إن أخطأ المرء.. وجب عليه الاعتذار!! وأنا أقر وأعترف بأننى أخطأت!!.. فقد كان رأيى أن الحزب الحاكم ومرشحيه وكل المنتمين له.. لا يشعرون بالناس وحالهم.. لكن ما حدث فى انتخابات الشورى أثبت عكس ظنى!! ففى دائرتنا الانتخابية.. كنت قد عزمت على الإدلاء بصوتى.. وهذا حق كفله لى الدستور.. وبما أننى لا أشعر بأنى أمتلك كثيراً من الحقوق قررت أن أنعم بامتلاكى هذا الحق.. لذا قررت النزول للجنة الانتخاب للتصويت وقبل نزولى اتصلت بصديقة لاستطلاع الأمر.. فأخبرتنى بأن الحركة شبه منعدمة وما يشاع بين المترددات على اللجنة بأن التصويت لمرشحة الحزب الحاكم نظير عشرين جنيهاً وإصبعين من الكفتة!! وبناء عليه أقلعت عن فكرة النزول فتواجدى أمام لجنة وفى الشارع فى هذا اليوم عار لا يمحى «يقول إيه الناس عننا.. جعانين لا سمح الله؟!» واطمأنت نفسى بعد أن أقنعت روحى بأن التنازل عن حق التصويت لهو الكرامة والشرف والنزاهة والشبع أيضاً..!! لذا.. وجب الاعتذار للحزب الحاكم وكل المنتمين له، أنتم فعلاً تشعرون بحال الناس لما وصل له أمرهم، تشعرون بأن الشعب أصبح «جعان»..!! ومن لا يمتلك قوته.. يمكن شراء حريته، ورأيه ومبادئه!! سماح زكى الشعراوى