزا من سيناء»، و«الصيادين»، و«البحر»، و«السمّاك»، و«بحيرة البردويل»، و«الخوخ»، و«الكانتالوب». • مواقف مضيئة فى حياتي وحكى بكير عن العديد من الوقائع المهمة فى مشواره الفنى، موضحاً: «الواقعة الأولى كانت عند زيارة الأديب إحسان عبدالقدوس إلى مدرستى الثانوية بالوادى الجديد فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حيث سألنى عن الكلية التى أرغب فى الالتحاق بها، فأجبته على الفور «كلية الفنون الجميلة»، وجاءت بعدها مشاركاتى الفنية فى مجلة «صباح الخير» من خلال العديد من اللوحات التى شرفت بنشرها فى هذه المجلة التى طالما تبنت أصحاب المواهب المميزة.. وأضاف: «أن الواقعة الثانية كانت عام 1967م مع حرب النكسة، حيث انضممت إلى مجموعة سرية من الفدائيين السيناويين للدفاع عن أرض سيناء ضد المحتلين الإسرائيليين الذين اكتشفوا بعد فترة أمر المجموعة، فهربت إلى مصر عن طريق الأردن، وحكمت عليّ المحكمة الإسرائيلية وقتها بالإعدام مرتين، ولم يكتف بهذا الأمر بل اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية منزلنا فى العريش، وحطمت كل لوحاتى من أجل إذلالى، خاصة أنها كانت تعبر عن التراث السيناوى، ولم يتبق منها سوى لوحة واحدة، أعدت ترميمها مرة أخرى، وأحرص دوماً على تقديمها فى كل معارضى».. ومضى يقول: «إن الواقعة الثالثة كانت مع زيارة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان إلى الوادى الجديد، حيث أهديته وقتها لوحة «سيناء أرض السلام» التى وضعت باسم مصر فى هيئة الأممالمتحدة، أما الواقعة الرابعة فكانت مع تلك اللوحة التى أهديتها إلى الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، والتى عبرت عن تضامن الشعب المصرى مع الفلسطينى». • مشاركات وجوائز وأفاد بأنه اشترك فى عشرات المعارض المحلية والإقليمية والدولية، كما حصل على أكثر من 70جائزة محلية ودولية.. وكشف الفنان التشكيلى عن أنه بصدد التجهيز لمتحف خاص بالفن التشكيلى عن سيناء باسم متحف «مصطفى بكير»، ليزوره كل أبناء سيناء وزائروها بالمجان، وذلك بهدف الحفاظ على التراث السيناوى من الاندثار.•