يمثل اللواء سعيد زكى نجم مصر ونادى الجزيرة إحدى علامات ورموز ألعاب القوى المصرية بطلا فذا وصاحب إنجازات وميداليات فى القفز بالزانة والعشارى وأحد مؤسسى مدرسة التفانى والحب فى الرياضة المصرية.. ثم بعد اعتزاله المضمار إداريا من طراز خاص حيث الدقة المتناهية والقيادة المسئولة الواعية التى ورثها من العسكرية المصرية التى التحق بها طالبا وتدرج فى مناصبها حتى وصل لدرجة اللواء. كان والده يعمل مهندسا بشركة التليفونات وإقامته بين القاهرة والثغر.. التحق خلال تلك الفترة بالنادى اليونانى وتولاه إيفان بيسياكس الذى طور من أسلوبه كثيرا وقام بتحويله للقفز بالزانة.. ثم الديكاثلون «العشارى» وخلال شهور معدودة كان سعيد زكى ضمن منتخب مصر المشارك فى منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط الأولى بالإسكندرية يوليو 1951 وسط عمالقة أوروبا وجاهد وحاول وأحرز المركز الرابع فى أول إطلالة له على المستوى الدولى .. ومعها ثبت أقدامه فى المنتخب الوطنى المصرى لألعاب القوى وفى أول دورة ألعاب عربية بالإسكندرية عام 1953 التهم ميداليتين ذهبية وفضية. «الذهبية فى العشارى ب4763 نقطة والفضية فى القفز بالزانة مسجلا 3.30 متر». وفى دورة ألعاب البحر المتوسط الثانية ببرشلونة عام 1955 نافس على الميدالية الذهبية فى العشارى لولا خطأ إدارى فى سباق ال1500 - وفارق 3 سم فى القرص و2 سم فى الوثب العالى بإجمالى فارق 30 نقطة عن صاحب الذهبية، ولكن مثلت الميدالية الفضية إضافة للعبة وفى المتوسط الثالثة ببيروت 1959 أحرز الميدالية البرونزية فى العشارى «أى عشر لعبات» وقطعا يحتاج التفوق فى اللعبات العشر إمكانيات إنسانية وبدنية ونفسية هائلة توفرت لدى البطل سعيد زكى الذى كان قد قام بتأسيس اللعبة فى نادى الجزيرة، ومن ثم فى القوات المسلحة حيث كان قد تخرج فى الكلية الحربية عام 1953 من سلاح المدفعية وكان طليعة دفعات ثورة يوليو 1952 والتحق بالجيش المصرى حبا وعشقا لدور الجيش العظيم والذى لعب فيه دورا محترما وتاريخيا أثناء العدوان الثلاثى 1956، ووقع فى الأسر وصمد وقاوم وكان ضمن ضحايا عدم المشاركة الأوليمبية فى أوليمبياد ملبورن 1956، ولكنه تحت راية العلم العسكرى المصرى أحرز الميدالية الفضية فى الأوليمبياد العسكرى ببرلين نهاية 1956 فى العشارى.. وخلال الفترة من 1951 وحتى اعتزاله 1962 ساهم فى جميع اللقاءات الدولية التى كانت تقيمها ألعاب القوى المصرى مع الدول الأخرى خاصة اليونان - تركيا - إيطاليا - فرنسا، بالإضافة إلى كونه بطل مصر فى الزانة - والعشارى اللعبة الأصعب والأشمل فى المضمار والذى حافظ على اللقب بانفراد لعشر سنوات كاملة، وضمن تاريخ الحفاظ على الرقم القياسى العسكرى فى سباق ال100 متر جرى لمدة عشرين عاما حين حقق 10.2 ثوانى فى برلين ولم ينكسر الرقم إلا بعد عشرين عاما فى نفس المدينة..عقب الاعتزال تولى الإدارة الفنية والإشراف والتخطيط الرياضى بالقوات المسلحة كقائد لمدرسة التربية الرياضية لإعداد آلاف من الجنود والضباط كأبطال فى ألعاب القوى وأيضا كعضو مجلس إدارة وسكرتير عام للاتحاد المصرى لألعاب القوى وحكم دولى.. مازالت هى أحد مكونات شخصيته المحبوبة فى دنيا ألعاب القوى متعه الله بالصحة والسعادة.