"باب الوداع".. الفيلم المصري الوحيد الذي يمثل مصر في المسابقة الدولية الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي حاول مخرجه الشاب كريم حنفي إلقاء الضوء علي طفولته الحزينة من خلال لغة سينمائية غير معتمدة علي الحوار التقليدي معتمداً بالسرد علي صوت الراوي والتعبير بالوجه والأحاسيس والمشاعر والتي ظهرت من خلال اللقطات المطولة بين الأم والابن والجدة مما جعل المشاهدين يطلقون عليه مجازا "الفيلم الصامت" لغياب لغة الحوار!! استغرقت صناعة الفيلم أكثر من 6 سنوات منذ ان نال منحة وزارة الثقافة لدعمه انتاجيا.. والطريف انه تم تصوير الفيلم من خلال 12 يوماً فقط توقف خلالها بسبب ظروف انتاجية وأحوال البلاد عندما اجتاحت البلاد أحداث يناير وثورة 30 يونيو وقامت ببطولته الفنانة القديرة سلوي خطاب وآمال عبدالهادي وأحمد مجدي أحمد.. وتدور مشاهده بين ثلاث شخصيات رئيسية أم وابنها وجدته حيث يبرز صراع الأم الحزينة مع الزمن وأسرتها الصغيرة. واقترب المخرج كريم حنفي من تجسيد قصة حياته في طفولته ومعاناته في فترة الصغر وبلغة سينمائية ممتزجة بحوار صامت وممتزجة بالانشاد الصوفي من خلال أول فيلم روائي طويل بعد فيلمه القصير "فات الميعاد" منذ عشر سنوات. اعترف مخرج الفيلن كريم حنفي أن فيلمه "باب الوداع" ليس فيلما تجاريا وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب عرضه.. وأنه غير مرشح للعرض بدور السينما ولكنه فيلم يصلح للمهرجانات السينمائية لذا فقد راسل عدة مهرجانات سينمائية علي المستويين العربي والدولي لعرض الفيلم.. وفوجئ باختيار مهرجان القاهرة السينمائي لأن يشارك في المسابقة الدولية للمهرجان ممثلا لمصر بفيلمها الوحيد. وقال المخرج الشاب: استعنت بموسيقي ودندنات الانشاد الصوفي في التعبير عن الحدث.. ولأن هذا النوع من الفن متواجد في مصر منذ سنوات طويلة وله جمهوره الخاص.. ووجدت أنه ملائم تماماً لطبيعة الفيلم ومعبراً عن القصة ومشاعر الأم والابن. وفي تعقيب من الفنانة سلوي خطاب علي مشاركتها في الفيلم بدون حوار قالت: فخورة بعملي في فيلم "باب الوداع" وأشكر مخرجه لأنه أعطاني الفرصة في العمل بفيلم يحمل لغة سينمائية مختلفة.. كما انني آمنت بحلم المخرج لهذا العمل الذي حققه علي مدار أربع سنوات حيث بدأنا التصوير في يناير 2011 ثم توقفنا بسبب الأحداث التي ظهرت علي الساحة والشارع المصري. المخرج كمال عبدالعزيز الرئيس السابق للمركز القومي للسينما أكد أنه شاهد سيمفونية سينمائية رائعة وهوية لعمل فني جاد.. ثم طرح سؤالا للمخرج هل ستسير ضد التيار في أفلامك القادمة.. اشارة إلي أن الفيلم غير تجاري ولن يجد له سوقا وسط الجمهور.