ليس عيبا أن ينجح فى شخصية أحبه الجمهور من خلالها وتعلق به.. وتصبح المعادلة هى نجاح هذه الشخصية إذا أعيد استخدامها فى أكثر من عمل، نجح هشام إسماعيل فى تقديم شخصية فزاع على مدار أكثر من عام وأراد استثمار هذا النجاح فى مشروعه السينمائى الأول والخطوة الأولى التى مزجها فى معالجة درامية لرواية الأديب العالمى باولو كويلهو «الخيميائى» فى إطار كوميدى يحاول من خلاله تقديم رسائل وأقوال مأثورة، وتلك خطوة فى مشوار حلمه بتقديم أعمال بسيطة بعيدة عن التعقيد كما كانت الأعمال الفنية الكوميدية فى الستينيات. • فكرة استغلال شخصية ناجحة فى عمل مغامرة ونتائجها غير مضمونة ما رأيك؟ - عنصر المغامرة موجود من البداية خاصة أن التجربة لكاتب يكتب لأول مرة وبطل جديد يتحمل مسئولية عمل لأول مرة - رغم تحفظى على كلمة بطل - ولكن من يتحمل المسئولية ويتحمل نجاح أو فشل التجربة، حاولت أن اتفادى فكرة المجازفة وأن ادخلها كمغامرة محسوبة الخطوات، وكانت الفكرة الأساسية فى استخدام شخصية عرفها الناس وأحبوها، ولكن ليس باستسهال وألا أعتمد عليها فى الفيلم وفى حياتى بأكملها، ولكن هذه شخصية من ضمن شخصيات كثيرة قدمتها ولكنها أكثرها نجاحا لأنها كانت ضمن إطار وهو مسلسل «الكبير» والأكثر شعبية بنجومه وفريق عمله، ربما لو كنت تقدمت بعيدا عن شخصية فزاع فى البداية لم أكن لأجد من يتحمس للفكرة لأن الشخصية نجحت مع الناس وحققت شعبية كبيرة. وكان فى ذهنى الأطفال والأسر وان يكون الفيلم ملائما لهم، ويحمل أفكارا بها تفاؤل وقيم دفع للأمام وللأفضل، تلك الحالة التى كانت تنتابنى بعد مشاهدة فيلم رسوم متحركة أجنبى، كنت أشعر بالغيرة وأتمنى أن يكون لدينا هذه النوعية من الأفلام التى تصدر تلك الطاقة الإيجابية ووضعت هذا فى قائمة أحلامى السينمائية. كان رهانى فى الأساس على الموضوع وليس على شخصية فزاع نفسها لأنها بالفعل ناجحة الرهان كان على الموضوع والمعالجة التى قدمتها وعلى كل من شارك فى العمل من نجوم كلهم أبطال. • أحلام • ذكرت لى أن لك أحلاما سينمائية، لخص لى رؤيتك لتلك الأحلام والأهداف. - لدى حوالى عشر أفكار أريد العمل عليها وأعمل عليها بالتوازى، قريبة من أعمال الستينيات الكوميدية التى تحمل إبداعا، التى كانت عبارة عن دراما عادية تحمل مواقف كوميدية جدا مثل «عائلة زيزى» وأفلام الفنان «فؤاد المهندس» الممتعة والراقية بعيدا عن التقعير وادعاء العمق. • سأعود معك إلى «فزاع» الفيلم عن معالجة لرواية «الخيميائى» باولو كويلهو فى إطار كوميدى، كيف قمت بصياغة وتطوير هذه الفكرة؟ - الفكرة أننى أردت وضع إطار كوميدى لفيلم يحمل المواصفات التى أخبرتك عنها ولكى أستطيع أن أقدم مواقف كوميدية لطيفة فيجب أن يكون لدى أساس قوى تقوم عليه ولم أكن أفكر وقتها فى رواية باولو كويلهو ولكن الناس اعتادت على فزاع فى إطار كوميدى لموقف يقع فيه ويتصرف بتلقائيته ومن هنا تكمن الكوميديا فى شخصيته دون أن يقصد هذا، لذلك قررت أن يكون هذا من خلال ظهور فزاع فى ستة أو سبعة أماكن مختلفة وكذلك أكثر من لوكيشن فى سيكونس مختلف يتورط فيها. ومن هنا فكرت فى فكرة بسيطة معتادة وهى أن يكون لديه هاجس أنه يريد الحصول على مبلغ معين للوصول إلى هدفه وتحقيق حلمه أو الحصول على كنز مثل التفكير الطفولى لدى البعض. ومن هنا كان هذا المبرر الدرامى لنزول فزاع إلى القاهرة، بعيدا عن الصعيدى الذى اعتاد الجمهور مشاهدته، والرابط أنه يذهب إلى القاهرة للبحث عن خالته التى ستعطيه تلك الأموال ، وبالتالى يبحث عنها فى أكثر من مكان ولا يجدها فينتقل للآخر ومن هنا يحدث التطور وهذه فكرة متعارف عليها فى معالجات درامية كثيرة ولكنها تحتاج إلى حرفية فى طريقة ترابطها. ومن هنا تولدت لدَّى فكرة ربطها من خلال رواية الخيميائى وأن يتم هذا من خلال حكم ومقولات من الرواية لتدعيم الفيلم من خلال بساطة وتلقائية فزاع مقابل الرسائل الموجودة من الرواية الأصلية وأن يستفيد فزاع والمتفرج من تلك الأقوال المأثورة. ومن هنا نشأت فكرة الاستعانة بالفنان حمدى الوزير فى العمل من خلال فكرة غير متوقعة وهى أن يظهر بشخصيته الحقيقية فى العمل وأن يقوم هو بتوجيه تلك الرسائل لفزاع. وأن يكون بعيدا عن شخصية الحكيم الذى يتوقع منه الناس أن يقوم بتوجيه الحكم والأقوال المأثورة، فكان شخصية لا يتوقعها الناس فى هذا الإطار لأن الناس اعتادته فى نمط الشخص الشرير من خلال أعماله فيتفاجأ الناس به فى هذا الإطار وبتطور الأحداث نجد أن ما يقوله هو الصواب وهو الذى يدفع فزاع إلى فهم الرحلة التى يمر بها، كل هذه الأفكار أعطتنى القوة لاستكمال الرواية وأصبحت لدَّى صورة لما ستكون عليه. • بطولة جماعية • بدأت مشروعك الخاص كبطل -رغم تحفظك على هذا المصطلح - ولكن هل سيبعدك هذا عن مشاريع البطولات الجماعية؟ - لا أستطيع الاستغناء عن فكرة البطولة الجماعية خاصة لإشراك كل الأجيال بمعنى الكلمة وليس فقط بطولة جماعية لشباب من نفس جيلى كما يحدث الآن فى معظم الأعمال الفنية ولكن محاولة إبراز فنانين ابتعدوا لفترة وفنانين كبار كما يحدث فى السينما العالمية التى تستعين بتلك المواهب حتى من خلال مشهد أو مشهدين مؤثرين وقويين كما حدث مع الفنانة سيمون معنا فى الفيلم. • رغم نجاحك فى الأعمال الكوميدية التى فرضت نفسها مؤخرا إلا أننا شاهدناك فى أعمال مثل قصة «حب» و«ذات» بوجه مختلف، فى أى اتجاه ستتوجه بوصلتك الفترة المقبلة؟ - ليس لدى عقدة الفنان الكوميدى وهى التى تدفع الفنان للتقعير والاتجاه إلى أعمال بعيدة عن الكوميديا لمجرد استعراض العضلات وليثبت للناس أنه يستطيع أن يقدم كل الأنماط وأثبت أننى بالفعل أستطيع النجاح فى كل الأنماط ومن يرانى فى أى دور سيعرضه على ولكن بشكل شخصى البريق لديَّ يتجلى فى الأعمال الكوميدية ورسم الكراكتر لكل شخصية كوميدية أقدمها. • تعطشى للكوميديا • انطلاقا من مقولة «الجمهور عايز كده» التى فرضت نفسها على نوعية الأفلام، من وجهة نظرك (الجمهور عايز إيه) ؟ - المزاج العام والذوق العام تغير ويسود الشارع الآن حالة من الهدوء النسبى والتفاؤل جعلت الناس متعطشة للكوميديا للبعد عن (الغم) ومواضيع مبتكرة بها حالة من الغموض والابتكار وكان نموذج على هذا فيلم الفيل الأزرق والنجاح الذى حققه لأن فريق العمل نجح فى تحقيق هذه المعادلة. • خريج كلية التجارة وعملت فى بنك لسنوات.. كلمنى عن المسافة من كلية التجارة حتى ورشة مركز الإبداع؟ - كانت المسافة 8 سنوات مارست الفن فيها كهواية أثناء عملى فى البنك لسنوات أعطتنى ثقلا وممارسة للمهنة وقدمت خلالها 25 مسرحية، والتحقت بورشة مركز الإبداع التى تعلمت من خلالها الكثير مع المبدع خالد جلال وسنجد أن كل من شارك فى هذه الورشة وعرض «قهوة سادة» ترك بصمة كمحمد فراج، وحمزة العيلى وعندما جاءتنى فرص احترافية من خلال مركز الإبداع الفنى قررت أن أترك وظيفتى فى البنك فى عام 2007 وكان من أصعب قراراتى ولكن الحياة اختيارات وقرارات. • من خلال هذه التجربة هل هناك أشخاص بعينهم تركوا بصمة فى حياتك وتحمسوا لمشروع (هشام إسماعيل)؟ - من البداية المخرج خالد جلال الذى تعلمت منه الكثير فى مركز الإبداع ومشاركتى معه فتحت لى أبوابا كثيرة؛ وبالنسبة لتجربتى الأولى ومشروع الفيلم فهى شخصية واحدة فقط تحمست للمشروع وشجعتنى وهى الأستاذة (إسعاد يونس) وهى السبب فى ظهور هذه التجربة إلى النور.•