الفن التشكيلى عندنا بخير وعافية، بل يبدو أنه فى حالة ازدهار.. وهذا انطباع مشاهد غير خبير، ومتابع من بعيد، لا يملك معرفة عميقة بأسرار هذا المجال وأعلامه وتطور تاريخه.. اكتشفت فجأة أننى لم أسع منذ وقت، لمشاهدة والاستمتاع بأعمال فنانين تقدمها قاعات المعارض على فترات متقاربة. وعزمت أن أقضى اليوم فى منطقة الزمالك، التى تضم عددا من المعارض القريبة من بعضها. ولم أكن أعرف ما الذى تقدمه المعارض فى ذلك اليوم.. ومن حسن حظى أن كلا منها كان يقدم لى مفاجأة، حيث تجولت بين قاعات أو جاليريهات سفرخان وبيكاسو والزمالك للفن والمسار، وآخر قاعة فتحت أبوابها منذ شهور قليلة وهى قاعة أوبنتو.. فى قاعة سفرخان لصاحبتها السيدة شيرويت شافعى، تذكرنا بالفنان الراحل صلاح عبدالكريم، وتقدم فى القاعة الصغيرة الأنيقة، نماذج من إبداعاته المتنوعة، تصويرا ونحتا وديكورا، بأناقة وإلمام وتنوع. وقاعة بيكاسو التى يتفرغ لإدارتها إبراهيم بيكاسو، ويتنوع نشاطها على مدار العام، يخصص العرض هذه المرة، لما يسميه المعرض الأول لفن النحت، ويشارك فيه أربعة من الفنانين مصطفى الرزاز وعبده رمزى ورمضان خميس وناتان دوس.. وقاعة المسار التى أسسها المهندس وليد عبدالخالق، تضم معرضا لجورج البهجورى، وهو من شيوخ الفن- 83 سنة- الذى يعمل بقلب وحماس وبراءة الشباب، وفى قاعة الزمالك للفن يفاجئنا مصطفى عبدالمعطى بمعرضه للنحت بالبرونز. وآخر المصابيح التى تضىء فى مربع قاعة المعارض، كان معرض أوبنتو، الذى فتح أبوابه فى أكتوبر الماضى، فى 20 شارع حسن صبرى. وخلال هذا الوقت القليل أقام عدة معارض بدأها بمعرض الفنانة المصرية السويسرية الراحلة مارجو فيلون، ومن بينها معرض احتفالا بالعام السبعين للفنان سمير فؤاد.. ومؤسس القاعة الحديثة هو أحمد الضبع، وهو من هواة الفنون التشكيلية، وقد وضع خبرته الطويلة ومعرفته بهذا الوسط وعشقه للاحتفاط باللوحات فى تأسيس هذه القاعة. والمعرض الحالى فى أوبنتو لأربعة من شباب الفنانات المتخرجات حديثا ندى (22 سنة) وعليا (23 سنة) وسمية (22 سنة) وسبقتهن إلى الميدان نهى (26 سنة).. ولعل هذا المعرض لهؤلاء اليافعات، يؤكد المعنى الذى بدأت به الحديث عن ازدهار الفن التشكيلى. فكيف يبدون على هذا القدر من النضوج فى بداية مشوارهن.. ولعلنا نقرأ يوما تحليلا لهذه الظاهرة وكشفا لجوانبها على يد واحد من النقاد والمتخصصين. •