بسبب رسوم محسن رفعت الحية الفواحة وألوانه الجياشة، التى تفضح براءته النادرة، سبحت مع أسماك البحر الأحمر الشقية من تسع سنين، أبحث مع أطفالى عن أسعد سمكة فى الدنيا. عن شكلها وعن سر سعادتها. ووصلنا للهدف بعد مغامرات مفرحة.. أسعد سمكة هى البنجوين مع أنها طائر لا يطير، لذا المفروض أن يكون حزينا!.. سؤال طفولى سحبنى مثل كل حكاية أكتبها للأطفال إلى لقاء مع الله خالق الكون العظيم المبدع.. أتأمل فلسفته فى تخصيص مواصفات لكل مخلوق، وقدرات خاصة تميزه وتحميه، من النملة الصغيرة المدهشة العنيدة الجبارة، إلى الحوت العملاق الغبى مع أنه قادر على ابتلاع إنسان. فى تقديرى أن كل مخلوق هو حامل رسالة لنا من الله، المهم أننا نتعلم القراية، أو على الأقل نفك الخط والرمز، نشوف ونسمع ونفهم الرسائل لنحيا بفرح. رسوم محسن للأسماك ولبطل الحدوتة «البنجوين»، فتحت مدينة وحديقة أسماك خرافية على الورق، كل سمكة لها قلب ووجه طفل فرحان يسبح فى الحياة بأمان.. أما سر سعادة البطل العاجز عن الطيران، مع أنه طائر بريش وأجنحة فى بطاقة الرقم القومى للأسماك.. فهى أنه يستطيع أن يحتضن أولاده بجناحيه وتتلامس دقات قلوبهم كالإنسان، وأن يعيش وسط أحبابه يتبادلون الرعاية والمحبة. ولأنه بقدمى البطة يمشى ويتمخطر كأنه سلطان زمانه، ويعوم بدون ذيل، وبمنقار البطة يأكل طعام الماء والأرض.. يقدر يشوف السما والزهور ويشم الهوا.. ورأيت أن الله منح البنجوين شموخا معنويا ومظهريا فألبسه اسموكنج ربانى بر مائى لا يبلى، ينقصه بابيون وسيجار ويصبح لورد.. واكتشفت وأنا أكتب أن البنجوين الصغير مازال مقيما على مكتبى! الكتابة للأطفال مغامرة اكتشاف مفرح، وتجديد حياة وتطهير واقع وغسيل نفس، هربت معها كثيرا من سجن القبح والغباء.. منحتنى روحا طائرة حرة تسبح الله وتنعم بخيراته، ما أحلى الهروب إليها، حتى بعذاب مطاردة محسن ليبدأ أول خطوط المغامرة ونشر الفرح.•