بعد امتحانات الثانوية العامة فى 2012 قرر 15 طالبا وطالبة من طلاب مدرسة الفاروق بمصر الجديدة، أن يتطوعوا للعمل فى التدريس لتلاميذ المرحلتين الابتدائية والإعدادية المقيمين فى دور الأيتام، وبعد ثلاث سنوات وصل عدد المتطوعين إلى 60 طالبا، وتحولت المبادرة إلى نشاط طلابى رسمى فى هندسة عين شمس، تحت اسم «ورقة وقلم».. ثلاث سنوات مليئة بالخبرات وبالإجابة عن الأسئلة الحائرة حول أسباب توقف الكثير من المبادرات التطوعية، ولماذا لا يُحل الكثير من مشاكلنا بالعمل التطوعى؟ أعضاء المبادرة يركزون عملهم فى خمس من دور الأيتام بالقاهرة، ليس بطريقة التطوع من أجل الحصول على ثواب مساعدة اليتيم، لأن شعارهم «التطوع مش مسحة ثواب وأمشى»، المأخوذ من معنى الحديث الشريف الذى يؤكد أن من يمسح على رأس طفل يتيم بحب يحصل على ثواب بعدد شعر رأس هذا اليتيم. تشرح نورهان محمد ياسر الطالبة فى هندسة عين شمس، التى بدأت فى مجموعة مدرسة الفاروق، طريقة عمل المبادرة، فى أن الهدف منها هو تعليم أطفال دور الأيتام بطرق تعلم جديدة، وأحيانا يطبقون معهم التجارب العلمية الواردة بكتب المدرسة عمليا، أو من خلال فيديوهات تعليمية. يتميز عمل متطوعى المبادرة بالالتزام بالعمل، أى أن هناك جدول تدريس ثابتاً أسبوعيا فى الدور الخمس، وكل متطوع ملتزم بتدريس حصته، وأغلبهم حصل على تدريب فى طرق التدريس الحديثة ضمن أنشطة الجامعة، ليتمكن من التدريس بطريقة علمية، ويسعون للحصول على تدريبات أعلى من خلال مراكز متخصصة. • مش تدريس وبس لا يقتصر تعليم الأطفال على تعلم العلوم المدرسية فقط، بل تدريس الأخلاق أيضا، وممارسة الأنشطة الفنية اليدوية، كالطباعة على القماش وصناعة عرائس الماريونت، وعمل الفازات من مختلف الخامات البسيطة، بالإضافة إلى المشاركة فى الاحتفالات بالمناسبات المختلفة مثل عيد الأم والأعياد بأماكن مفتوحة خارج الدور. بعد حصول أعضاء المبادرة على تدريب فى جمعية وطنية لرعاية وتطوير دور الأيتام، لم يعد التدريس وحده هو هدفهم، بل تطور ليصبح التأكد من مدى استفادة الطفل من التدريس، وتقييم تطور كل طفل علميا ومهاريا وعمليا. العمل الآن أكثر احترافية «مش تأدية واجب أو ثواب وخلاص»، فعلى المتطوع أن يقوم بتحضير الدرس قبل الذهاب للحصة، وأن يقيّم التلاميذ ليتأكد من أن طريقته فعالة، ثم يتابع هذا كله فريق تقييم لا يقوم بالتدريس، ويقيس تحصيل كل طالب وتقدمه وهل يتعاون مع غيره وهل اكتسب ثقة فى نفسه. تقول نورهان: أهم مشكلة واجهتنا هى التزام المتطوع بالعمل، ولهذا لا نضم للمبادرة إلا من نتأكد أنه يريد أن ينجز هذا العمل وليس فقط الحصول على الثواب، وأن يتحمل أى معاملة قد لا يحبها من القائمين على الدور من أجل هدفه، ولاتزال أمام المبادرة مشكلة التمويل لاستمرار العمل، لأن أعضاء المبادرة هم من يمولون أنشطتها حتى الآن. •