وأخيرا جاء اليوم الموعود.. اليوم الذى ينتظره الشعب بفارغ الصبر، لينزل ويشارك بصوته فى الانتخابات الرئاسية التى ستحسم مصير شعب بأكمله، ويختار بنفسه الرئيس الأصلح لإدارة البلاد الفترة القادمة.. وفى ظل هذه الأجواء التى تعيشها الناس الآن وترقبهم الشديد للمرحلة المقبلة.. يجب ألا ننسى مقولة «إن وراء كل رجل عظيم امرأة تسانده وتعضضه وتدفعه للأمام».. وهذا بالفعل ما نراه فى كل انتخابات سواء كانت برلمانية أو رئاسية أو دستورية.. فإن الست المصرية لها دور فعال وملحوظ فى الشارع المصرى لأنها تريد أن تعيش فى أمان واستقرار هى وأبناؤها.. وقد شاهدنا ذلك سابقا فى الاستفتاء على الدستور.. القوة النسائية التى ظهرت وقتها وشجاعة بنات البلد وإصرارهن على النزول، رغم أساليب الترهيب والترويع التى كان ينشرها الإخوان وقتها.. فهل سنراهن هذه المرة؟ وها نحن الآن نتحدث معهن عن التجهيزات والتحضيرات الأخيرة التى سيقمن بها قبل نزولهن للإدلاء بأصواتهن فى الانتخابات الرئاسية.. فالانتخابات بالنسبة لهن لها طابع خاص.. خاصة أن يوم الذهاب إلى لجان الانتخاب ليس يومًا عاديًا فى حياة المرأة المصرية بعكس الرجل الذى يذهب للإدلاء بصوته ويذهب لحال سبيله، أما المرأة فهذا اليوم لا يكون يومًا عاديًا حيث يكون له ترتيبات خاصة جدًا. كما ترى علياء صابر- ربة منزل- تحدثنا عن استعداداتها التى تقوم بها قبل المشاركة فى الانتخابات فتقول: المرأة المصرية بمائة راجل لا يقهرها الخوف والتهديدات، بل ذلك يدفعها للعناد على النزول من أجل تأمين مستقبل أفضل لأبنائها.. فقد سئمنا من أساليب الإخوان والتفجيرات والإرهاب الذى ينشرونه فى البلد من أجل عرقلة مسيرة الانتخابات الرئاسية وهذا يثبت لنا أكثر أننا نسير فى الاتجاه الصحيح وأننا على مشارف بناء دولة مستقرة ذات بنية رئاسية قوية تسعى للإصلاح والتجديد من أجل النهوض بالشعب لمستقبل مشرق مليىء بالأمل والتفاؤل لأبنائها وشبابها.. لذلك أناشد كل بنات وشباب مصر ألا يقاطعوا أو حتى يبطلوا أصواتهم، لأن هذا اليوم يعتبر يوما تاريخيا بالنسبة لشعب راح ضحيته الكثير من الشهداء.. لذلك يجب أن نقدم لهم حتى ولو جميل بسيط وهو أن يروا الدولة قامت من جديد واستعادت بنيانها الذى حطمه الإخوان وسقى شوارعها بدماء أبنائها وشبابها المخلصين.. وبذلك نكون أخذنا حقهم، بالإضافة إلى محاكمات الإعدام التى صدرت ومازالت تصدر ضد الجماعة الإرهابية، حتى نجعل أرواحهم ترفرف فى السماء سعادة لما يروه.. وسيكون هذا سبب نزولى.. فقبل أى انتخابات أجلس مع نفسى فى البيت وأصلى ركعتين قيام الليل قبلها بيوم وبعدها أتذكر الأحداث السيئة التى مرت بها البلد منذ ثوره 25 يناير مرورا بالفترة الانتقالية، وبعدها عهد الإخوان حتى يوم 30 6 وقلوب الأمهات التى احترقت على فقدان عزيز غالٍ، وأظل أتذكر الأحداث حتى أسمع أذان الفجر.. أقوم لأصلى ثم أدخل أنام لاستيقظ اليوم التالى وأول شىء أفعله قبل النزول للإدلاء بصوتى هو أننى أقوم بعمل استخارة أستخير فيها ربى عن المرشح الذى سأختاره حتى لا يأنبنى ضميرى إذا حدث منه شىء بعد ذلك.
∎ انتمائى ووطنيتى سبب نزولى
نهال عفيفى- 60 سنة- تقول: لدى طقوس خاصة فى مثل هذه الأيام فأتعامل معه على إنه يوم عيد.. وهو بالفعل كذلك!!.. وبناتى يشاركوننى أيضا هذه الفرحة.. فقبل النزول بيوم أسمع الأغانى الوطنية تملأ الشوارع والبيوت وعلى محطات الراديو والقنوات التليفزيونية.. فهذه الأغانى تجعلنى أشعر بالحرية وأستنشق هواءها وتذكرنى بالمكان الذى نشأت وترعرعت فيه بكل أحداثه حلوة كانت أو مرة، وتواريخه السياسية التى مرت وقتها علينا وعلى الشعب المصرى من هزيمة ونكسة وانتصار.. فعندما أتذكر هذه الأحداث أشعر بفرحة وفخر أننى مصرية وبلدى مصر أم الدنيا.. وإن هذا البلد ظلم كثيرا هو وشعبه وتحمل أخطاء رؤساء كانوا بمثابة القنبلة الفانية لها.. لكن الشعب المصرى بطبعته شعب متفائل وصبور ويتفائل بالخير مع كل رئيس.. مما يعطينى ذلك إصراراً ودفعة على النزول.. لأننى على يقين أن صوتى أصبح الآن مسموعاً وسيفرق كثيرا فى المرحلة المقبلة.. فهذا اليوم اجتمع فيه مع بناتى وأحفادى.. نناقش الأحداث بشكل موضوعى وليس بشكل همجى.. ونحاول أن نصل لنقطة وسط.. فهم دائما يرون أننى لم أفهم موقفهم السياسى.. لكننى على دراية كاملة بما يدور بداخلهم، وبالتالى أحاول أن سمع وجهة نظرهم وأحترمها لكنهم فى النهاية يقتنعون بوجهة نظرى لأن التاريخ معى وعاصرت كل أحداثه.. فهذا اليوم بالنسبة لى يعتبر حلقة نقاش أغير من خلالها الصورة السيئة التى ترسمها بناتى فى مخيلتها وتربى عليها أحفادى.. فإن التمسك بالوطنية والانتماء للبلد مهما كان فيه من عيوب هما دائما ما أسعى لترسيخها فى وجدان أبنائى.
∎ ستكون أضعافا مضاعفة
نسرين عبد الرحمن- 45 سنة- تقول: دون أى تفكير.. لأن وضع البلد لا يحتمل الآن للتفكير إذا كنت سأنزل وأشارك أم لا!!.. فإن فرحة الشعب المصرى التى رأيناها يوم الاستفتاء على الدستور، ستكون هذه المرة أضعافا مضاعفة وهذا لم يكن متوقعا بل أكيداً.. فأنا أجهز نفسى لهذا اليوم من الآن .. فقد نزلت واشتريت أعلاماً لى ولأطفالى كى نحملها يوم الانتخابات.. كما أننى فى هذا اليوم سأحرص على أن تكون ملابسى نفس لون علم بلدى.. وسأصطحب أطفالى معى للجنة الانتخابات وهذه ستكون المرة الأولى لهم، ففى كل مشاركة كنت أتركهم دائما عند والدتى خوفا من تهديدات الإخوان أن يحدثوا شيئا فى البلد.. لكنى هذه المرة سآخذهم معى حتى تكون لديهم ثقافة سياسية ويروا بأنفسهم اللجان الانتخابية وفرحة الشعب أثناء اختياره رئيس الجمهورية.
وفى الوقت الذى تستعد فيه المرأة المصرية للوقوف فى الصفوف الأمامية للإدلاء بصوتها فى الانتخابات الرئاسية، يجب ألا نغفل دور الشباب الذى سبق وكان هو شعلة الحماس التى انطلقت من خلالها الثورة والتى أضاءت لنا طرق التمرد على أنظمة فاشلة استغلت شعبها من أجل مصالحها الشخصية.. فقد تحدثنا أيضا مع الشباب عن تحضيراته لهذا اليوم.
∎ بشرة خير
فيقول سامح على- 20 سنة: اتفقت أنا وأصحابى على أننا سنتجمع تحت منزلى ونذهب مع بعد المدرسة التى سننتخب فيها.. ولكن الجديد الذى سنفعله هو أننى سأضع داخل حقيبة سيارتى «بازوكه» مثل سماعة الدى جى ولكنها كبيرة كى تعطى صوتا قويا وضخما أثناء تشغلنا الأغانى الوطنية الجديدة «مثل تسلم الأيادى وبشرة خير» حتى يموت الإخوان بغيظهم.. عندما نطوف بها فى الشوارع وفى الميادين وسنرقص ونغنى بأعلى صوت.. ونحول هذه الانتخابات لفرح تاريخى تحكى عنه الصحف الداخلية والخارجية.. مثلما يحدث الآن فى التصويت فى الخارج، فالكل يتحدث عن فرحة الناس وإقبالهم الشديد على صناديق الانتخاب.. ولكى نبين أيضا للإخوان أننا انتصرنا عليهم فى النهاية وعلى ألاعيبهم الخبيثة.. وهذا ما أقوم بتحضيره الآن قبل الانتخابات.. ثم يضيف بسخرية قائلا: فهؤلاء أثبتوا لى بالفعل إنهم مرضى، فمازلوا مقتنعين بأن محمد مرسى قادم لكى ينقذهم من الانقلاب ويعيد الشرعية.. «دى الشرعية دى تبقى..............».
∎ فورمة الانتخابات
سلوى حسين- 23 سنة-- تقول: أولا يجب أن أذهب للكوافير قبل نزولى للانتخابات بيوم كى أقوم بعمل «فورمة الانتخابات» حتى يكون شكلى حلو عندما التقط صورا مع أصحابى أثناء وقوفنا فى طابور اللجان ونضعها بعد ذلك على الفيس بوك كى نضايق باقى الإخوان على صفحاتنا عندما يجدوا أن إقبال البنات قوى على المشاركة والنزول، وهذا ما أفعله أنا وأصحابى أثناء كل انتخابات.. أما بالنسبة لوالدتى فتقوم بتحضير الطعام قبلها وكثيرا ما يكون عبارة عن وليمة احتفالا بهذا اليوم.. لأنه بمثابة العيد بالنسبة لنا.. وفى يوم الانتخابات أنزل مع والدتى فى الصباح الباكر وأقابل أصاحبى وبعدها نعود إلى المنزل لنتناول الطعام الذى أعدته لنا والدتى وبعدها نبدأ فى متابعة نسب التصويت عبر القنوات الفضائية.
∎ المساعدات والراحة النفسية
حاتم محمود- 27 سنة- يقول: فى هذا اليوم أقوم أنا ومجموعة من اصدقائى ببعض الأعمال التطوعية مثل تنظيم الطوابير، توفير كراسى لكبار السن ومساعدة النساء فى إيجاد أرقام اللجان الانتخابية التابعات لها.. ولكن هذه المرة سأقوم بتوزيع مياه معدنية على الناس حتى لا تصاب الناس بهبوط بسبب درجات الحرارة، كما سنقوم أيضا بتوزيع أعلام وبرانيط عليها علم مصر للأطفال الصغار حتى لا يشعروا بالملل أثناء وقوفهم.. وأيضا سننظم المرور أمام اللجان حتى لا يحدث نوع من العشوائية فى حركة السير المرورى بسبب الانتخابات.. فنحن الآن نقوم بجمع مبلغ من المال من بعضنا البعض حتى نستطيع شراء هذه الأشياء قبل الانتخابات.. حتى تنتخب الناس فى جو ملىء بالمساعدات والراحة النفسية وبعيدا عن أى توترات وضغوط خارجية مثلما كان يحدث من قبل.