إذا أردت أن تعرف أمة فانظر إلى شبابها، وإن فسدت أمة فإنها تفسد فى شبابها، وبعد أربع سنوات من ثورة 25 يناير فإن المهمة الأكبر تقع على عاتق الشباب فهو الذى نزل الميدان وضحى بدمائه وحمل الكثير من الهموم. مع فتح باب الانتخابات لمجلس النواب فإن الأنظار كلها تتحول تجاه الشباب ومشاركته سواء بالترشح أو بالتصويت، فالبعض قد هدد بالمقاطعة بعد إعلان وجوه من الحزب الوطنى للترشح من جديد، فضلا عن فوضى التحالفات وتغيير الخريطة فى يوم وليلة بظهور تحالف فى حب مصر واختفاء قائمة الجنزورى والبعض أصر على الاستمرار، مؤكدا أن المقاطعة خيانة، لكن الجميع أكد أن الصورة الحالية التى عليها الانتخابات صورة محبطة وأن الشباب خارج الحسابات. «صباح الخير» استطلعت آراء الشباب الحزبيين عن الترشح للانتخابات ومدى رضائهم عن إجراءاتها. • مشاكل التسجيل محمد سعد 36 سنة مرشح فردى عن الحزب الاشتراكى عمال عن الدويقة أكد أن أهم المشاكل التى واجهته هى قيمة الكشف الطبى التى وصلت لأكثر من 4 آلاف جنيه، فضلا عن صعوبة الحصول على شهادة من الحساب البنكى لتبرعات المواطنين فالقانون نص على وجود شهادة من البنك لفتح حساب التبرعات من أجل الدعاية. محمد على الرغم من أنه عامل بسيط حاصل على مشروع شباب الخريجين لتوزيع البوتاجاز, فإنه أكد لى بلغته البسيطة أن الدنيا كلها حزينة على ترشح الفلول من جديد وبالأخص أحمد عز، فعز على حد قوله هو السبب الرئيسى لثورة 25 يناير ومن غير المعقول أن يعاود الظهور من جديد وبنفس القوة كأنه يخرج لسانه للجميع ليقول لهم الثورة ماتت! محمد عضو فى الحزب الاشتراكى المصرى منذ ثلاث سنوات وقد أكد أن الحزب من أكثر الأحزاب الموجودة حاليا على الساحة تعبيرا عن الثورة. محمد البحيرى مرشح فردى عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى عن دائرة الصف يؤكد أن أهم المشاكل التى برزت منذ أول يوم تقديم هو موضوع تكلفة الكشف الطبى والتسجيل. محمد يؤكد أن هناك مشاكل كبيرة تفوق التكلفة المادية وهى أننا كشباب نواجه حربا شرسة من إمبراطوريات المال السياسى الذى تشوبه تهم الفساد والرشاوى، بالإضافة إلى تجاهل وسائل الإعلام لنا وتسليطها الضوء على رموز الحزب الوطنى الذين يترشحون كل دورة برلمانية. • دعم فنى بحيرى يشير إلى أنه تقدم عن طريق وزارة الشباب والرياضة فى الموقع المخصص لدعم المرشحين ولكنه لم يجد أى استفادة حقيقية سوى تقديم بعض المعلومات القانونية عن قانون الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر وكيفية تكوين حملات انتخابية ولم يقدموا له أى دعاية هو فى حاجة لها. مجرد معلومات1 بحيرى أكد أنه طلب بشكل مباشر مساندة وزارة الشباب له من خلال السماح له بإقامة سرادق لمؤتمرات انتخابية داخل مراكز الشباب كبديل لتأجير سرادق حيث يرتفع ثمن التأجير بما لا يتيح للشاب إقامة مؤتمر انتخابى خاص به ولكن مركز الشباب التابع لدائرتى رفض على الرغم من أن هذه المراكز تفتح أبوابها لجميع الأنشطة ودورات كرة القدم وغيرها للمرشحين من اللواءات أو من لهم أقارب لواءات أو عمداء أيضا هناك استغلال لمرشحى الحزب الوطنى لبعض المؤسسات الذين كانوا مسيطرين عليها وتفتح لهم لتقديم التبرعات كالمدارس وبعض الهيئات فقد استعادوا أساليبهم السابقة ومعهم الأموال. دعاء العجوز 36 عاما محامية مرشحة فردى عن الحزب الاشتراكى المصرى عن دائرة الخصوص ترى أن الأمل كان فى هذه الانتخابات، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار الكشف الطبى والتسجيل يعيق الكثير من الشباب ويحبطهم وكان من المفترض عدم وضع هذا الشرط لأنه شرط تعجيزى. العجوز أوضحت أن ارتفاع أسعار الكشف والتسجيل لا يثبت جدية الترشح ولا يعنى تميز المرشح وكان يمكن أن يتم استبدال هذا الشرط باختبار ثقافى يحدد المعاير المطلوبة. دعاء ترى أن المرشحين الذين يستحقون الترشح ليس بالضرورة أن يكون معهم أموال فدور البرلمانى هو التشريع وليس دوراًَ مالياً. دعاء أكدت أن الأحزاب لا تدعم مرشحيها من الشباب بالشكل المطلوب نظراً لضعف موارد الأحزاب نفسها! لذلك فإن مشكلة الدعم المالى مشكلة كبيرة يجب الانتباه لها لأن فى بعض الأوقات يدعم المرشحين بعض الفاسدين الذين يطمحون لشرائه فيما بعد، فالشباب يحتاج دعم الدولة وهذا لايعنى أنه يحتاج لأموال فى يده لكنه يحتاج لمؤتمرات وبانرات ودعايا. دعاء ترى أن وزارة الشباب دورها ضعيف فى هذا الدعم وكل ما تفعله هو تقديم دعم فنى وقانونى للشباب لكن يبقى الشباب فريسة لفقر موارده، فقد أطلقت وزارة الشباب والرياضة (الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى) البرنامج القومى الثانى «برلمانى كما يجب أن يكون»، الذى يهدف إلى تأهيل هيئات مكتب برلمانى الطلائع والشباب ورؤساء اللجان النوعية. يهدف البرنامج لتشكيل مجلس النواب وكيفية تشكيل القوائم والفئات الممثلة بها، وشروط الترشح لمجلس النواب وإجراءات الترشح، وضوابط نسبة التعيين التى يحددها رئيس الجمهورية. ووظائف مجلس النواب التشريعية والرقابية والمالية والسياسية، والتدريب العملى للمشاركين على طريقة العمل داخل مجلس النواب. دعاء تؤكد أنها ضد مقاطعة الأحزاب للانتخابات لأن الشباب قد بدأ الطريق وعليه أن يكمله حتى ولو الفرص قليلة لكن المقاطعة استسلام. • مقاطعة على الجانب الآخر فضل بعض الشباب سلاح المقاطعة مشيرين إلى أن خوض الانتخابات أو التصويت بها بهذه الصورة هو وسيلة لإعطاء شرعية على انتخابات تفتقر إلى الديمقراطية! «آية الشاذلى» أمين عام القاهرة الجديدة عن حزب الدستور تؤكد أنها مع المقاطعة وتؤيد قرار حزب الدستور فيما اتخذه مشيرة إلى أن حادث مقتل شيماء والاستمرار فى حبس العشرات من شباب الأحزاب المدنية، بسبب قانون التظاهر الجائر وتجاهل مطالب الشباب يزيدان من انسداد الأفق السياسى والتشكك فى إمكانية عقد انتخابات برلمانية فى أجواء حرة لذلك فإن المقاطعة أفضل. محمد زيدان حزب الدستور يرى أن سلاح المقاطعة الذى اتخذه الحزب سلاح فعال فى أجواء كالتى تدار بها العملية الانتخابية وأن الشباب لابد أن يلقن عواجيز السياسة درسا لأن عدم المقاطعة يعطى الانتخابات شرعية وهو مالا نريد تكراره. • شروط صعبة وليد صوار من شباب حزب الوفد يرى أن شروط الترشح صعبة جدا وأن الانتخابات القادمة محسومة للفلول فهم من يملكون الأموال.. وليد يشير إلى أن الشباب حاليا يمر بمرحلة يأس من السياسة ربما بعضهم حول تفكيره للمحليات فهى الحلم القادم لهم لكن مجلس النواب اعتقد أنهم سيكونون محرومين منه بأمر الدولة. فمن من الشباب يستطيع الترشح أمام أحمد عز كنا نعتقد أنه انتهى لكن يبدو أن فترة سجنه كانت فترة نقاهة ليعود لاحتكار الحياة السياسية من جديد. من جانبهم أكد رجال السياسة أهمية ثمثيل الشباب داخل البرلمان وتبسيط الإجراءات لإعطاء الفرصة للشباب. فأحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى يرى أن الشباب حاليا يمر بفترة اكتئاب ويشعر بأن الثورة تضيع منه فمقتل شيماء الصباغ أصاب الكثير بالحزن وجعل الشباب محبطا فمن غير المعقول أن تموت فتاة تحمل إكليلا من الزهور. شعبان يرى أن الشباب لابد أن يأخذ فرصته فى البرلمان لذلك فقد اخترنا مرشحين الحزب من الشباب سواء رجالا أو نساء ولا توجد لدى مشكلة حتى لو لم ينجحوا المهم هو أن يكون دعم الشباب ليس كلاما على ورق لكن فعلاً داخل حيز التنفيذ لأن خوض الانتخابات خبرة مهمة جدا لابد أن يخوضوها وليست الانتخابات البرلمانية فقط بل أيضا انتخابات المحليات فخوض الشباب تجربة الانتخابات أمر مهم ويثرى التجربة ويصل عدد المقاعد فيها ل 55 ألف مقعد وتحتاج الأجيال الجديدة من الشباب للدخول فيها لتطهيرها من الفساد ودورها لا يقل أهمية عن دور البرلمان. وقانون المحليات يعطى المرأة والشباب 50% من المقاعد وهى فرصة كبيرة للأجيال الجديدة والتدريب على معركة المحليات تدريب للبرلمان. • خطة حقيقية فإذا كنا نتحدث حقا عن تمكين الشباب فكان يجب أن تكون هناك خطة حقيقية لإعداد الشباب وتأهيله لكن ما تفعله الدولة من وضع بعض الشباب كنواب للوزير هو أسوأ وأخبث الخطط التى تفعلها الدولة لأن الشباب الآن واع ويريد خططاً حقيقية لأن وضع الشباب فى مناصب نواب للوزراء فتت بعض الشباب الثورى الذى كان فى الميدان سويا، ثم بعد ذلك قد نضع الشباب فى مناصب جديدة عليهم ويكونون غير مدربين وعندما يفشلون نقول: لقد جئنا بالشباب وأعطينا لهم الفرصة ولم ينجحوا وأحيانا يكون مجرد مظهر دون أعمال حقيقية. نحن نريد خطة حقيقية لتمكين الشباب فمثلا نحدد أنه فى 2020 يجب أن يكون الصف الثانى من القيادات من الشباب أن يلغى سن التجديد لمن فوق الستين حتى يفتح الطريق للشباب فالشباب عدده يصل ل60%. الدكتور محمد محيى الدين النائب السابق للشورى يرى أن تمكين الشباب مجرد كلام إعلامى لا طائل منه وأن الشباب المتقدم للترشيح يواجه عددا من المشاكل أولها المشاكل المادية والمتمثلة فى تكلفة الكشف الطبى وتكلفة التأمين بمبلغ يقترب من 7 آلاف ونصف وهو مبلغ كبير بالنسبة للشباب ثانيا عودة الفلول من جديد وسيطرتهم على المشهد الانتخابى مما يعطى صورة كئيبة للشباب لعدم خوض الانتخابات. • إهانة محيى يرى أن الشباب المصرى محبط من السياسة وسوف يؤثر هذا سواء على المرشحين أو الناخبين من الشباب وأن قيام أحمد عز بالكشف الطبى المخصص للمرشحين لمجلس نواب بعد ثورتين، وهو المفرج عنه على ذمة قضايا فساد بكفالة فاقت المائة مليون جنيه هو إهانة لمصر من رئيسها وحتى أصغر مواطنيها وإهانة للدستور الذى كتب بدماء شهداء ثورة يناير وبروح الثورة. وطالب محيى الدين الشعب قبل المؤسسات بتطبيق الدستور الذى لا تنفصل ديباجته عن مواده التى تقول: «نكتب دستوراً نغلق به الباب أمام أى فساد وأى استبداد». وأضاف النائب السابق أن عز وأمثاله أبواب فساد يجب إغلاقها احتراما لكل نقطة دم سالت فى مصر بعد ثورة يناير المجيدة واحتراما لأرواح خالد سعيد وسيد بلال وغيرهما. • أكذوبة التمكين ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل يختلف مع الآراء السابقة فيرى أن الشباب أمامه وقت طويل كى يتعلم السياسة، موضحا أن تجاربه فى الدورات البرلمانية السابقة وفى لجنة الخمسين لم ترتق للمستوى المطلوب وأن التهديد بالمقاطعة مراهقة سياسية، مشيرا إلى أن الشباب غير مشغول بالتمكين السياسى وتولى المناصب كما يعتقد الكثير فالشباب لا يشغله سوى أن يجد وظيفة براتب جيد بعد أن تفشت البطالة وأن يتزوج وينجب ويعيش فى هدوء.•