ننشر نتائج الحصر العددي للدائرة الثانية بالفيوم    الحصر العددى للجنة العامة بالدائرة الأولى ومقرها قنا    مصر ترحب باتفاقات السلام والازدهار بين الكونغو الديمقراطية ورواندا الموقعة في واشنطن    ضربة أمريكية تستهدف مهربي مخدرات مشتبه بهم في المحيط الهادئ ومقتل أربعة    كيف قتل ياسر أبو شباب؟.. إليك التفاصيل    إيديكس 2025.. وزير الدفاع ورئيس الأركان يعقدان عددا من اللقاءات الثنائية    دالوت: شعرنا بالقلق الشديد بعد الهدف.. وفقدنا السيطرة على المباراة ضد وست هام    ترامب يشارك في قرعة كأس العالم 2026.. الموعد والقنوات الناقلة    كأس العرب| السعودية والمغرب يبحثان عن التأهل المبكر أمام جزر القمر وعمان    اليوم.. افتتاح بطولة إفريقيا للأندية ل«سيدات كرة السلة»    تعرف على الحالة المرورية اليوم الجمعة 5-12-2025    بعد إطلاق «أصلك مستقبلك».. «مكتبة الإسكندرية»: كل أثر هو جذر لشجرتنا الطيبة    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    إعلام إسرائيلي: انتحار ضابط في لواء جفعاتي بسبب مشكلات نفسية    ارتفاع أسعار الذهب اليوم 5 ديسمبر بالبورصة العالمية    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    علي ماهر: تدريب الأهلي حلمي الأكبر.. ونصحت تريزيجيه بألا يعود    سعر الدولار اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    الرى تحصد جائزة أفضل مشروع عربى لتطوير البنية التحتية عن تنمية جنوب الوادى    الرعاية الصحية بالإسماعيلية تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم (صور)    بوتين ومودي يبحثان التجارة والعلاقات الدفاعية بين روسيا والهند    الأنبا رافائيل يدشن مذبح الشهيد أبي سيفين بكنيسة العذراء بالفجالة    أبرز البنود للمرحلة الثانية من اتفاق إنهاء حرب غزة    طارق الشناوي: الهجوم على منى زكي في إعلان فيلم الست تجاوز الحدود    عاجل.. قطع الكهرباء اليوم ل3 ساعات عن منشآت حيوية    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    30 دقيقة تأخير على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الجمعة 5 ديسمبر 2025    مراجعة فورية لإيجارات الأوقاف في خطوة تهدف إلى تحقيق العدالة    شوقي حامد يكتب: غياب العدالة    آداب سماع القرآن الكريم.. الأزهر للفتوي يوضح    ضمن «صحّح مفاهيمك».. أوقاف المنيا تنظّم ندوة بعنوان «احترام الكبير»    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    خاطر يهنئ المحافظ بانضمام المنصورة للشبكة العالمية لمدن التعلّم باليونسكو    الصحة: الإسعاف كانت حاضرة في موقع الحادث الذي شهد وفاة يوسف بطل السباحة    صحة الغربية: افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    الجيش الأمريكي يعلن "ضربة دقيقة" ضد سفينة مخدرات    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    نتائج االلجنة الفرعية رقم 1 في إمبابة بانتخابات مجلس النواب 2025    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    بالأسماء.. إصابة 9 أشخاص بتسمم في المحلة الكبرى إثر تناولهم وجبة كشري    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    العزبي: حقول النفط السورية وراء إصرار إسرائيل على إقامة منطقة عازلة    بشير عبد الفتاح ل كلمة أخيرة: الناخب المصري يعاني إرهاقا سياسيا منذ 2011    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعشق لوحاتى ولا أتخيل بيعها لأحد!
نشر في صباح الخير يوم 26 - 05 - 2015

مجدى نجيب الشاعر الرقيق والفنان التشكيلى الجميل ابتعد عن جمهوره لظروف عمله وربما لظروف أخرى وعاد ليملأ الدنيا بهجة وأملاً وفرحة ويرسم الكلمات ألوانا تبهج الأنظار بمعرض «قصائد ملونة».. وفى غمرة فرحته بالمعرض وسعادة جمهوره بالألوان والفرحة التى نثرها «نجيب» بكل مكان كان هذا الحوار معه:
• تعود أخيرا إلى جمهورك بعد غياب سنوات بمعرض «قصائد ملونة» الذى يرسم كلماتك ألواناً تبهج الأبصار.. فما هو شعورك؟
لا تعتبر غيبة أو عودة، فأنا لا أترك جمهورى دائما بهم ومعهم، ولكن طبيعة عملى كصحفى لم تعطنى فرصة للتواصل بشكل مباشر أكثر مع الناس، أمتلك حاليا بعض الوقت لألتقى أصدقاء ومعجبين ولذلك قررت فى هذا التوقيت بالذات أن أقيم معرضا يحوى لوحاتى، وفكرة المعرض لم تكن جديدة فهى مطروحة منذ زمن بعيد، ولكن أعشق لوحاتى ولا أتخيل أن يأخذها منى أحد ليعلقها بمنزله وتكون بعيدة عنى، فلوحاتى دائما أعطيها إهداء لأصدقائى الأعزاء فقط وأذهب لهم من وقت للآخر لأراها وأطمئن عليها، ولكن أخيرا أقنعنى صديقى الفنان التشكيلى أحمد فريد بشكل جاد واقتنعت على مضض.
نمشى مسيرة ومسيرة
واحنا مالناش سيرة
غير كلمة نفرشها
• عشنا الكثير من المسيرات فى الفترة الماضية منها ما يطالب بالعدالة الاجتماعية ومنها ما يطالب بالحرية والعيش والحياة الكريمة وما إلى ذلك من مسيرات.. فما هى مسيرة مصر القادمة؟
أحلم بأن يكون هناك فرصة للثقافة أكثر لأن الوضع الثقافى أصبح مهترئا للغاية وأغلب المشرفين على التجمعات الثقافية والمؤسسات الثقافية التى تحوى الألوف لا يفعلون أى شىء بالمجتمع ولا بتنميته الثقافية، إنما هم مجموعة تعمل لصالح بعضها البعض وليس لصالح الثقافة ولا الإنسان المصرى ومن هنا يدخل الفساد للمجتمع ويجب أن نقف وقتها رافعين هتافاتنا التى تطالب بالثقافة ليرقى المجتمع وتنهض الأمة، وسيزداد الأمر سوءا إن لم تتغير قواعد اللعبة، ولقد عبرنا حاجز الخوف وفى الطريق اصطدمنا بمن يطلقون عليه «الطرف الثالث» الغامض، فبدأ سقوط الشهداء والمصابين، وحكاية الطرف الثالث حكاية بائسة لا يصدقها أحد، فما بثته الكاميرات التليفزيونية والموبايلات فى جميع حوادث العنف والقتل وما يرويه شهود العيان، ثم أخونة الدولة فى «نهم» شديد، وتشريعات ل«السيرك» المسمى مجلس الشورى الذى جاء بانتخابات قاطعها الشعب ومعبرة عن 7% فقط من مجموع 80 مليون مواطن أظهر من هو الطرف الثالث.. واستمر الانهيار الأمنى ووصل الأمر بكل مواطن إلى حد الحصول على «حقه بدراعه» وأصيبت أغلب الأجهزة بالشلل.
الدنيا تاريخ والقلب تاريخ
والسنة كراريس
مليانة تاريخ
• ما هى التواريخ الأبرز فى حياة الشاعر والفنان التشكيلى مجدى نجيب؟
لم أحفظ تاريخا فى حياتى حتى يوم ميلادى دائما ما يفاجئنى به أحد الأصدقاء أو أولادى أو زوجتى، ولكن التاريخ بالنسبة لى زمن وأيام تمر نقابل خلالها أشخاصا ونودع آخرين وهكذا، وتتغير الحياة بشكل مستمر، وأكره الحساب بطبعى وبالتالى لا أعرف كيف تحفظ التورايخ ولا أضع تاريخاً ببالى مهما كانت أهميته.
أنا عارف طريقى لبلدى
لكن مش هوصل
قبل الفجر م يشنق نفسه ويتأمل
• كيف يكون الطريق للوطن؟
الطريق صعب للغاية، فمنذ زمن بعيد هو صعب ولا جديد، ولكنه ازداد صعوبة عما كان عليه، إلا إذا تكاتف الناس مع بعضهم البعض، وعادت المحبة والود ليشقا طريقهما فى الحياة من جديد، لأننا حقا فقدنا الكثير من القيم والمبادئ التى كانت موجودة قديما نحتاج الآن إلى هذا الحب ليجمعنا ثانية فإذا نظرنا حولنا سنجد أن المثقفين على خلاف مع بعض والحكومة على خلاف مع بعض والمعارضة وكل شىء على خلاف، لا توجد وحدة ولا ترابط ولا حب على الإطلاق، لذا دائما أقول إن الطريق صعب وصعب جدا، ولابد أن نتأمل فى مأساة عجزنا الحالى بجدية، فنحن الذين صنعناه، وأن نمهد الطريق للمستقبل بالعمل والتضامن بعيدا عن الشعارات والشجارات التليفزيونية، فغالبية الناس لا يهمهم أن نقدم لهم ساندويتشات محشوة بالكلمات والمصطلحات، فهى لا تشبع أحلامهم ولا جوعهم، ولا تصنع لهم سكنا آمنا.. ولا تقدم لهم وظيفة مناسبة لأولادهم أو توفر علاجا لمريض، فعلى النخبة والتيارات المدنية الاهتمام بالوصول إلى الطبقات الفقيرة والمعدمة فى القرى والنجوع، فصناديق الانتخابات لا تعترف بلغة وخناقات الفضائيات لأنهم غير أهل المدن فى تكوينهم النفسى ونظرتهم الخاصة لكل شىء.
صهدان فى عز البرد
بردان فى عز الصهد
لكن باحب الورد
يلبس هدوم إنسان
• وصفت المواطن المصرى بهذه الكلمات من أكثر من ربع قرن، فما هى رؤيتك له الآن؟
نفس التقييم نفس الصورة كما هى بل ازدادت سوءاً كثيراً، وحياة المواطن أصبحت قطعة من الجحيم على الأرض، مكبل بمسئوليات على عاتقه ليس لها أول من آخر، وأصبح محاصرا بالأكاذيب والفقر والبطالة فى تزايد، وإصابات بحالات إحباط وانتحارات وانفلاتات أمنية، أما فى مرحلة الستينيات فلم يكن هناك عاطل واسترد الفقير حقه والفلاح أرضه والعامل مصنعه مع وجود التعليم المجانى فالطالب يتلقى علمه على أيدى رجال بعقول علمية وثقافة منفتحة على العالم سياسيا وفنيا.. والكتاب بأسعار منخفضة فى متناول الجميع، مع وجود الأوبرا والمسرح وفنون الباليه والفرق الشعبية والسيرك.
قولوا لعين الشمس ما تحماشي
لحسن حبيب القلب صابح ماشي
• من أجمل الأغانى التى تغنت بها «شادية» وجميعنا يعشقها كثيراً، ولكن حدث لها تحريف من الإذاعة الإسرائيلية وشاع هذا التحريف بمصر فى وقت صعب.. فماذا تتذكر من هذا الحدث؟
كتبت الغنوة ولحنها الموسيقار بليغ حمدى وغنتها «شادية» بصوتها الجميل ورددها الجمهور وكان لها تأثير جميل فى الشوارع على الناس وبعدها بأيام قليلة كنت بصحبة صديقى الشاعر الجميل عبدالرحيم منصور فى طريقنا من قصر النيل إلى شركة صوت القاهرة، وبينما نحن فى الطريق بالتاكسى جاءت الغنوة على الإذاعة فتهللت أسارير وجه عبدالرحيم منصور وقال للسائق بطيبته المعهودة: «تعرف مين اللى كاتب الغنوة دى»، فسأل السائق بلهفة شديدة «مين يا بيه» فرد «منصور» أهو الراجل دا اللى راكب معانا.. دا شاعر كبير اسمه «مجدى نجيب»، فإذا بالسائق يقف فجأة وكأنه اصطدم بحائط سد، وقال لنا بانفعال شديد جدا «افتحوا الباب وانزلوا» ولما سألناه عن السبب قال إن الإسرائيلين حرفوا الغنوة وبدلوا كلماتها بكلمات جديدة تقول «قولوا لعين الشمس ماتحماشى.. لحسن الجيش المصرى راجع ماشى»، وكنا وقتها بعد النكسة مباشرة حيث كانت نفسية المصريين فى غاية السوء وأتى تحريف الإذاعة الإسرائيلية للأغنية وكأنهم يغيظون المصريين بنكستهم، وأيضا بعثوا لى شريطا مع شخص لا أعرفه فى مؤتمر من المؤتمرات بصوت مطربة إسرائيلية تدعى «شادية الكرمل» وشخص آخر لم أعد أتذكر اسمه يغنون دويتو كلمات قصيدة كتبتها عقب وفاة عبدالحليم حافظ أرثيه بها وفوجئت بهذا الدويتو بصوت يشبه شادية المصرية بالضبط والشخص الآخر صوته يشبه «حليم» تماما واللحن يشبه ألحان بليغ حمدى إلى أبعد مدى، اندهشت كثيرا ولم أرد على ما فعلوا.
• ما أصعب المواقف التى مرت عليك؟
يوميا نمر بمشاكل وصعاب وعراقيل بالحياة لكن دائما أنسى، ولا أحب أن أفكر فى المواقف الصعبة التى مرت عليّ كى لا أكتئب وأحزن، ولا أحب أن أتذكرها.
مع كوباية شاى الصبحية
قريته..
جرنال الصبحية
اتنهدت...
صرخت
مسمعنيش ولا حد
• منذ سنوات طويلة لم يبهجك جرنال الصبحية.. فماذا يفعل بك الآن؟
الصحافة بشكل عام يرثى لها للأسف الجميع يتخذها كسبوبة وأكل عيش وليس مهنة لها احترافها ولها أمانتها وما إلى ذلك من قيم تربينا عليها نحن الصحفيين القدامى، كان قديما كل جرنال له سياسته الخاصة به ونوع كتابته التى تميزه عن غيره من الجرائد، وكذا المجلات أيضا، على عكس هذه الأيام، فجميع ما يصدر من جرائد ومجلات تتشابه بشكل كبير، وجميع الفطاحل من الصحفيين كانوا قديما ولم يعد من يشبه حماستهم وثراءهم الثقافى هذه الأيام، وانتهى تماما الجيل وتبدل بجيل صحافة التليفون لا أعلم كيف لصحفى أجرى حوار بالتليفون وهو لا يرانى ولا يرى ملامحى وتفاصيل وجهى، ومنذ سنوات عديدة وحتى الآن لا يثير «جرنان الصبحية» فى نفسى البهجة، فحصاد القراءة جرعات مركزة من الألم على أحوال المواطن المصرى الذى عاش صبورا لدرجة يصعب تحملها، لأنه بلا حول ولا قوة، فكان يشفى أوجاعه بدموع مواويله ويسجل بأمثاله الشعبية الشفاهية ويفسر كل ما حوله فى حكمة.. وكان سؤالى الدائم بينى وبين نفسى: لماذا كل هذا التحمل؟ ولماذا لا يطالب بحقه فى حياة كريمة؟ فالحيوانات فى بلاد غير بلادنا لها حقوق مساوية لحقوق الإنسان، وفجأة بدأت بشائر الثورة.. انطلقت منظمة نسبياً.. وانضم إليها جميع الأطياف بشكل عفوى وهم يصرخون بأصوات قوية لها قوة رنين الآلات الموسيقية النحاسية «عيش حرية عدالة اجتماعية»، وها نحن الآن نصرخ فى وجه رئيس ينتمى فقط لجماعته التى سرقت الثورة، بعد أن خدعت الجميع بالكذب وباسم الشريعة، كما لو كنا قبل ذلك فى وطن لا يعرف الإسلام، فهم قادرون على الخداع، فقد تحولت الشرعية إلى الشريعة، وتناسوا أن قدماء المصريين هم أصحاب الحضارة التى ألهمت وعلمت البشرية.. وأول من نادى بالإله الواحد كما جاء فى صلوات إخناتون : «أيها الظاهر الباطن - مبدع الفصول - رفعت السماء على الأرض لترسل منها ضياءك - لتشهد من تحتها خلقك - عندما تشرق فى نور الشمس».
كان ليا صاحب مالوش وطن وسعيد
وصاحب ليه وطن وبعيد
• عندما تأتى كلمة صاحب على خاطرك، من تتذكر؟
أتذكر عبدالرحيم منصور، ولا أتذكر غيره صديقى ولم أعد أصادق بعده، فعندما رحل «منصور» كنت فى رحلة عمل خارج البلاد وعندما عدت أخذتنى زوجتى لأعزى زوجة عبدالرحيم منصور وابنته «عالية» فى المهندسين بشهاب، حيث كان منزله الذى ذهبت إليه عدة مرات بصحبة صديقى وحبيبى عبدالرحيم منصور وعندما ذهبت لم أحتمل الصعود إلى المنزل ولا أرى عبدالرحيم يفتح لى الباب ويستقبلنى استقبال الصعايدة الحافل ذا الكرم الحاتمى، فشعرت بشلل فى رجلى ولم أعد أستطع المشى وعدت منزلى فى أسوأ حالاتى، دون أن أقدم العزاء، أفتقده كثيرا.
سؤال بسألك سؤال
إيه آخرة الترحال
• هل توصلت إلى إجابة لسؤال أم ما زال الجواب غامضا؟
كتبت هذه القصيدة وأنا فى الغربة ودائما الغريب يشتاق إلى حضن الوطن ويحن لبلاده، وكثير من المصريين لا يقدرون على العيشة خارج مصر وأنا واحد من هؤلاء الناس.
• تقول فى قصيدتك «ممنوع» أخضر.. خضار زرعى.. عديت.. أصفر ما هوش طبعى.. هديت.. أحمر بلون دمعى.. وقفت.. ما الممنوع فى مصر الآن.. وما ترمز أضواء «الإشارات» الثلاثة.. ومن خان مصر؟
بطبعى أحب الألوان وذات مرة أخذت أتأمل إشارات المرور فتخيلت أن الإشارة الحمراء تعبر عن «صدمة الخيانة» والصفراء عن «التوجس»، أما الخضراء فهى تعبر عن «صفاء قلب الإنسان» وهو يعبر طريقه آمنا فى غير خوف.. أما الذى يقف فى «الممنوع» فهم مجموعة احترفت الخداع والخيانة للوصول إلى ما تريده.. والذى «خان مصر» كل من باعها مقابل منصب أو مكسب والتعدى على حقوق الغير بالتضليل باسم الشريعة، كما يحدث حاليا على أرض الواقع وكان يجب على هؤلاء المساهمة فى فك أمية الناس البسطاء قبل دعوتهم إلى صناديق الانتخاب لاختيار «رموز البقرة أو الميزان أو بطة» دون أن يعرف اسم الشخص الذى يعطيه صوته، ولأنهم يحولون كل شىء إلى تجارة وشطارة، وسخروا الدين بالكذب على الأميين من الفقراء.
• تقول فى قصيدة وطن: «ومثل كل الكاذبين.. والمحتالين.. واللى اشتروا كراسة المزاد للدخول.. لدنيا المناضلين» من ينطبق عليه هذه الكلمات؟
للأسف هم بعض من أطلق عليهم اسم «النخبة»، وهذا كان فى الماضى ولا يزال حتى الآن.
• كيف ترى الإبداع الآن وهل اختلف المستوى الإبداعى عما كان عليه زمان؟
الإبداع عموما وعلى كل الأشكال الأدبية أصبح هابطاً ولا يعجبنى بالمرة.
• ماذا تقول لجمهورك وتهديهم من كلماتك؟
علشان الضلمة متعيشى
علشان الضحكة متموتشي
علشان الفرحة متغيبشي
علشان نحمى النهار
من أعداء النهار
إصرار إصرار
• آراء عن المعرض
حضر المعرض العديد من النجوم والشخصيات البارزة كالمطرب محمد منير والملحن وجيه عزيز والشاعر فاروق شوشه والناقد المسرحى عبدالقادر حميدة ووزير الثقافة السابق الدكتور شاكر عبدالحميد والكثير من الأصدقاء، وكان لنا معهم لقاءات بخصوص انطباعاتهم عن المعرض، فقال الشاعر فاروق شوشة: يتلخص انطباعى فى كلمتين نشوة روحية، فاللوحات تحمل حالة من الفرحة والسرور وحالة طفولة مستمرة وكائنات تجمع بين الخيال والحلم والفانتازيا فهى غسيل للروح عندما تحس بالصدأ وأن الأشياء تأثمت مثل هذا الجمال يعيدنا مرة أخرى إلى الحياة والفرح والخيال.
بينما قال الدكتور عبدالقادر حميدة الناقد المسرحى: إن هذا المعرض تأخر كثيرا، لأنى أعرف «نجيب» منذ 70 عاما منذ أن كان طفلا فموهبته كانت مبكرة جدا وسابقة سنه بكثير وعندما عملنا مع بعض ظهرت موهبته فى الفن التشكيلى وكان ضمن نشاطه رسوماته على كتب النقد المسرحى الخاصة بى فرسم المسرح صورا بدلا من أن أرسمه أنا.. وأضاف الملحن وجيه عزيز: مجدى نجيب كل ما يتقدم فى العمر يزداد بهجة وهذا الشىء عجيب جدا لأنه عكس الطبيعة، ففى طبيعة الحال يحدث العكس وأتمنى أن تنتقل تلك البهجة للشباب.
وأشاد الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة السابق بتميز الألوان وزهوها مما يشيع البهجة بالمكان والفرح وأيضا تميز الموضوعات فالموضوعات مميزة ومتنوعة للغاية، وإذا نظرنا سنجد لوحة تمثل الليلة الكبيرة وأخرى تمثل السيرة الشعبية والتراث وألف ليلة وليلة ورجل وامرأة وأطفال وبهجة ومتعة وتفاؤل وفرح، باختصار نستطيع القول إن لوحات «نجيب» حياة.
بينما قال الفنان محمد منير: إن مجدى نجيب ليس شاعراً فقط وإنما صحبة ورد متكاملة تحوى كل الألوان والروائح الذكية وكذا «نجيب» فهو إبداع يتحرك على قدمين.
وقالت سوسن درويش وهى أحد الأصدقاء القدامى: بالرغم من أنى أعرف شغل مجدى نجيب ولكن أشعر باختلاف وطفرة كبيرة هذه المرة فهناك صرخة فى الألوان تعبر عن السعادة الغامرة وزهو غير عادى لتعطينا حالة من الطفولة والأمل والمستقبل تتراقص الألوان بشكل غير عادى لذا أشعر بأن مجدى يولد من جديد.
وأكد الدكتور شوقى حافظ الدكتور بكلية الفنون التطبيقية وعميدها، ما قاله السابقون، حيث قال إن مجدى نجيب الشاعر والتشكيلى يشعرك فى أعماله بحالة خاصة من الألفة والود والحميمية فلا تشعر بغربة تجاه أعماله وأبدى إعجابه الشديد بالمعرض.
وأخيرا عبرت مهندسة الديكور والفنانة التشكيلية وزوجة مجدى نجيب «دلال» عن سعادتها الغامرة بلحظة ميلاد يوم جديد فى حياة زوجها بحدث جديد، حيث إنه المعرض الأول فى حياة مجدى نجيب كما عبرت عن فخرها برفيق عمرها وتوأم روحها الشاعر والتشكيلى الفنان مجدى نجيب.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.