بالوقوف دقيقة حدادا على روح د.رتيبة الحفنى بدأت د.جيهان مرسى المدير الجديد لمهرجان الموسيقى العربية أولى بروفات الدورة ال22 من المهرجان، تلك الدورة التى أكدت لنا خلال حديثنا معها على اختلافها بكل ما يحيطها من ظروف، ولكن بجهد ملموس وثقة فى قيمة ما تعمل عليه وبحرص شديد على الأمانة التى ائتمنتها عليها أستاذتها د.رتيبة الحفنى قامت د.جيهان مرسى بمهام عملها لاستكمال مسيرة مهرجان الموسيقى العربية بعد رحيل مثلها الأعلى د.رتيبة الحفنى لتستلم الراية وإلى جانبها فريق عمل كبير من الفنانين اجتهدوا جميعا للخروج بهذا المهرجان بأفضل صورة ممكنة. ∎ الدورة ال 22 من مهرجان الموسيقى العربية وهى نفسها الدورة الأولى على رحيل د. رتيبة الحفنى وفى ظل كل ما يطرأ علينا من مستجدات فى الوضع السياسى والعام فى مصر وإلى جانب ذلك إصرار دار الأوبرا على إقامة المهرجان، هذا العام دعينا نتحدث عن شعورك تجاه الدورة الجديدة من المهرجان بكل ما تتسم به من ملامح بعيدة تماما عن المعتاد.
- فى البداية دعينا نتفق أن الدورة ال22 من مهرجان الموسيقى العربية هى دورة مختلفة بالتاكيد، خاصة بالنسبة لى لما تمثله لى من مسئولية كبيرة تجاه أمانة حملتنى إياها د. رتيبة الحفنى فقد كانت دائما ما ترى فى خير من يستكمل المشوار مؤكدة على هذا فى كل مرة نعمل معا على مهرجان الموسيقى العربية، وقد كنت دائما أتمنى أن يطيل الله عمرها وتظل فوق رءوسنا جميعا ولم أكن اتصور أن يوم الفراق قريب بهذا الشكل والحقيقة أن الحمل ثقيل والتركة كبيرة جدا ولكن مع إصرار د. رتيبة الحفنى وتشجيعها لى كل ذلك زاد من حماسى وإصرارى الشخصى على أن أصبح على قدر من المسئولية وأن أستكمل المشوار حتى أصل بالمهرجان إلى بر الأمان، فالمهرجان ليس مجرد مجموعة من الحفلات وإنما هو من وجهة نظرى واجب مفروض على تجاه بلدى مصر وما على هو أن أشرفه وأجعله فخورا بى أمام العالم العربى كله فقد كانت مصر و لا تزال وستظل هى منارة الفن».
∎ مبادرة فى غاية الأهمية قامت بها دار الأوبرا المصرية والقائمون عليها وهى إهداء الدورة ال22 من مهرجان الموسيقى العربية إلى روح د. رتيبة الحفنى.
- والمسابقة الخاصة بالغناء ايضا تحت اسم د.رتيبة الحفنى، وأعتقد أن هذا أقل بكثير مما تستحقه هذه الفنانة الكبيرة بالمقارنة بما قدمته لمصر وللفن المصرى، فكل هؤلاء النجوم العرب الذين يشاركون اليوم ضمن فعاليات المهرجان كانت بدايتهم وانطلاقتهم من خلال دار الأوبرا المصرية وخصوصا من خلال مهرجان الموسيقى العربية، فالمغنى العربى يأتى إلى مصر ليقف على خشبة المسرح بدار الأوبرا المصرية لتصبح بالنسبة له بمثابة شهادة الميلاد واليوم هم نجوم فى سماء الفن».
∎ إذا تحدثنا عن مرحلة التحضير للمهرجان والتى لم تتجاوز الشهر، فبالتأكيد كان هناك العديد من الصعوبات بالإضافة إلى صعوبات الدورة الأولى تحت قيادتك بعد رحيل د. رتيبة الحفنى.
- «الحمد لله الخبرة التى اكتبستها على مدار أعوام طويلة من العمل إلى جانب د.رتيبة الحفنى أفادتنى كثيرا أثناء العمل على الدورة الحالية من المهرجان، فقد كانت كالكتاب المفتوح بالنسبة لى والحقيقة أنها لم تبخل على بشىء من أسس أو قواعد تعلمتها منها لهذا عندما بدأت العمل من خلال المهرجان كنت شديدة القلق من فكرة المقارنة وأيضا القلق على مصير الدورة الجديدة وهناك شبح اسمه الفشل يطاردنى والخوف منه يراودنى من الحين للآخر ولكن الحمد لله الجميع تكاتف من أجل هدف واحد بداية من د.إيناس عبدالدايم التى تكاتفت معها حتى نثبت للجميع قيمة العمل بالنسبة للمراة وثقتها الشديدة فيما تقدمه وتفانيها فى العمل واعتباره عبادة.. كل هذا وجدته فى د.إيناس عبد الدايم ومن قبل فى د.رتيبة الحفنى وبالتأكيد ستجده فىَّ، هذا بالإضافة إلى دور اللجنة التحضيرية للمهرجان والمكونة من كبار الأساتذة الذين رحبوا بى ووضعوا ثقتهم فى وتحملوا معى المسئولية حتى يخرج المهرجان فى النهاية بأفضل صورة ممكنة فى شهر واحد لتصبح المهمة فى غاية المتعة على الرغم من كل الصعوبات التى تحيط بها .
∎ بالنسبة للسادة المكرمين.. على أى أساس تم اختيار أسماء المكرمين هذا العام ؟
- عادة ما يكون هناك قائمة من شاعر و ملحن ومؤلف وناقد صحفى وعازف.. باختصار كل من لديه بصمة فى مجاله لابد أن نلقى عليه الضوء، فمن الممكن أن يكون من الشباب كما حدث بالفعل من خلال هذه الدورة لأن التكريم يعنى أنه استطاع إثبات أنه يستحق التقدير والتكريم على مدار عمره الفنى سواء القصير أو الطويل وهذا العام حقيقة تم اختيار مجموعة منتقاة بحرص وعناية شديدة والكل لديه بصمة فى مجاله ومن خلال عنصر من كل فئة تم تكريم الملحن والموزع والموسيقار والعازف وهذا هو أبسط رد على عطائهم الفنى الدائم لأعوام.