جامعة الأزهر فى ثوبها الجديد.. حيث واجهت العنف بفرشة ألوان وعلا صوت أناشيدها أصوات تظاهرات مخربيها، وتحولت أفكار شبابها إلى البناء بدلا من الهدم والتدمير. وبدلا من اعتلاء بواباتها وأسوارها اعتراضا واحتجاجا اعتلى مجموعة من طلابها خشبة مسرحها لتقديم فنونهم وانطلاقهم الإبداعى فوقها دون توقف. وكان هذا هو النجاح بنكهة الفكر الطلابى البناء الذى بدد فساد العقول الهدامة وظلام الثقافة المتخبطة فى عقول متحجرة ليعلنوا عن ميلاد أجيال جديدة من طلاب الفكر والثقافة والفن والإبداع داخل جامعة الأزهر التى أنهكها الضلال الفكرى لبعض طلابها بعد أن استخدمتهم الجماعات الإرهابية لنشر أفكارهما والهدم فى جدار دولتهم بمعاولهم الخائنة. وكانت بداية هذا الإشعاع التنويرى الطلابى عندما فتح الفرع الطلابى لمؤسسة ألوان بجامعة الأزهر باب التقديم للالتحاق بالورش الفنية، حيث الإعلان بأنه سيتم عمل 9 ورش فنية للطلبة. وبدأ الفريق إجراء المقابلات الشخصية للطلبة المتقدمين للورش، حيث تقدم أكثر من 650 طالبا للالتحاق بالورش الفنية - التى تعد أكبر حدث ثقافى وفنى يتم فيه تدريب ذلك العدد من المواهب. وكانت قد انطلقت فعاليات ألوان داخل الجامعة فى أكتوبر من السنة الماضية، وشارك بالنشاط مجموعة من طلاب كلية الهندسة، ثم زاد العدد بعد ذلك إلى (55) متطوعا من جميع الكليات، مقدمة العديد من الورش الفنية فى الخط العربى، الزخرفة، مقامات صوتية، وإلقاء الشعر حاضر فيها أساتذة متخصصون وعدد مقبول من المتدربين.. وبدأت تتوسع فى إقامة الورش الفنية المتعددة: (الحكي-المسرح - البورتريه - الإنشاد الدينى - الكاريكاتير- الخط العربى - صناعة أفلام - الأوريجامى - إلقاء الشعر)، وتستمر هذه الورش لمدة شهر ونصف الشهر فى تدريب المتقدمين للورش وتنتهى بحفل ختامى يحضره العديد من الشخصيات العامة، وذلك لعرض الناتج الفنى للورش المقامة.. وقد بدأ الفريق نشاطه داخل جامعة الأزهر ولأول مرة بعقد أربع ورش فنية وثقافية خلال شهر سبتمبر الماضى، وهى: ورشة إلقاء الشعر مع الدكتور علاء جانب، والمقامات الصوتية مع المنشد السورى محمد ياسين المرعشلى، والخط العربى مع الدكتور خالد مجاهد، والزخرفة مع الخطاط حسانين مختار، التى أقيمت بمقر ألوان فى الحى السادس بمدينة نصر بجوار الجامعة. كما تم إعداد وتجهيز مقر داخل كلية التجارة، لإقامة بعض الورش داخل الجامعة ليسهل على الطلبة الحضور. ويقول أحمد الطالب بالفرقة الثانية بكلية الهندسة جامعة الأزهر والمسئول عن فريق ألوان بالجامعة: «تعتبر ألوان المخرج والمتنفس الوحيد لدى الطلبة لإظهار مواهبهم وتنميتها، تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة». كما يعد فريق ألوان أول نشاط طلابى يهتم بتنمية المهارات الثقافية والفنية والأدبية لدى الطلبة، فهو ينظر للطالب من منظور مختلف، حيث يسعى لتنمية الجانب الثقافى والفنى بداخل الطالب، من خلال تنظيم ورش فنية، ومعسكرات تدريبية، تهدف إلى رفع وتنمية وتطوير مواهب الطلاب. وهذا إيمانا منا ب«أن الموهبة بلا تعلم تظل مثل النظرية العبقرية بلا تطبيق».. والكاتب المبدع بلا قراءة جيدة نافذة والعين المبصرة يعيش بالظلمة الدائمة» وإذا أردت أن تكون ناجحاً فعليك أن تنمى روح الإبداع والتجددّ فى داخلك، وأن تعمل مع نفسك الشىء الذى تريد أن يعمله الناس. وأنا شخصيا أهتم بالمسرح إلى جانب اهتمامى بالفريق بشكل كامل، وقد فوجئت بإقبال طلابى كبير على هذه الأنشطة التى أرى نجاحها فى نشر الثقافة والوعى والجمال داخل الجامعة وتمحو عنها بعضا من آثار العنف التى لحقت بها فى فترات سابقة. أما عن مواجهته لاعتراض بعض الطلبة المنتمين إلى تلك الجماعات المتطرفة عند تقديمه لهذه النشاطات. يقول أحمد: «لا شك أننا واجهنا تهكما وسخرية من البعض سواء على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بنا كطلبة داخل الجامعة أو أثناء وجودنا داخل الحرم نفسه، ولكن هذا لم يمنعنا من الاستمرار فى نشر هذه الفكرة التى تدعونا إلى البحث عن مواهبنا بداخلنا لا أن نقتلها بالعنف والكراهية •