شاركت أولى تجاربه الروائية ضمن المسابقة الرسمية فى الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وهى بعنوان «باب الوداع»، إنه المخرج الشاب كريم حنفى، الذى بحث وسعى، طور وأصر، إلى أن بدأ وانتهى من تجربته السينمائية الأولى، التى خرج بها إلى النور رافعا شعارا هذه هى السينما من منظورى الخاص، فن بصرى، المتعة من خلاله مغايرة، سينما لا تهدف إلى منح الجمهور يقينا بشأن الحياة، سينما تطرح أسئلة أكثر مما تجيب، وقد حصل المصور زكى عارف على جائزة أحسن تصوير من المهرجان. • ما وراء «باب الوداع» وما يقرب من السبع سنوات حيث الكثير من التحضيرات والتطورات فى السيناريو والبحث الدائم عن التمويل المناسب للعمل.. والعديد من الكواليس خلف الستار التى لابد أن نتطرق إليها فى البداية؟ - البداية كانت من خلال مسابقة وزارة الثقافة لدعم أفلام الديجيتال، ولكن للأسف إذا بالمنحة تتعثر، فقد تم الإعلان عن الخبر فى عام 2006، إلا أننا لم نحصل على العقود إلا عقب ذلك بما يقرب من السبعة شهور، ثم أخذنا دفعة تحضير، بعدها توقف الأمر حتى نهاية عام 2010 عندما تمكنا بالفعل من الحصول على دفعات التصوير، خلال هذه الفترة كنت أبحث جاهدا عن سبل أخرى للتمويل وكنت فى مرحلة تطوير من السيناريو الذى كان بعنوان «فن الطيران» وليس «باب الوداع». • وأخيرا انتهت مرحلة التحضير والتطوير وحان وقت التصوير؟ - كان ذلك فى نهاية نوفمبر 2010 من خلال يوم تصوير، كان بمثابة التجربة على بدء التصوير الفعلى وعليه فى بداية يناير 2011 بدأنا التصوير، وتحديدا المشاهد الداخلية وكان ذلك فى فندق فنواس وهو مملوك لشركة إسماعيلية، المشكورين لمنحهم إيانا الفندق بدون مقابل، لأنه فيلم غير تجارى، بما أنهم مؤهلون المكان لمثل هذه الأنواع من الأعمال من تصوير وافتتاح معارض، إلى أن انتهينا من الداخلى ولم يتبق لدينا سوى الخارجى الذى وجدنا صعوبة فى تصويره نظرا لظروف الثورة، وانشغال أغلب فريق العمل، المنضم للأحداث بشكل أو بآخر، ثم مرحلة تبادل الحكومات، كل هذا جعل من استكمال التصوير مستحيلا فى ذلك الوقت، والحقيقة أن كل هذا جاء فى صالح الفيلم لأن التمهل كان يمنحنى فرصة للتطوير واكتشاف أفكار جديدة، وتبادل الآراء مع عدد كبير من المحيطين، كل هذا أفادنى كثيرا وأفاد العمل ككل. • إذا انتقلنا إلى موضوع الفيلم الذى اتضح عقب العرض الخاص به تباين الرؤى حول موضوعه؟ - هذه النوعية من الأفلام التى ينتمى إليها «باب الوداع» يسمح بهذه النوعية من المساحة ويستهدف ذلك، قد نلتقى فى منطقة، أما الباقية فمتروكة للمشاهد، فالفكرة الرئيسية التى يتضمنها الفيلم قصة شديدة البساطة أعتقد أنها وصلت إلى كل الجمهور وهى عبارة عن أسرة مكونة من أم وأم وابن، على عكس المثلث المعتاد الذى يقوم ببناء أسرة مستقرة المكون من أم وأب وابن، ففى «باب الوداع» هناك غياب للرجل بشكل عام، لذا كان هناك صراعان، الجدة الأم الأكبر التى فقدت زوجها على الرغم من إيمانها الشديد بالحب وشعورها بالاستقرار، وهناك الأم التى فقدت زوجها بطريقة أو بأخرى، لأن الفيلم لم يتعرض لهذه المسألة، وابن فى مدينة معزولة، فى طبيعة الأمر المفترض ارتباط هذه الأسرة لأنه بمجرد أن تموت الجدة خروج الجدة من الحياة سيتبقى لدينا أم وابن من الصعب أن يتخلى عنها، وفى الوقت نفسه إذا انتظر ستأتى اللحظة التى ستفارق هى الأخرى الحياة، وهنا سيبقى هو وحيدا من هذا المنطلق يتصاعد الصراع. • أسرة فى مكان معزول، معزولون عن أنفسهم، ألهذا السبب تجنبت الحوار من خلال أحداث الفيلم؟ - بالفعل وليس لرغبة أساسية فى صناعة فيلم صامت، ولكن لكونه ذوقيا ونوعا من الأفلام أعشقه وأميزه، ولكونى لطالما فهمت السينما باعتبارها فنا بصريا فى الأساس، وبالتالى فى رأيى كلما قل الحوار كان الفيلم أقوى وشاعريا أكثر. • السينما ترفيه لا رسالة، باعتبارك مخرج «باب الوداع» أين هذا المصطلح من موضوع الفيلم؟ - الترفيه فى «باب الوداع»، ترفيه خاص به، وللأسف فالسينما التجارية رسخت لمبدأ أن السينما فن تسلية الجمهور، والحقيقة أننا إذا استمتعنا بالفيلم إذا هو فيلم مسلٍ بالنسبة لى والاستمتاع قد يكون بجمالية السرد والصورة، حيث نوع مغاير للمتعة، وإذا تحدثنا عن «باب الوداع» فالمتعة من خلاله فى الجماليات والفكر، ليس متعة نوع آخر من الأفلام لا أستطيع تصنيفه باعتباره جيدا أو رديئا، بل هو نوع مغاير. • لهذا السبب لاحظنا من خلال بعض أحداث الفيلم بطئاً فى التصاعد ومجرى الأحداث ككل؟ - بالفعل لأن هذه الدرجة من التأمل كانت مطلوبة، نظرا لطبيعة الأحداث التى لم تكن تستدعى إيقاعا صاخبا، فالأحداث تصاعدت تدريجيا فى النهاية مع خروج الأم، أما فى البداية حيث أسرة تعيش فى مدينة معزولة خارج الزمان والمكان كيف يمكن لى تقديم إيقاع صاخب، فبالتأكيد سيكون تصاعدا مزيفا. • ماذا عن شعورك تجاه مشاركة «باب الوداع» ضمن المسابقة الرسمية من الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟ - فخور للغاية بهذه المشاركة، خاصة أن هذه الدورة يرأسها الناقد الكبير سمير فريد، أستاذى الغنى عن التعريف، والحقيقة أن اختياره للفيلم للمشاركة فى المسابقة الرسمية شهادة أعتز بها وسأظل أعتز بها ما حييت ودعم كبير للفيلم، من جهة أخرى سعيد وفخور كونى أنافس مع أفلام شديدة القوة، صناعها أسماء كبيرة ولها باع طويل فى الصناعة، حصلوا من خلال أعمالهم على العديد من الجوائز.•