بمجرد أن تطأ قدماك البيت النوبي، لن تشعر أنك داخل بيت، ستشعر أنك فى لوحة مرسومة بالفن الغائر ذات ألوان زاهية مطعمة بالتراث النوبى الذى هو عنوانهم فى كل جدار وكل زاوية، تجد أيضا اللونين الأبيض والأزرق يغلبان على ألوان البيت لمنع الحسد. صنعته أيدى بناء ماهر، وكأنه مهندس أبدع فى تصميمه، مما جعل سياح العالم يتهافتون لزيارته بمجرد زيارة النوبة، وجعل الأهالى يستحدثون نوعا جديدا من أنواع السياحة، وهى سياحة البيت النوبى والتى لن تجدها إلا فى مكان واحد فقط.. مصر النوبة. إذا دققت النظر فى طراز البيت النوبي، ستجده قد بنى على أرض تتخذ شكلا مربعا أو مستطيلاً، لذا تجد منظر البيوت متناسقا، فكلها متراصة جنبا إلى جنب، لا تزيد على طابق أو اثنين ويتكون البيت النوبى من: المدخل، الفناء ويطلقون عليه الحوش السماوي، والمندرة، وغرف النوم القباوي، المخزن، المطبخ.. الديوكة، المرحاض، المزيرة. وسبب إطلاق اسم الحوش السماوى على الفناء لأنه عبارة عن منطقة واسعة بعد مدخل البيت مفتوحة على السماء، بعد ذلك تأتى المندرة. أما غرف النوم فتكون أسقفها على شكل قباب، وذلك تكيفا مع المناخ فشكل القبة يساعد على مرور الهواء وتكييف الغرفة نظرا للحرارة الشديدة التى يتسم بها جو النوبة ،أما المخزن فلا يوجد بيت يستغنى عنه حيث تخزن فيه الغلال وكل المستلزمات اللازمة للمطبخ، حتى يأتى المطبخ ويسمى فى النوبة الدويكة ولابد أن يكون واسعا جدا، بعد ذلك يأتى المرحاض، وتصل إليه عن طريق ممر غير مرئي. أما المزيرة، فهو مكان خاص بأزيار الماء، عبارة عن منطقة ليس لها سقف، توضع بها ثلاثة عيون تحمل الأزيار التى تكيف الماء تلقائيا. وهناك فى بعض البيوت التى يتوافر فيها مكان لتربية الحيوانات.يلتحق بكل بيت مصطبة مع الجيران، والأصدقاء. غرب سهيل هل تعلم أن من شدة إعجاب السياح بالبيت النوبى وطرازه، أصبحت المعايشة فيه نوعا من أنواع السياحة، وخاصة فى منطقة غرب سهيل الموجودة يمين خزان أسوان،لدرجة أن هناك شركات سياحية مخصصة بإعداد هذه الزيارة، أطلقت عليها سياحة البيت النوبى المفتوح. يقول حسام بيرم - أحد سكان قرية غرب سهيل: تعتبر القرية هى القرية التى مازالت تحتفظ بطراز النوبة، وشكل بيوتها القديم، وقد بلغ عدد بيوتنا خمسين بيتا. عدد السياح الذين يطلبون زيارة البيت النوبى تتراوح من 4 إلى 6 آلاف سائح فى الشهر،شتاء وحتى صيفا. فيأتى السائح ويدخل البيت ويتعرف على الغرف وشكلها، ثم يرى الأحواض التى تحتوى على تماسيح، فنحن فى غرب سهيل نضع فى منازلنا أحواضا ونربى فيها تماسيح صغيرة ومتوسطة بعد أن نروضها، وتسمى هذه الأحواض بالوم، وما إن تكبر نقوم بتحنيطها وتعليقها فى البيت، فنحن هنا نرتبط أشد الارتباط بالتماسيح ونعتبرها فردا من العائلة. بعد ذلك يقوم السائح بإطعام التماسيح، وهو مبسوط جدا،ثم نخبز له العيش الشمسى والذى يتناوله مع الجبن والعسل، ثم يشرب الشاى النوبي، والشيشة، وبعد الغروب يجلس على المصطبة ويستمع لأغانى الفلكلور النوبي، ويستمتع بالعشاء. أثناء ذلك تطلب بعض السائحات رسم وشم بالحنة النوبي، وتشترى أيضا المشغولات والزخارف التى تتميز بالطابع النوبى. •