«تعليم دولي بمصروفات مناسبة».. حجازي يبحث مع وزير المدارس البريطاني أوجه التعاون    سقوط 3 عناصر إجرامية بحوزتهم 50 كيلو حشيش بالقاهرة والقليوبية    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (تفاصيل)    أحمد الفيشاوي يحتفل بالعرض الأول لفيلمه «بنقدر ظروفك»    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في المركز الثالث بدور العرض    في يومه العالمي.. طبيب يكشف فوائد الشاي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    محافظ أسوان: توريد 225 ألفًا و427 طنًا من القمح حتى الآن    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    إي إف چي هيرميس تستحوذ على حصة أقلية في Kenzi Wealth الدنماركية    الجثامين بدت متفحمة.. شاهد لحظة العثور على طائرة الرئيس الإيراني    استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد.. والقناة الناقلة    النصر السعودي يضغط لحسم صفقة صديق رونالدو    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    بالفيديو.. الأرصاد: طقس شديد الحرارة نهارًا على أغلب الأنحاء    تداول ورقة مزعومة لامتحان الهندسة ب«إعدادية القليوبية»    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    من حقك تعرف.. ما الفرق بين جريمتي الغدر والرشوة ؟    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    الهجرة تعقد عددًا من الاجتماعات التنسيقية لوضع ضوابط السفر للفتيات المصريات    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في قنا    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    الأصفر يرتفع من جديد.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 21 مايو في محلات الصاغة المصرية    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    مدحت شلبي يكشف العقوبات المنتظرة ضد الزمالك بسبب سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حدث بالفن| حادث عباس أبوالحسن وحالة جلال الزكي وأزمة نانسي عجرم    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعشق لوحاتى ولا أتخيل بيعها لأحد!
نشر في صباح الخير يوم 26 - 05 - 2015

مجدى نجيب الشاعر الرقيق والفنان التشكيلى الجميل ابتعد عن جمهوره لظروف عمله وربما لظروف أخرى وعاد ليملأ الدنيا بهجة وأملاً وفرحة ويرسم الكلمات ألوانا تبهج الأنظار بمعرض «قصائد ملونة».. وفى غمرة فرحته بالمعرض وسعادة جمهوره بالألوان والفرحة التى نثرها «نجيب» بكل مكان كان هذا الحوار معه:
• تعود أخيرا إلى جمهورك بعد غياب سنوات بمعرض «قصائد ملونة» الذى يرسم كلماتك ألواناً تبهج الأبصار.. فما هو شعورك؟
لا تعتبر غيبة أو عودة، فأنا لا أترك جمهورى دائما بهم ومعهم، ولكن طبيعة عملى كصحفى لم تعطنى فرصة للتواصل بشكل مباشر أكثر مع الناس، أمتلك حاليا بعض الوقت لألتقى أصدقاء ومعجبين ولذلك قررت فى هذا التوقيت بالذات أن أقيم معرضا يحوى لوحاتى، وفكرة المعرض لم تكن جديدة فهى مطروحة منذ زمن بعيد، ولكن أعشق لوحاتى ولا أتخيل أن يأخذها منى أحد ليعلقها بمنزله وتكون بعيدة عنى، فلوحاتى دائما أعطيها إهداء لأصدقائى الأعزاء فقط وأذهب لهم من وقت للآخر لأراها وأطمئن عليها، ولكن أخيرا أقنعنى صديقى الفنان التشكيلى أحمد فريد بشكل جاد واقتنعت على مضض.
نمشى مسيرة ومسيرة
واحنا مالناش سيرة
غير كلمة نفرشها
• عشنا الكثير من المسيرات فى الفترة الماضية منها ما يطالب بالعدالة الاجتماعية ومنها ما يطالب بالحرية والعيش والحياة الكريمة وما إلى ذلك من مسيرات.. فما هى مسيرة مصر القادمة؟
أحلم بأن يكون هناك فرصة للثقافة أكثر لأن الوضع الثقافى أصبح مهترئا للغاية وأغلب المشرفين على التجمعات الثقافية والمؤسسات الثقافية التى تحوى الألوف لا يفعلون أى شىء بالمجتمع ولا بتنميته الثقافية، إنما هم مجموعة تعمل لصالح بعضها البعض وليس لصالح الثقافة ولا الإنسان المصرى ومن هنا يدخل الفساد للمجتمع ويجب أن نقف وقتها رافعين هتافاتنا التى تطالب بالثقافة ليرقى المجتمع وتنهض الأمة، وسيزداد الأمر سوءا إن لم تتغير قواعد اللعبة، ولقد عبرنا حاجز الخوف وفى الطريق اصطدمنا بمن يطلقون عليه «الطرف الثالث» الغامض، فبدأ سقوط الشهداء والمصابين، وحكاية الطرف الثالث حكاية بائسة لا يصدقها أحد، فما بثته الكاميرات التليفزيونية والموبايلات فى جميع حوادث العنف والقتل وما يرويه شهود العيان، ثم أخونة الدولة فى «نهم» شديد، وتشريعات ل«السيرك» المسمى مجلس الشورى الذى جاء بانتخابات قاطعها الشعب ومعبرة عن 7% فقط من مجموع 80 مليون مواطن أظهر من هو الطرف الثالث.. واستمر الانهيار الأمنى ووصل الأمر بكل مواطن إلى حد الحصول على «حقه بدراعه» وأصيبت أغلب الأجهزة بالشلل.
الدنيا تاريخ والقلب تاريخ
والسنة كراريس
مليانة تاريخ
• ما هى التواريخ الأبرز فى حياة الشاعر والفنان التشكيلى مجدى نجيب؟
لم أحفظ تاريخا فى حياتى حتى يوم ميلادى دائما ما يفاجئنى به أحد الأصدقاء أو أولادى أو زوجتى، ولكن التاريخ بالنسبة لى زمن وأيام تمر نقابل خلالها أشخاصا ونودع آخرين وهكذا، وتتغير الحياة بشكل مستمر، وأكره الحساب بطبعى وبالتالى لا أعرف كيف تحفظ التورايخ ولا أضع تاريخاً ببالى مهما كانت أهميته.
أنا عارف طريقى لبلدى
لكن مش هوصل
قبل الفجر م يشنق نفسه ويتأمل
• كيف يكون الطريق للوطن؟
الطريق صعب للغاية، فمنذ زمن بعيد هو صعب ولا جديد، ولكنه ازداد صعوبة عما كان عليه، إلا إذا تكاتف الناس مع بعضهم البعض، وعادت المحبة والود ليشقا طريقهما فى الحياة من جديد، لأننا حقا فقدنا الكثير من القيم والمبادئ التى كانت موجودة قديما نحتاج الآن إلى هذا الحب ليجمعنا ثانية فإذا نظرنا حولنا سنجد أن المثقفين على خلاف مع بعض والحكومة على خلاف مع بعض والمعارضة وكل شىء على خلاف، لا توجد وحدة ولا ترابط ولا حب على الإطلاق، لذا دائما أقول إن الطريق صعب وصعب جدا، ولابد أن نتأمل فى مأساة عجزنا الحالى بجدية، فنحن الذين صنعناه، وأن نمهد الطريق للمستقبل بالعمل والتضامن بعيدا عن الشعارات والشجارات التليفزيونية، فغالبية الناس لا يهمهم أن نقدم لهم ساندويتشات محشوة بالكلمات والمصطلحات، فهى لا تشبع أحلامهم ولا جوعهم، ولا تصنع لهم سكنا آمنا.. ولا تقدم لهم وظيفة مناسبة لأولادهم أو توفر علاجا لمريض، فعلى النخبة والتيارات المدنية الاهتمام بالوصول إلى الطبقات الفقيرة والمعدمة فى القرى والنجوع، فصناديق الانتخابات لا تعترف بلغة وخناقات الفضائيات لأنهم غير أهل المدن فى تكوينهم النفسى ونظرتهم الخاصة لكل شىء.
صهدان فى عز البرد
بردان فى عز الصهد
لكن باحب الورد
يلبس هدوم إنسان
• وصفت المواطن المصرى بهذه الكلمات من أكثر من ربع قرن، فما هى رؤيتك له الآن؟
نفس التقييم نفس الصورة كما هى بل ازدادت سوءاً كثيراً، وحياة المواطن أصبحت قطعة من الجحيم على الأرض، مكبل بمسئوليات على عاتقه ليس لها أول من آخر، وأصبح محاصرا بالأكاذيب والفقر والبطالة فى تزايد، وإصابات بحالات إحباط وانتحارات وانفلاتات أمنية، أما فى مرحلة الستينيات فلم يكن هناك عاطل واسترد الفقير حقه والفلاح أرضه والعامل مصنعه مع وجود التعليم المجانى فالطالب يتلقى علمه على أيدى رجال بعقول علمية وثقافة منفتحة على العالم سياسيا وفنيا.. والكتاب بأسعار منخفضة فى متناول الجميع، مع وجود الأوبرا والمسرح وفنون الباليه والفرق الشعبية والسيرك.
قولوا لعين الشمس ما تحماشي
لحسن حبيب القلب صابح ماشي
• من أجمل الأغانى التى تغنت بها «شادية» وجميعنا يعشقها كثيراً، ولكن حدث لها تحريف من الإذاعة الإسرائيلية وشاع هذا التحريف بمصر فى وقت صعب.. فماذا تتذكر من هذا الحدث؟
كتبت الغنوة ولحنها الموسيقار بليغ حمدى وغنتها «شادية» بصوتها الجميل ورددها الجمهور وكان لها تأثير جميل فى الشوارع على الناس وبعدها بأيام قليلة كنت بصحبة صديقى الشاعر الجميل عبدالرحيم منصور فى طريقنا من قصر النيل إلى شركة صوت القاهرة، وبينما نحن فى الطريق بالتاكسى جاءت الغنوة على الإذاعة فتهللت أسارير وجه عبدالرحيم منصور وقال للسائق بطيبته المعهودة: «تعرف مين اللى كاتب الغنوة دى»، فسأل السائق بلهفة شديدة «مين يا بيه» فرد «منصور» أهو الراجل دا اللى راكب معانا.. دا شاعر كبير اسمه «مجدى نجيب»، فإذا بالسائق يقف فجأة وكأنه اصطدم بحائط سد، وقال لنا بانفعال شديد جدا «افتحوا الباب وانزلوا» ولما سألناه عن السبب قال إن الإسرائيلين حرفوا الغنوة وبدلوا كلماتها بكلمات جديدة تقول «قولوا لعين الشمس ماتحماشى.. لحسن الجيش المصرى راجع ماشى»، وكنا وقتها بعد النكسة مباشرة حيث كانت نفسية المصريين فى غاية السوء وأتى تحريف الإذاعة الإسرائيلية للأغنية وكأنهم يغيظون المصريين بنكستهم، وأيضا بعثوا لى شريطا مع شخص لا أعرفه فى مؤتمر من المؤتمرات بصوت مطربة إسرائيلية تدعى «شادية الكرمل» وشخص آخر لم أعد أتذكر اسمه يغنون دويتو كلمات قصيدة كتبتها عقب وفاة عبدالحليم حافظ أرثيه بها وفوجئت بهذا الدويتو بصوت يشبه شادية المصرية بالضبط والشخص الآخر صوته يشبه «حليم» تماما واللحن يشبه ألحان بليغ حمدى إلى أبعد مدى، اندهشت كثيرا ولم أرد على ما فعلوا.
• ما أصعب المواقف التى مرت عليك؟
يوميا نمر بمشاكل وصعاب وعراقيل بالحياة لكن دائما أنسى، ولا أحب أن أفكر فى المواقف الصعبة التى مرت عليّ كى لا أكتئب وأحزن، ولا أحب أن أتذكرها.
مع كوباية شاى الصبحية
قريته..
جرنال الصبحية
اتنهدت...
صرخت
مسمعنيش ولا حد
• منذ سنوات طويلة لم يبهجك جرنال الصبحية.. فماذا يفعل بك الآن؟
الصحافة بشكل عام يرثى لها للأسف الجميع يتخذها كسبوبة وأكل عيش وليس مهنة لها احترافها ولها أمانتها وما إلى ذلك من قيم تربينا عليها نحن الصحفيين القدامى، كان قديما كل جرنال له سياسته الخاصة به ونوع كتابته التى تميزه عن غيره من الجرائد، وكذا المجلات أيضا، على عكس هذه الأيام، فجميع ما يصدر من جرائد ومجلات تتشابه بشكل كبير، وجميع الفطاحل من الصحفيين كانوا قديما ولم يعد من يشبه حماستهم وثراءهم الثقافى هذه الأيام، وانتهى تماما الجيل وتبدل بجيل صحافة التليفون لا أعلم كيف لصحفى أجرى حوار بالتليفون وهو لا يرانى ولا يرى ملامحى وتفاصيل وجهى، ومنذ سنوات عديدة وحتى الآن لا يثير «جرنان الصبحية» فى نفسى البهجة، فحصاد القراءة جرعات مركزة من الألم على أحوال المواطن المصرى الذى عاش صبورا لدرجة يصعب تحملها، لأنه بلا حول ولا قوة، فكان يشفى أوجاعه بدموع مواويله ويسجل بأمثاله الشعبية الشفاهية ويفسر كل ما حوله فى حكمة.. وكان سؤالى الدائم بينى وبين نفسى: لماذا كل هذا التحمل؟ ولماذا لا يطالب بحقه فى حياة كريمة؟ فالحيوانات فى بلاد غير بلادنا لها حقوق مساوية لحقوق الإنسان، وفجأة بدأت بشائر الثورة.. انطلقت منظمة نسبياً.. وانضم إليها جميع الأطياف بشكل عفوى وهم يصرخون بأصوات قوية لها قوة رنين الآلات الموسيقية النحاسية «عيش حرية عدالة اجتماعية»، وها نحن الآن نصرخ فى وجه رئيس ينتمى فقط لجماعته التى سرقت الثورة، بعد أن خدعت الجميع بالكذب وباسم الشريعة، كما لو كنا قبل ذلك فى وطن لا يعرف الإسلام، فهم قادرون على الخداع، فقد تحولت الشرعية إلى الشريعة، وتناسوا أن قدماء المصريين هم أصحاب الحضارة التى ألهمت وعلمت البشرية.. وأول من نادى بالإله الواحد كما جاء فى صلوات إخناتون : «أيها الظاهر الباطن - مبدع الفصول - رفعت السماء على الأرض لترسل منها ضياءك - لتشهد من تحتها خلقك - عندما تشرق فى نور الشمس».
كان ليا صاحب مالوش وطن وسعيد
وصاحب ليه وطن وبعيد
• عندما تأتى كلمة صاحب على خاطرك، من تتذكر؟
أتذكر عبدالرحيم منصور، ولا أتذكر غيره صديقى ولم أعد أصادق بعده، فعندما رحل «منصور» كنت فى رحلة عمل خارج البلاد وعندما عدت أخذتنى زوجتى لأعزى زوجة عبدالرحيم منصور وابنته «عالية» فى المهندسين بشهاب، حيث كان منزله الذى ذهبت إليه عدة مرات بصحبة صديقى وحبيبى عبدالرحيم منصور وعندما ذهبت لم أحتمل الصعود إلى المنزل ولا أرى عبدالرحيم يفتح لى الباب ويستقبلنى استقبال الصعايدة الحافل ذا الكرم الحاتمى، فشعرت بشلل فى رجلى ولم أعد أستطع المشى وعدت منزلى فى أسوأ حالاتى، دون أن أقدم العزاء، أفتقده كثيرا.
سؤال بسألك سؤال
إيه آخرة الترحال
• هل توصلت إلى إجابة لسؤال أم ما زال الجواب غامضا؟
كتبت هذه القصيدة وأنا فى الغربة ودائما الغريب يشتاق إلى حضن الوطن ويحن لبلاده، وكثير من المصريين لا يقدرون على العيشة خارج مصر وأنا واحد من هؤلاء الناس.
• تقول فى قصيدتك «ممنوع» أخضر.. خضار زرعى.. عديت.. أصفر ما هوش طبعى.. هديت.. أحمر بلون دمعى.. وقفت.. ما الممنوع فى مصر الآن.. وما ترمز أضواء «الإشارات» الثلاثة.. ومن خان مصر؟
بطبعى أحب الألوان وذات مرة أخذت أتأمل إشارات المرور فتخيلت أن الإشارة الحمراء تعبر عن «صدمة الخيانة» والصفراء عن «التوجس»، أما الخضراء فهى تعبر عن «صفاء قلب الإنسان» وهو يعبر طريقه آمنا فى غير خوف.. أما الذى يقف فى «الممنوع» فهم مجموعة احترفت الخداع والخيانة للوصول إلى ما تريده.. والذى «خان مصر» كل من باعها مقابل منصب أو مكسب والتعدى على حقوق الغير بالتضليل باسم الشريعة، كما يحدث حاليا على أرض الواقع وكان يجب على هؤلاء المساهمة فى فك أمية الناس البسطاء قبل دعوتهم إلى صناديق الانتخاب لاختيار «رموز البقرة أو الميزان أو بطة» دون أن يعرف اسم الشخص الذى يعطيه صوته، ولأنهم يحولون كل شىء إلى تجارة وشطارة، وسخروا الدين بالكذب على الأميين من الفقراء.
• تقول فى قصيدة وطن: «ومثل كل الكاذبين.. والمحتالين.. واللى اشتروا كراسة المزاد للدخول.. لدنيا المناضلين» من ينطبق عليه هذه الكلمات؟
للأسف هم بعض من أطلق عليهم اسم «النخبة»، وهذا كان فى الماضى ولا يزال حتى الآن.
• كيف ترى الإبداع الآن وهل اختلف المستوى الإبداعى عما كان عليه زمان؟
الإبداع عموما وعلى كل الأشكال الأدبية أصبح هابطاً ولا يعجبنى بالمرة.
• ماذا تقول لجمهورك وتهديهم من كلماتك؟
علشان الضلمة متعيشى
علشان الضحكة متموتشي
علشان الفرحة متغيبشي
علشان نحمى النهار
من أعداء النهار
إصرار إصرار
• آراء عن المعرض
حضر المعرض العديد من النجوم والشخصيات البارزة كالمطرب محمد منير والملحن وجيه عزيز والشاعر فاروق شوشه والناقد المسرحى عبدالقادر حميدة ووزير الثقافة السابق الدكتور شاكر عبدالحميد والكثير من الأصدقاء، وكان لنا معهم لقاءات بخصوص انطباعاتهم عن المعرض، فقال الشاعر فاروق شوشة: يتلخص انطباعى فى كلمتين نشوة روحية، فاللوحات تحمل حالة من الفرحة والسرور وحالة طفولة مستمرة وكائنات تجمع بين الخيال والحلم والفانتازيا فهى غسيل للروح عندما تحس بالصدأ وأن الأشياء تأثمت مثل هذا الجمال يعيدنا مرة أخرى إلى الحياة والفرح والخيال.
بينما قال الدكتور عبدالقادر حميدة الناقد المسرحى: إن هذا المعرض تأخر كثيرا، لأنى أعرف «نجيب» منذ 70 عاما منذ أن كان طفلا فموهبته كانت مبكرة جدا وسابقة سنه بكثير وعندما عملنا مع بعض ظهرت موهبته فى الفن التشكيلى وكان ضمن نشاطه رسوماته على كتب النقد المسرحى الخاصة بى فرسم المسرح صورا بدلا من أن أرسمه أنا.. وأضاف الملحن وجيه عزيز: مجدى نجيب كل ما يتقدم فى العمر يزداد بهجة وهذا الشىء عجيب جدا لأنه عكس الطبيعة، ففى طبيعة الحال يحدث العكس وأتمنى أن تنتقل تلك البهجة للشباب.
وأشاد الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة السابق بتميز الألوان وزهوها مما يشيع البهجة بالمكان والفرح وأيضا تميز الموضوعات فالموضوعات مميزة ومتنوعة للغاية، وإذا نظرنا سنجد لوحة تمثل الليلة الكبيرة وأخرى تمثل السيرة الشعبية والتراث وألف ليلة وليلة ورجل وامرأة وأطفال وبهجة ومتعة وتفاؤل وفرح، باختصار نستطيع القول إن لوحات «نجيب» حياة.
بينما قال الفنان محمد منير: إن مجدى نجيب ليس شاعراً فقط وإنما صحبة ورد متكاملة تحوى كل الألوان والروائح الذكية وكذا «نجيب» فهو إبداع يتحرك على قدمين.
وقالت سوسن درويش وهى أحد الأصدقاء القدامى: بالرغم من أنى أعرف شغل مجدى نجيب ولكن أشعر باختلاف وطفرة كبيرة هذه المرة فهناك صرخة فى الألوان تعبر عن السعادة الغامرة وزهو غير عادى لتعطينا حالة من الطفولة والأمل والمستقبل تتراقص الألوان بشكل غير عادى لذا أشعر بأن مجدى يولد من جديد.
وأكد الدكتور شوقى حافظ الدكتور بكلية الفنون التطبيقية وعميدها، ما قاله السابقون، حيث قال إن مجدى نجيب الشاعر والتشكيلى يشعرك فى أعماله بحالة خاصة من الألفة والود والحميمية فلا تشعر بغربة تجاه أعماله وأبدى إعجابه الشديد بالمعرض.
وأخيرا عبرت مهندسة الديكور والفنانة التشكيلية وزوجة مجدى نجيب «دلال» عن سعادتها الغامرة بلحظة ميلاد يوم جديد فى حياة زوجها بحدث جديد، حيث إنه المعرض الأول فى حياة مجدى نجيب كما عبرت عن فخرها برفيق عمرها وتوأم روحها الشاعر والتشكيلى الفنان مجدى نجيب.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.