نادين.. شمس غيبها الإهمال الطبى عن حياتنا كالفراشة تنقلت بين أحلامها فى الكتابة الصحفية والسينمائية والتليفزيونية (وشمس الشتاء روحت بدرى) هذه هى نادين شمس الفتاة البريئة الجريئة المتمردة المبدعة كاتبة السيناريو التى جمعت صفات البنت المصرية الاستثنائية انتقلت إلى رحاب ربها بعد صراع ليس فقط مع المرض ولكن مع الإهمال والفساد والتراخى.. جملة الأخطاء هى التى قتلت نادين وليس المرض الذى دخلت على إثره لإجراء جراحة يوم واحد لتخرج من المستشفى الاستثمارى الفخيم جثة هامدة! شريط الذكريات والبدايات يلف فى رأسى وأنا أتلقى صرخة صديقتى أمل فوزى على التليفون قتلوا نادين قتلوا نادين.
نادين مامتتش نادين اتقتلت وعايزين يضيعوا حقها!
ياااه يا نادين يازهرة جيلنا هل خطفك الموت مننا، إنها فعلا إرادة الله وقدره لا دخل لنا فيه ولكن السبب بل الخطأ كان بشريا من الطبيب الذى عالجها بالموت!
لايمكن أن نصمت على مسلسل القتل الصامت الذى يسمى خطأ الأطباء فكم من الأرواح تزهق بلاحس ولاخبر فى المستشفيات الحكومية بل الاستثمارية أيضًا ومنذ التسعينيات وملف أخطاء الأطباء مفتوح معنا فى «صباح الخير» ولم يغلق ولا تحجيم أو عقاب لهؤلاء المخطئين.. بل يزداد الأطباء تماديا فى أخطائهم.
فقد تواصلت مباشرة بعد خبر وفاة نادين مع رئيس مجلس إدارة المستشفى الاستثمارى (ا. ش) فى البداية قال لى إن إدارة المستشفى لن ترد وبعدها توالت تساؤلاته المستفزة مثل هو يعنى الإعلام والفضايح اللى عملينها على المواقع والفيس وتويتر والتشهير باسم المستشفى هايرجع روح المرحومة فيها!!!!
ثم إيه مصلحتكم لما المستشفى تتقفل أو توقفوا السياحة العلاجية فيها هل هاتستفيدوا شىء!!!!
ثم إن المرحومة نادين هى التى جاءت إلى المستشفى وطلبت الجراح بالاسم ووقعت وأهلها على إقرار العملية!!
أسقط فى يدى لم أجد الرد الكافى والشافى لكم الغليل الذى راح يتأجج فى صدرى منه ذلك الطبيب الذى تعنيه المستشفى والسياحة العلاجية وليست حياة إنسانة وروح أزهقت بخطأ من طبيب لديه.
لم يكن أمامى سوى أن أغلق التليفون فى وجهه لكن بعد ماقلت له صحيح المرحومة اختارت الجراح ووقعت أسرتها على الإقرار قبل العملية لكن بالتأكيد كان إقرارا بالعلاج وليس إقرارا بقتلها!!
لا أجد ما أرثيك به يا نادين، ضحكتك الصافية التى كانت تملأ عيونك دوماً بالدموع لا تغيب عن بالى ولن تغيب من عيون كل من عرفك يوماً.. لكن سأرثيها بكلماتها هى كلمات كتبتها نادين الشهر الماضى فى رثاء زميلها المخرج الشاب محمد رمضان الذى راح هو الآخر ضحية الإهمال والتراخى الحكومى فى الإنقاذ فى جبال سانت كاترين فقد رثته قائلة: ياحبيبى أتمنى أنك تكون مرتاح وحاسس بالسكينة وروحك الجميلة تكون مبسوطة، هنفتقدك وهنفتقد ابتسامتك العذبة وصوتك الحلو الجميل المميز وكلماتك التى كانت دايما مليانة أمل وعند ومقاومة فى عز اليأس.