فى أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة انطلقت فعاليات مهرجان طيبة الأول للأفلام القصيرة برئاسة الفنان عبدالعزيز مخيون وحضر الافتتاح باقة من الفنانين والسفراء ومستشارى جامعة الدول العربية والدكتور خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة، وكرم المهرجان باقة من الفنانين، منهم ليلى طاهر والمخرج الكبير على بدرخان والأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكى للسينما.. وقدمت بعض الفقرات الفنية منها أغنية «يا سيدى قول إنشاء الله» للمطرب سامح يسرى، وأمتع الحضور بالغناء أحد طلاب أكاديمية طيبة صاحب الصوت المتميز النوبى عبدالله صالح، والموهبة الفريدة التى نتنبأ لها بمشروع فنانة فى المستقبل القريب تقى حرب، كما قدم د.محمد نور الدين أهازيج فرعونية. خلال كلمة الأستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس مؤسسات طيبة والنهضة صرح بأن هذا المهرجان جزء من النشاط الثقافى فى مصر، كما اعتبر هذا المهرجان رسالة لوجوب خروج الثقافة خارج حدود العاصمة القاهرة وأن تصل للسبع وعشرين محافظة، حيث بدأ المهرجان فى محافظة بنى سويف فى الفترة من 71:51 أبريل، ثم دمنهور من 42:22 وأخيراً وصل إلى القاهرة خلال الفترة من 92:62 من نفس الشهر ،كما أكد عفيفى أن المهرجان يولى اهتماما خاصا بالشباب وأوصى لجنة التحكيم بالشباب وأفلامهم. كما أضاف أن الإنسان عقل ووجدان لذا فهو يخاطب عقولهم بالتعليم من خلال مؤسساته التعليمية، أما وجدانهم فلا بد وأن يخترق بالفنون، ودعا أن تقتدى المؤسسات الأخرى بهذا النهج لما للفنون من أثر فعال على الفرد والمجتمع.
والحقيقة من خلال هذه الكلمات الصادقة فإنى أحيى هذا المشروع المستنير الهادف وصاحبة فكرته الدكتورة أمل عفيفى الكاتبة وأستاذ إدارة الأعمال ومدير المهرجان، وكذلك أقدم التحية والشكر لكل القائمين فى هذه المؤسسة التعليمية لدورهم الفعال فى رعاية الفنون وتشجيعها ليس فقط من خلال هذا المهرجان وإنما لما يقومون به من دعم للمواهب الفنية الشابة وأيضاً حرصهم على مواكبة الحياة الثقافية والفكرية من خلال تقديم صالون د.صديق عفيفى الثقافى الذى يتخلله بعض الفقرات الفنية ليصبح منظومة متكاملة تشع ثقافة وفنا وهو ما نتطلبه وخاصة فى الآونة الأخيرة نظراً لما نعانيه من تدنٍ وتراجع على كل المستويات.. ولذا فنحن نتكالب بكل الحرص تجاه أى جهة تنظم أو تتولى رعاية أى من الفنون تحت بوتقتها للنهوض بالذوق العام وتشجيع المواهب الشابة. فرغم قصر عمر هذه المؤسسة مقارنة بالمؤسسات الحكومية فإنها منذ أن بدأت نشاطها فى عام 1995 من خلال أكاديمية طيبة ثم جامعة النهضة عام 2006 ومن قبلهما مدارس طيبة عام 1987 استطاعت أن تثبت وجودها من خلال ما تقدمه للحياة التعليمية والثقافية والفكرية من دعم دائم ومستمر وهو ما نتمناه من جميع المؤسسات الأهلية ،حيث تتكاتف جنباً إلى جنب مع الأنشطة الحكومية لرفع مستوى الفرد من خلال مخاطبة عقله ووجدانه.
وأعتقد أن هذا المهرجان قد أسفر عن نتائج إيجابية من خلال الأفلام الروائية القصيرة والأفلام التسجيلية التى تشجع جهد الشباب ليس فى مصر وحدها بل فى معظم الدول العربية الشقيقة التى شاركت فى المهرجان وذلك بالتعاون مع لجنة التحكيم التى تضم كل من الفنانتين آثار الحكيم ،كندة علوش، المخرجة ليالى بدر، السيناريست محمد حفظى وبرئاسة المصور الكبير رمسيس مرزوق.
ولذا نقدم تقديرنا لكل من شارك أو ساهم فى نجاح هذا المهرجان السينمائى الوليد كنافذة معبرة عن القضايا المجتمعية المعاصرة من خلال واحدة من أهم الفنون وهى السينما، متمنين أن تحمل هذه المؤسسة وغيرها كل ما هو جديد معبأ بقيم أدبية وفكرية وفنية وجمالية تعتبر إشعاعات ثقافية تنشر الوعى فى أرجاء الوطن وننفذ بها خارج حدوده لنعود للريادة كسابق عهودنا.