خجول ومنطو ومختلف، هكذا يشعر الطفل اليتيم عندما يخرج للمجتمع فى المدرسة أو الشارع أو أى مكان، وكأنه بلغة علم النفس مربع وسط دوائر كثيرة. مهمة مبادرة «كلنا إنسان» التى بدأت منذ 2008 هى أن يشعر اليتيم أنه دائرة مثل باقى الدوائر فى الحياة، لأننا فى النهاية زى بعض.. إنسان. تحقيق هذا الهدف هو الدور الذى اختاره 15 عضو هيئة تدريس بالجامعات المصرية، مع أصدقائهم من المهنيين فى مجالات التسويق والموارد البشرية، كما يقول وائل الدسوقى مؤسس المبادرة. فكرة أعضاء المبادرة تتلخص فى إعادة تقديم اليتيم للمجتمع باعتباره شخصا مميزا، بناء على تفوقه ومهاراته، التى تعطيه الثقة بالنفس ليتحدث عن نفسه، ويتقدم للحصول على فرصة عمل، ليس باعتبارها شفقة ليتيم، بل حق لشخص متميز وكفء. يطبق أعضاء المبادرة أنشطة للأطفال فى دور الأيتام تحت عنوان «فرصة» بالتعاون مع جمعية وطنية لرعاية وتطوير دور الأيتام، لتغيير نظرتهم لأنفسهم وتغيير نظرة الناس إليهم، من خلال الرسم وكتابة القصص ليمتلكوا مهارة التعبير عن النفس، وجلسات خاصة للمراهقين مع الإخصائيين، ليعبروا عن مشكلات هذه المرحلة وما يشعرون به، وكيف يمكن تجاوزه مع الإخصائيين. • الفرصة المتكافئة وتتيح المبادرة تدريبات لليافعين فى دور الأيتام للاشتراك فى كورسات تعلم اللغات وبرامج الكمبيوتر، ليؤمنوا أن الفرصة المتكافئة مع باقى أفراد المجتمع، يلزمها التعليم المميز والمهارات، التى تمكن الشاب أو الفتاة من الحصول على فرص متكافئة للعمل والتميز، وللزواج أيضا. لا تعمل المبادرة مع الأيتام فقط، بل مع العاملين فى الدار والمشرفين ومع إدارة الدار والمتبرعين والكفلاء والأمهات البديلات، لتغيير مفهوم وطريقة العمل والتبرع للأيتام، فاليتيم لا يحتاج إلى الطعام والشراب فقط، بل إلى تمكينه من هذه العلوم والمهارات وتنمية المواهب ومحاضرات فى التنمية البشرية وكيفية التعامل مع الناس والاستماع والمشاركة واحترام الآخرين والتخطيط للمستقبل، وكلها تحتاج لدعم المتبرعين وإلى تخصيص ميزانيات لها من ميزانية الدار. وفى حملات التوعية بالمدارس والجامعات والأندية يتحدث الأيتام عن أنفسهم وتجاربهم بحماس وثقة بالنفس، فيتغير مفهوم الطفل اليتيم إلى الطفل السعيد «لن يغير المجتمع نظرته لليتيم إلا إذا كانوا ناجحين فى حياتهم ومش أقل من أحد» يشرح وائل. تعمل المبادرة الآن مع فتيات دار الأبرار بالتجمع الخامس من الشابات، ويشاركن فى تدريبات على طريقة تقديم عروض علمية أو الحديث عن مشاعرهم وأحلامهم ومخاوفهم وتجاربهم الخاصة عن طريق الحكى أو الرسم أو الحرف اليدوية أو التصوير، ومؤخرا تم اختيار هذه الدار لتكون ضمن الدور النموذجية التى تطبق معايير الجودة داخل مؤسسات رعاية الأطفال، كما اعتمدتها وزارة التضامن الاجتماعى. •