- لاتزال الهموم الجنسية بين الأزواج والزوجات بمثابة أسرار مكتومة وربما غير مفهومة ! ولاتزال العلاقات الجنسية ومشاكلها التى لا تنتهى هى محور النقاش والفضفضة بين الزوجات وكذلك بين الأزواج.. ولا يوجد زوج وزوجة إلا وبينهما مشكلة جنسية لا يستطيعان الاقتراب منها أو حتى البوح بها!
لا نبوح بمشكلاتنا الجنسية ونخشى كشف النقاب عنها لأننا نعتبرها مناطق محرمة ممنوع الخوض فيها.. ولا الحديث عنها.. وفضلنا أن ندفن رءوسنا فى الرمال كالنعامة على اعتبار أن الحديث فى الجنس عيب وما يصحش.. مثلما تربى أجيال كثيرة من الرجال والنساء.. والنتيجة هى تراكم المشكلات وتفاقمها، ولذا أصبح الهروب منها كارثة أكبر تهدد استقرار بيوت كثيرة فى مجتمعنا !!
يعتبر الجنس من أهم عناصر نجاح العلاقة الزوجية فإذا كان ناجحا سيعيش الأزواج علاقة زوجية هادئة.. ناجحة ومستقرة.. يتحمل فيها كل طرف الآخر بكل محبة واحتمال وصبر..
والعكس صحيح.. فإذا كانت تلك العلاقة فاشلة أو غير مستقرة لأى سبب من الأسباب، فالحياة الزوجية ستكون نارا.. جحيما لا يحتمله أحد.. لن يتحمل طرف الآخر ولن يصبر عليه وسيكون له بالمرصاد لأى خطأ يرتكبه ولن يسامحه عليه..
فالجنس من أقوى دعائم فشل الزواج أو نجاحه ولا يختلف على ذلك أحد!!
سألت محامين متخصصين فى الأحوال الشخصية عن أبرز أسباب الطلاق فى مصر والذى تشير الإحصاءات إلى ارتفاع نسبته بشكل مفزع ومخيف.. وكانت إجاباتهم واحدة لا تتغير : السبب الأول والأخير فى الطلاق هو الجنس !! ولكن للأسف لا يبوح أحد بذلك أبدا.. فهم يتحرجون من مجرد ذكره ودائما ما يعلنون للناس أسبابا واهية كاذبة بعيدة تماما عن حقيقة سبب طلاقهم ولا يقولون أبدا الحقيقة المرة ألا وهى (الجنس)!
ولا ننسى أن الحديث فى الجنس مازال من التابوهات الممنوع الاقتراب منها ولا الحديث عنها على الملأ.. على اعتبار أنه عيب كما تربينا فى صغرنا.. والثقافة الجنسية السليمة فى مجتمعنا غائبة تماما فلا هى موجودة فى المدارس على الرغم من مطالبة الكثيرين بذلك - ولا هى موجودة فى البيوت فلا يزال الآباء حتى وقتنا هذا يخجلون من الحديث عن الجنس لأبنائهم وبناتهم لتوعيتهم.. مما يدفع هؤلاء الشباب للبحث عن أى معلومة عنه من أصدقائهم.. الذين هم أشد جهلا منهم!! وبالتالى يصبحون كالأعمى الذى يقود أعمى، فيرشقون فى أقرب حيطة!! وربما يبحثون عن معلومات من خلال الكتب الجنسية الرخيصة الملقاة على الأرصفة أو من خلال المواقع الإباحية على الدش أو النت وتعطيهم معلومات خاطئة بعيدة تماما عن الواقع والحقيقة... فيزدادون غرقا فى بحر الجهل الجنسى المظلم!!
وتظهر لنا آثار كل ذلك من جهل جنسى بعد الزواج فنراهم يتخبطون.. ويفضفضون لبعضهم فى جلسات النميمة بين الرجال وبعضهم أو بين النساء وبعضهن وكل واحد فيهم (يفتى) بأى فتوى.. تطق فى دماغه.. والنتيجة تكون أنهم يغرقون جميعهم فى بحر المشاكل الجنسية المختلفة التى تؤدى بدورها إلى خراب البيوت سواء بالخيانات ومن ثم الطلاق !!
للأسف الجهل الجنسى منتشر بين كل الطبقات الاجتماعية ولا علاقة له بمستوى تعليم الفرد أو ثقافته..
وللأسف أيضا مازلنا نعيش فى مجتمع ذكورى فلايزال تفكير كثير من الشباب أن يعيشوا حياتهم بالطول وبالعرض ويعرفوا عشرات النساء ويتفاخروا بذلك أمام أصدقائهم.. وعند الزواج فهم لا يختارون سوى فتاة محترمة.. قطة مغمضة ويا ريت تكون عمياء أيضا.
وتكون النتيجة علاقة جنسية فاشلة لأنه يكون مجربا كل شىء مع النساء المجربات المحترفات فى حين أن زوجته التى اختارها تكون قطة مغمضة فيرفض أن يعلمها أى شىء من تجاربه ويقيم معها علاقة جنسية فاترة فاشلة وأنه من وجهة نظره عيب البنت المحترمة تفعل ما كان يفعله هو مع الأخريات وتظل زوجة جاهلة جنسيا لا تمتعه ثم يتهمها بالبرود وأنها لوح ثلج ويعود بعد الزواج لعلاقاته المشبوهة مع النساء المجربات، وبالطبع إن اكتشفت الزوجة ذلك يكون مصيرالزواج الطلاق لاكتشافها خيانته لها من ناحية ومن ناحية أخرى تكون غير مستمتعة معه فى علاقة جنسية سوية ويكون هنا الجنس أيضا هو الأساس والسبب الأول والمباشر للطلاق!! وهناك بعض الرجال المتزمتين الذين تربوا فى بيئة منغلقة ينظرون إلى الزوجة على أنها محترمة فقط ويبحث فيها عن صورة أمه الجادة المحترمة فلو وجدها عكس ذلك سيعتبرها منحرفة !!
وبالمناسبة هذا النموذج منتشر بكثرة فى مجتمعنا.
أما عن التربية المغلقة الزائدة عن اللزوم مع غياب الوعى الجنسى لدى الفتيات فتكون نتيجتها سيئة جدا عليهن بعد الزواج ونرى أنهن يخشين إظهار رغباتهن لأزواجهن خوفا من أن يفسر الزوج هذا بصورة خاطئة ويعتبرها منحرفة ويشك فيها ونتيجة للتربية المغلقة نجد الزوجة تكبت مشاعرها خوفا من نظرة زوجها لها لأن أهلها أفهموها من صغرها أن الجنس عيب وحرام بينما لم يعلموها أن الجنس فى الزواج له وضع آخر تماما وأنه فى هذا الحالة يعتبر علاقة طبيعية مقدسة ومشروعة وليست عيبا ولا حراما!!
نفس الشىء يحدث بالنسبة للرجل أيضا إذا نشأ فى بيئة مغلقة ففى بعض الأحيان يصاب الزوج بالعجز الجنسى من شدة الخوف من الجنس لأن أسرته أفهمته أن الرجل كى يكون رجلا كاملا يجب أن تكون لديه قدرات جنسية خارقة كى تحترمه زوجته فيخشى ألا يكون فى هذه الصورة فتحدث له نتيجة عكسية فيصاب بعجز جنسى، فالأطباء يؤكدون أن شدة خوف الإنسان وقلقه من شىء ما يجعله يتجنب هذا الشىء أو يهرب منه أو يفشل فيه !!
ولذا نرى مثل هذا الرجل يعجز مع زوجته ولكنه ينجح تماما مع أى امرأة أخرى !!
وللجهل الجنسى مشكلات ومشكلات.. سنتحدث عنها تباعا فى الحلقات القادمة
كلام فى الحب:
أحبك كثيرا..
أكثر حرارة من البراكين الحية
أكثر اتساعا من خيالات عاشق
أحبك حتى أكثر من عدد ذنوبى!! فضفضة حتى النسيان.. يرفض نسيانك ولكنى أبدا لن أعود!