(لا تنكرى أن النعاس قد قبل عينيك. لقد رأيته يقبلهما. قد رأيته يقبلهما هكذا، هكذا كما يقبلون، فألقى رأسك هنا، إلى هذه الجهة ونامى، نامى صغيرتى، نامى فأنت فى وطنك.. أما أنا فسوف أسهر، سوف أسهر وحدى. على أن أبقى خافراً حتى الصباح. قد ولدت لأبقى خافراً حتى الصباح. ما أعذب صغيرتى المحبوبة تذكرنى فى صلاتها كل يوم. ما أعذبها وما أكبر قلبها وما أجمل روحها. ولكن ما أغرب سكوت صغيرتى المحبوبة، ما أغرب سكوتها. ذلك السكوت الطويل كالأبدية، العميق كأحلام الآلهة - ذلك السكوت الذى لا يترجم إلى أية لغة بشرية. ألا تذكرين أنه لما جاء دورك فى الكتابة لم تكتبى؟ أو لا تذكرين أننا تعاهدنا على معانقة الصلح والسلام قبل أن يعانق الليل الأرض؟). هذه الكلمات الجميلة هى كلمات من محب لعشيقته التى لم يرها طيلة حياته هى رسائل جبران خليل جبران للشاعرة مى زيادة . كانت مى فى السادسة والعشرين حين أرسلت لجبران مبدية إعجابها بكتاباته فى عام 1912, أجاب جبران على رسالة ميّ وأرسل لها رواية «الأجنحة المتكسّرة» التى كان قد نشرها فى نيويورك، وكتبت له ميّ أنّها لا توافقه على آرائه خاصة فى الزواج ومن حينها بدأت بينهما مراسلة استمرت تسع عشرة سنة لم يلتقيا فيها أبدا. أرسلت ميّ صورتها لجبران فى سنة 1921، فرسمها بالفحم وأرسلها لها وتحولت علاقة ميّ بجبران قليلاً فقليلا من الإعجاب الأدبى إلى صداقة روحية ثمّ إلى حبّ. جبران ومى قصة تفوق الخيال، التفكير فيها يربك العقل، لكن تبقى الكلمات شاهدة شامخة تعبر عن مشاعرهما. رسائل الحب بين العشاق، الكلمات الرقيقة الحلوة، كانت وسائل تعبير فى عصور مضت ولكن مع اختلاف العصر والطبائع وأحوال الناس ودخول التكنولوجيا تحولت رسائل الحب الطويلة لرسائل مقتضبة يتقاذفها المحبون فى عجالة. وعن تأثير الكلمات والعبارات أشارت دراسة أمريكية لجامعة هارفارد إلى أن هناك مجموعة من الكلمات والعبارات تسحر حواء وتسعدها خاصة إذا صدرت من زوجها مثل «أنتِ جميلة»، «تبدين رائعة هذه الليلة»، «آسف أنا جرحتك»، «أنتى سيدة الكون» كلها كلمات تدغدغ مشاعر حواء وتجعلها تشعر بأنوثتها. فهذه العبارات تشبه خيط الحرير فى نعومته ومتانته فى توطيد العلاقة الزوجية. • اختلاف تختلف الطبائع والوسائل ويبقى الحب واحدا.. صباح الخير طرحت عددا من الأسئلة على الفتيات فى المرحلة العمرية من 20 إلى 35 عاما كان السؤال الرئيسى: تحبى تتحبى إزاى؟ هل حلمت يوما بتسلم جواب غرامي؟ هل عندك جرأة أن تطلبى من حبيبك أن يرسل لك خطابا؟ هل كلام العشق لا يزال له رونق أم أنه أصبح موضة قديمة؟ • الأغانى الأفضل راما حسن مخطوبة قالت لي: لا أحب الكلام المبالغ فيه، ولا أفضل أن يدللنى خطيبى فيقول لى سيدتى مثلا، أرى أن حبيبتى قد تكون كلمة أعمق وأصدق عندما أغضب من خطيبى أحب أن يأتى إليَّ بالزهور ويكفى كلمة (ما تزعليش منى أنا بحبك) كثرة كلام الحب تفقده معناه .سألتها هل حلمت بتناول العشاء على ضوء الشموع وأنغام البيانو؟ قالت أحب الكافيهات أكثر من الأماكن الرومانسية الهادئة. سألتها عن قصائد الشعر فأجابت لن أكون سعيدة إذا أهدانى قصيدة شعر، أفضل أن يهدى إلى أغنية وأكثر أغنية أحبها هى أغنية أوعدك لهشام عباس. دينا عبدالوهاب 32 عاما تقول: أحب الرجل الذى يطاردنى وأن تكون لديه مهارات فى الجرأة والاقتحام، أغضب منه ولا يستسلم، دنيا من نوعية الفتيات اللاتى إذا خاصمت أغلقت تليفوناتها ومسحت رقم من تحب لذلك تشير إلى أن أهم شيء فى الرجل الذى تحبه هو إصراره على مطاردتها وعن كلام الحب قالت: كلام العشاق المبالغ فيه لا يستهوينى، تكفينى كلمات قليلة خارجة من القلب تعبر عن حبه واشتياقه لى، كلام الحب الأفلاطونى (يقفلنى). • حب أفلاطونى على الجانب الآخر لا يزال هناك فتيات يمكنهن انتظار رسالة حبيب، ملامستها، شم رائحتها، قراءتها فى الليلة عشرات المرات. لا شيء لديهن له طعم من غير شريك الحياة. تتوقف كل متع الحياة فى انتظاره، دعاء فتاة فى أوائل الثلاثينيات تقول: أعشق القصائد الشعرية والأغانى وكلما استمعت لقصيدة شعر أهديتها لحبيبى، وأكون فى غاية السعادة عندما يدللنى ويقول لى يا هانم أو يا برنسس، فأشعر أنى أمتلك الدنيا الكلام الحلو فن يتقنه قليل من الرجال وإذا كان صادرا من القلب يكون أجمل، دعاء تجيد التعبير بالكلام تكمل قائلة: قد أكتب لحبيبى قصيدة شعر أو خطاب غراميا، أعطره بعطرى وأهديه له، مهما تكلمنا لن نستطيع أن نوصف جمال كلمة مقروءة تهواها العين وتحفظها. هبة محمود 35 عاما متزوجة تتذكر أول مرة تسلمت جوابا غراميا وكان من ابن الجيران، كيف كانت عيناها تسابق السطور لقراءة الكلمات والاستمتاع بالخيال. هبة تؤكد أن الكلمة المكتوبة من الصعب نسيانها، وهناك رجال يجيدون صناعتها، يكتبونها ويلقونها على مسامع المرأة بحرفية. وعلى الرغم من رومانسية هبه الواضحة فى كلماتها فإن زوجها يمارس الحياة بينهما بشكل تقليدى نمطى غير مستجيب لرغباتها. هبة تتمنى أن تقضى أياماً على جزيرة رومانسية هادئة لكن زوجها يحب الصخب والدوشة. ولا يرى أن ما تتمناه هبة يحمل كثيرا من المتعة. •