خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    ارتفاع تاريخي.. خبير يكشف مفاجأة في توقعات أسعار الذهب خلال الساعات المقبلة (تفاصيل)    «البيضاء تسجل مفاجأة».. ارتفاع أسعار الدواجن والبيض اليوم الإثنين 20 مايو في البورصة والأسواق    بوتين يصدر تعليمات سريعة لوزارة الطوارئ الروسية بشأن مروحية الرئيس الإيراني    البنتاجون: لا نتوقع أن تحل القوات الروسية مكان قواتنا في النيجر    الجزيري: مباراة نهضة بركان كانت صعبة ولكن النهائيات تكسب ولا تلعب    تعليق مثير للجدل من أسطورة الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية    بعد تهنئة للفريق بالكونفدرالية.. ماذا قال نادي الزمالك للرئيس السيسي؟    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    مصدر أمني يكشف تفاصيل أول محضر شرطة ضد 6 لاعبين من الزمالك بعد واقعة الكونفدرالية (القصة الكاملة)    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    تسنيم: انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والراديو في منطقة سقوط المروحية    سوريا تعرب عن تضامنها مع إيران في حادث اختفاء طائرة «رئيسي»    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: الضغط الأمريكي لا تأثير له على إسرائيل    آخر تطورات قانون الإيجار القديم.. حوار مجتمعي ومقترح برلماني    مصدر أمنى ينفى الشائعة الإخوانية بوجود سرقات بالمطارات.. ويؤكد: كذبة مختلقة    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    عمر الشناوي: «والدي لا يتابع أعمالي ولا يشعر بنجاحي»    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    دعاء الحر الشديد كما ورد عن النبي.. اللهم أجرنا من النار    طريقة عمل الشكشوكة بالبيض، أسرع وأوفر عشاء    أول رد رسمي من الزمالك على التهنئة المقدمة من الأهلي    الهلال الأحمر الإيراني: حددنا موقعا آخر للبحث وفرق الإنقاذ بشأن مروحية رئيسي    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق داخل مدرسة في البدرشين    جريمة بشعة تهز المنيا.. العثور على جثة فتاة محروقة في مقابر الشيخ عطا ببني مزار    نشرة منتصف الليل| تحذير من الأرصاد بشأن الموجة الحارة.. وتحرك برلماني جديد بسبب قانون الإيجار القديم    اليوم.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة بقيمة 9 مليار    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    إعلام إيراني: فرق الإنقاذ تقترب من الوصول إلى موقع تحطم طائرة الرئيس الإيراني    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    ملف يلا كورة.. الكونفدرالية زملكاوية    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    خبيرة ل قصواء الخلالى: نأمل فى أن يكون الاقتصاد المصرى منتجا يقوم على نفسه    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    اليوم.. محاكمة طبيب وآخرين متهمين بإجراء عمليات إجهاض للسيدات في الجيزة    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    مسؤول بمبادرة ابدأ: تهيئة مناخ الاستثمار من أهم الأدوار وتسهيل الحصول على التراخيص    بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القوات المسلحة من عبور 73 إلى عبور 3-7
نشر في صباح الخير يوم 01 - 10 - 2013

أربعون عاما على النصر.. نصر وطن اسمه مصر.. شعبه وجيشه لا ينفصلان، عاشوا معا لقرون.. الأول يعشق الثانى، والثانى يضحى بنفسه من أجل صون كرامة الأول. أثبت الزمن أن من يحاول العبث بينهما يدهسه التاريخ بقدميه.

سيمفونية رائعة تلك التى يعزفها الجيش لشعبه.. سيمفونية النصر الكبرى.. من عبور 6 أكتوبر 1973 إلى ثورة 25 يناير 2011 وثورة 3-7- 2013 أثبتت فيهما القوات المسلحة المصرية أنها ملك للشعب المصرى وتنتصر دائما وأبدا لإرادته الشعبية.

علاقة فى منتهى الخصوصية.. حاول الكثيرون تفسيرها لكنهم لم يفلحوا،حتى الغرب حاولوا اللعب عليها، لكنها فى كل مرة تنقلب عليهم.

فقد شهد التاريخ المصرى لجيشه بأنه الجيش الأوحد فى العالم الذى ينصاع لأوامر شعبه،وليس لحاكمه.
وها نحن فى ذكرى مرور أربعين عاما على نصر أكتوبر.. نرصد لكم شهادات من التاريخ.. تاريخ مصر الذى لو نطق سيشهد بأن الجيش مع الشعب يد واحدة، وسيروى قصة الحب التى جمعت بينهم منذ أمد بعيد.

حرب أكتوبر

لم تكن حربا، بل كانت سيمفونية رائعة عزف الجيش المصرى، تحت قيادة المايسترو أنور السادات وفرقته الأوبرالية الرائعة بإدارة المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية آنذاك، والفريق الشاذلى رئيس الأركان، والمشير الجمسى رئيس فرع العمليات.

تلاحم الجنود وتباينت أدوار الأفرع، وتقدمت الجيوش الميدانية، وقرعوا الطبول، فتفاجأ العدو وهزم بالقاضية.

فحرب تشرين أو حرب أكتوبر هى الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التى شنتها كل من مصر بدعم عربى عسكرى وسياسى واقتصادى على إسرائيل عام 1973م. بدأت الحرب فى يوم السبت 6 تشرين الأول 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393ه بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصرى والجيش السورى على القوات الإسرائيلية التى كانت مرابطة فى سيناء وهضبة الجولان. تعرف الحرب باسم حرب تشرين التحريرية فى سورية فيما تعرف فى إسرائيل باسم حرب يوم الغفران(11) (بالعبرية: ميلخمت يوم كيبور).

حقق الجيشان المصرى والسورى الأهداف الاستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، كانت هناك إنجازات ملموسة فى الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 02 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول فى عمق هضبة الجولان. أما فى نهاية الحرب فانتعش الجيش الإسرائيلى فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميدانى وعلى الجبهة السورية تمكن من طرد السوريين من هضبة الجولان.

تدخلت الدولتان العظيمتان فى ذلك الحين فى الحرب بشكل غير مباشر، حيث زود الاتحاد السوفيتى مصر وسوريا بالأسلحة، وإن كان الاتحاد السوفيتى قد رفض إعطاء مصر الأسلحة اللازمة بعد أزمة طرد خبرائها عن طريق السادات إلا أن الاتحاد السوفيتى رجع وأعطى مصر جزءاً من الأسلحة.

فى نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل. بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة فى «كامب ديفيد» 1979.

انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك فى 31 أيار 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.

فى 1973 قرر الرئيسان المصرى أنور السادات والسورى حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التى خسرها العرب فى حرب 1967م. كانت الخطة ترمى الاعتماد على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية فى التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائيليين.

حشدت مصر 300000 جندى فى القوات البرية والجوية والبحرية. وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية الجيش الثانى الميدانى والجيش الثالث الميدانى وقطاع بورسعيد (تابع للجيش الثانى) وقيادة البحر الأحمر العسكرية. وتألفت القوات البرية المصرية من 10 ألوية مدرعة و8 ألوية ميكانيكية و19 لواء مشاة و3 ألوية مظليين وكانت خطة الهجوم المصرية تعتمد على دفع الجيشين الثانى والثالث لاقتحام خط بارليف فى 5 نقاط واحتلال رءوس كبارى بعمق من 10-12 كم المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوى.

ودفعت القوات الجوية المصرية 305 طائرات مقاتلة وبإضافة طائرات التدريب يرتفع هذا العدد إلى 400 طائرة. مروحيات القوة الجوية تتألف من 140 طائرة مروحية فيما تمتلك قوات الدفاع الجوى نحو 150 كتيبة صواريخ أرض-جو.

فيما دفعت القوات البحرية المصرية 12 غواصة و5 مدمرات 3 فرقاطات 17 زورق صواريخ 14 كاسحة ألغام، وبالرغم من أن البحرية المصرية لم تشترك فى الحرب بشكل مباشر إلا أنها فرضت حصارا بحريا على إسرائيل عبر إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية.

خط بارليف

أما خط بارليف أسطورة الإسرائيليين، فقد أنفقوا 300 مليون دولار لإنشاء سلسلة من الحصون والطرق والمنشآت الخلفية أطلق عليها اسم خط بارليف ولقد امتدت هذه الدفاعات أكثر من 160 كم على طول الشاطئ الشرقى للقناة من بور فؤاد شمالا إلى رأس مسلة على خليج السويس، وبعمق 30-35 كم شرقاً. وغطت هذه الدفاعات مسطحا قدره حوالى 5000 كم2 واحتوت على نظام من الملاجئ المحصنة والموانع القوية وحقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات.

وتكونت المنطقة المحصنة من عدة خطوط مزودة بمناطق إدارية وتجمعات قوات مدرعة ومواقع مدفعية، وصواريخ هوك مضادة للطائرات، ومدفعية مضادة للطائرات، وخطوط أنابيب مياه، وشبكة طرق طولها 750 كم. وتمركزت مناطق تجمع المدرعات على مسافات من 5-30 كم شرق القناة. كما جهز 240 موقعا للمدفعية بعيدة ومتوسطة المدى.

وطبقاً لما قاله موشيه دايان كانت القناة فى حد ذاتها، واحدة من أحسن الخنادق المضادة للدبابات المتاحة وفوق الجوانب المقواة للقناة، أنشأ الإسرائيليون ساتراً ترابياً ضخماً امتد على طول مواجهة الضفة الشرقية للقناة بدءاً من جنوب القنطرة. وكان ارتفاع هذا الساتر يراوح بين 10 م، 25 م، واستخدم كوسيلة لإخفاء التحركات الإسرائيلية، وصُمّم ليمنع العبور بالمركبات البرمائية بفضل ميله الحاد، لكن القوات المصرية حطمته وحطمت أسطورته.

الضربة جوية

يوم 6 أكتوبر 1973 فى تمام الساعة 14:00 (الساعة الثانية).. نفذت القوات الجوية المصرية ضربة جوية بقيادة الفريق طيار محمد حسنى مبارك على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس. وتشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية.

وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

وكان مقررا أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية بعد النجاح الذى حققته الضربة الأولى. وإجمالى ما خسرته الطائرات المصرية فى الضربة هو 5 طائرات.

العملية بدر.. عملية العبور:

بعد أن حدد الجيشان المصرى والسورى موعد الهجوم للساعة الثانية بعد الظهر.. اختلف السوريون والمصريون على ساعة الصفر. ففى حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين، لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم، وعبر القناة 8000 من الجنود المصريين، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى60000 جندى، فى الوقت الذى كان فيه سلاح المهندسين المصرى يفتح ثغرات فى الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.

فى إسرائيل دوت صافرات الإنذار فى الساعة الثانية لتعلن حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلى الإرسال رغم العيد. وبدأ عملية تعبئة قوات الاحتياط لدفعها للجبهة.

أنجزت القوات المصرية فى صباح يوم الأحد 7 تشرين الأول عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة فى الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعى، وقد واصلت القوات المصرية تدعيم رءوس الكبارى لفرق المشاة الخمسة كما قامت بسد الثغرات التى بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش طيلة يوم 7 تشرين الأول وبحلول يوم 8 تشرين الأول اندمجت الفرق الخمسة فى رأس كوبريين فى جيشين.

وكان رأس كوبرى الجيش الثانى يمتد من القنطرة شمالا إلى الدفرسوار جنوبا أما رأس الكوبرى الجيش الثالث فيمتد من البحيرات المرة شمالا إلى بور توفيق جنوبا وكانتت هناك ثغرة بين رأسى الكوبرى للجيشين بطول 30-40 كيلومترا.

فى أثناء ذلك دعمت القوات الإسرائيلية موقفها على الجبهة ودفعت ب 5 ألوية مدرعة ليصل مجموع القوات المدرعة الإسرائيلية فى سيناء إلى 8 ألوية مدرعة. وكانت تقديرات المخابرات المصرية قبل الحرب تشير أن الهجوم المضاد الإسرائيلى سوف يبدأ بعد 18 ساعة من بدء الهجوم المصرى بافتراض أن إسرائيل ستعبئ قواتها قبل الهجوم بحوالى 6-8 ساعات ومعنى ذلك أن الهجوم المضاد الرئيسى سيكون فى صباح يوم الأحد 7 تشرين الأول إلا أن الهجوم الإسرائيلى لم ينفذ إلا مع صباح يوم 8 تشرين الأول.

تطوير الهجوم

القوات المصرية تعبر للضفة الشرقية لقناة السويس فى يوم 11 تشرين الأول طلب وزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل من رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلى تطوير الهجوم إلى المضائق إلا أن الفريق الشاذلى عارض بشدة أى تطوير خارج نطاق ال12 كيلو التى تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوى، وأى تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلى.

فى اليوم التالى (12 تشرين الأول) كرر الوزير طلبه من الفريق الشاذلى تطوير الهجوم شرقا نحو المضائق إلا أن الفريق الشاذلى صمم على موقفه المعارض من أى تطوير للهجوم خارج مظلة الدفاع الجوى. بعد ظهيرة يوم 12 تشرين الأول تطرق الوزير لموضوع تطوير الهجوم للمرة الثالثة فى أقل من 24 ساعة قائلا إن القرار السياسى يحتم علينا تطوير الهجوم نحو المضائق، ويجب أن يبدأ ذلك غدا 13 تشرين الأول - فقامت القيادة العامة بإعداد التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم والتى أنجزت فى 1:30 مساءً ثم قامت بإرسالها إلى قيادات الجيش الثانى والثالث.

فى الساعة 3:30 مساءً اتصل اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى بالقيادة العامة طالبا مكاملة رئيس الأركان ليخبره باستقالته ورفضه تنفيذ الأوامر وبعدها بدقائق اتصل اللواء عبدالمنعم واصل بالقيادة ليبدى اعتراضه على الأوامر التى أرسلتها القيادة العامة إليه والمتعلقة بتطوير الهجوم.

قال الفريق الشاذلى لرئيسى الجيشين الثانى والثالث أنه نفسه معترض على تطوير الهجوم لكنه أجبر على ذلك، ثم أبلغ الشاذلى الفريق أول أحمد إسماعيل على وزير الدفاع باعتراضات قائدى الجيشين الثانى والثالث فتقرر استدعاء اللواء سعد مأمون واللواء عبدالمنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة العامة. استمر المؤتمر من الساعة 6:00 حتى 11:00 مساءً وتكررت نفس وجهات النظر وصمم الوزير على تطوير الهجوم والشىء الوحيد الذى تغير هو تغير موعد الهجوم من فجر يوم 13 أكتوبر إلى فجر يوم 14 أكتوبر.

وبناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية فى قطاع الجيش الثالث الميدانى (فى اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادى عشر (مشاة ميكانيكى) فى اتجاه ممر الجدى، واللواء الثالث المدرع فى اتجاه ممر «متلا».

وفى قطاع الجيش الثانى الميدانى (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة فى اتجاه منطقة «الطاسة»، وعلى المحور الشمالى لسيناء هاجم اللواء 15 مدرعا فى اتجاه «رمانة».

كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الفريق الشاذلى، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسى، هو أن القوات المصرية خسرت 052 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية فى ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوى الإسرائيلى، ويرد رئيس الأركان العامة الفريق الشاذلى على ادعاء السادات بأن تطوير الهجوم هدفه تخفيف الضغط عن سوريا بقوله بخصوص ادعاء السادات بأن هجومنا يوم 41 أكتوبر كان يهدف إلى تخفيف الضغط عن سوريا فهو ادعاء باطل، الهدف منه هو تسويغ الخطأ الذى ارتكبته القيادة السياسية المصرية.
الثغرة

ثغرة الدفرسوار فى ليلة 15 تشرين الأول تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية. شكل عبور هذه القوة الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة مشكلة تسببت فى ثغرة فى صفوف القوات المصرية عرفت باسم «ثغرة الدفرسوار» وقدر الفريق سعد الدين الشاذلى القوات الإسرائيلية غرب القناة فى كتابه «مذكرات حرب أكتوبر» يوم 17 تشرين الأول بأربعة ألوية مدرعة وهو ضعف المدرعات المصرية غرب القناة.

حاولت القوات الإسرائيلية الدخول إلى مدينة الإسماعيلية إلا أن قوات الصاعقة المصرية تمكنت من صد هذا الهجوم فى منطقة أبوعطوة، توسعت الثغرة اتساعا كبيرا حتى قطع طريق السويس وحوصرت السويس وحوصر الجيش الثالث بالكامل وحاول الإسرائيليون الدخول إلى مدينة السويس، إلا أن المقاومة الشعبية مع قوات صاعقة الجيش الثالث تمكنوا من صد الهجمات الإسرائيلية. كان اتساع الثغرة نتيجة للأخطاء القيادية الجسيمة لكل من السادات وأحمد إسماعيل؛ بدءاً من تطوير الهجوم إلى عدم الرغبة فى المناورة بالقوات مما دفع البعض إلى تحميل السادات المسئولية الكاملة.

وفى 19 أكتوبر.. طلب الرئيس الأمريكى نيكسون من الكونجرس اعتماد 2,2 مليار دولار فى مساعدات عاجلة لإسرائيل الأمر الذى أدى لقيام الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى لإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة فى الولايات المتحدة الأمريكية.

نهاية الحرب

تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذى يقضى بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 تشرين الأول عام 1973م.

وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولى قرارا آخر يوم 23 تشرين الأول يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.

نتائج النصر

من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضى فى شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتى كان يقول بها القادة العسكريون فى إسرائيل ،كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتى عقدت فى أيلول 1978م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية فى تشرين الثانى 1977م وزيارته للقدس، كما أدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة فى قناة السويس فى حزيران1975 م.

الجيش.. وحرب ما بعد 73

بعد حرب أكتوبر بدأ الجيش المصرى حربا من نوع آخر، وهى حرب التنمية والاكتفاء الذاتى، بجانب المهمة الأولى والأساسية وهى التأهب لأى معركة أو حرب مع أى معتد يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن.

وبعد حرب أكتوبر أنهى الجيش معركة حربه بالأسلحة وبدأ معركة من نوع آخر وهى معركة التنمية والبناء، وتلخصت مهام الجيش المصرى وقت السلم، أو بالتحديد فترة ما بعد أكتوبر وحتى ثورة 25 يناير 2011 فى النقاط الآتية :

أولا: الحفاظ على الاستعداد القتالى.

ثانيا: الحفاظ على الكفاءة القتالية.

ثالثا: المشاركة فى رفع المستوى الاقتصادى.

رابعا: تأمين حدود مصر مع دول الجوار.

خامسا: التصدى لما يهدد الأمن القومى المصرى.

ثورة 25 يناير، والنزول إلى الشارع

لم يكن قرار نزول الجيش إلى الشارع فى ثورة يناير بالقرار السهل، أو اليسير، فالمهمة الأساسية لأى جيش هى النزول على الحدود والدفاع عن الوطن، لكن موضوع نزوله فى شوارع البلد نفسها أمر مختلف،ويحتاج لدراسة ووقت لحدوثه.

لكن الأمر كان مختلفا مع جيشنا، فبمجرد أن احتاجه الشعب، نزل بسرعة ولبى نداءه.

فنزول القوات المسلحة للشارع وحفظ الأمن الداخلى والحدودى فى ظل الانفلات الأمنى والغضب والمرحلة الثورية هو فى حد ذاته دور عظيم للحفاظ على البلاد حتى الانتقال إلى شرعية دستورية، وانتقال السلطة إلى رئيس مدنى منتخب.

أما بالنسبة لمهام القوات المسلحة،فكانت أولها تأمين المناطق الحيوية بعد سقوط الشرطة، وأيضا التواصل مع المتظاهرين، وفتح مستشفيات القوات المسلحة للمدنيين والمصابين، وتأمين معسكرات الأمن المركزى ومديريات الأمن والتجمعات السكنية والمراكز التجارية والمنشآت العامة والخاصة.

وامتد دور القوات المسلحة إلى تأمين البنوك ونقل الأموال ومعاونة القطاع المدنى فى نقل السلع الحيوية، وانتظام عمل القطاعات الخدمية «مياه، كهرباء».

كما كان للقوات المسلحة دور فى إتمام إجراء الاستفتاء والانتخابات التشريعية بصورة أبهرت العالم أجمع، وتأمين إعادة المصريين من ليبيا والتصدى للفتنة الطائفية بعقد جلسات صلح وبناء الكنائس وحماية أعياد الميلاد.

وتولت القوات المسلحة تأمين الجبهة الداخلية بالتزامن مع المطالب الفئوية مثل السيطرة على أزمات عديدة كنقص البوتاجاز وحل مشكلة ميناء دمياط، ومعاونة الشرطة المدنية لتنفيذ الحملات، وأخيراً قرار الإفراج عن 1959 متهماً فى قضايا عسكرية، وإلغاء العمل بقانون الطوارئ.

فضلا عن ضبط الخارجين على القانون والأسلحة وتأمين إجراءات سير الاستفتاء والعملية الانتخابية وتأمين نقل الأموال، وأوراق امتحانات الثانوية العامة والمشاركة فى إنقاذ العديد من الكوارث والحوداث وتأمين الاحتفالات الدينية.

كما ساهمت القوات المسلحة فى مواجهة المشاكل الاقتصادية من خلال دعم الاقتصاد عبر منح وقروض بلغت قيمتها مليار جنيه.

التشكيك

شيئا فشيئا بدأ التشكيك فى المجلس العسكرى والجيش باعتباره المسير للمرحلة الانتقالية، ثم بدأت الأصوات غير الناضجة تهتف (يسقط حكم العسكر)؛ والتى اكتشف بعدها أن الإخوان هم من كانوا وراءها، بغرض الاستيلاء على السلطة.

لكن محاولات التشكيك لم تجد، بعد ما أثبت المجلس العسكرى صدق نواياه وقام بتسليم السلطة لرئيس مدنى عن طريق إجراء انتخابات رئاسية، تولى على إثرها محمد مرسى السلطة، وياليته تسلمها وحده.


30 يونيه.. والانتفاضة ضد الأخونة

تسلم الإخوان المسلمون السلطة، فكانت مكافأتهم للجيش أن أقالوا وزير دفاعه، ورئيس أركانه.

فقد قام محمد مرسى بإقالة المشير محمد حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان، ظنا منهم أنه بذلك سيكسر شوكة الجيش، لكنه لم يكن يتصور أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى عينه خلفا للمشير سيكون الرجل الذى سيكتب نهاية الجماعة المحظورة التى ظلت تعمل تحت الأرض لأكثر من 85 عاما.

فبعد أن سلم الجيش السلطة وعاد إلى ثكناته ليمارس عمله الأساسى، تسلمت الجماعة الحكم، وحاولت بشتى الطرق أخونة مؤسسات الدولة العميقة، وحاولت بشتى الطرق أخونة الجيش والعبث فيه، لكن القوات المسلحة المصرية أبت ذلك، وتصدت لكل محاولات الأخونة.

ومع ازدياد الضغط على الشعب المصرى، قرر النزول لعزل رئيسه الذى لم يتعظ مما حدث مع مبارك، وفعل معه فى سنة ما فعله مبارك فى ثلاثين سنة.

نزل الشعب فى 30 يونيه، وطلب من جيشه أن يقف وراءه ويعضده ويسانده فى اتخاذ قراره،وعزل الرئيس الطاغية وفاشيته الإخوانية.

ولم يرد الجيش نداء شعبه، وخرج علينا ببيان يمهل القوى السياسية أسبوعا لتجلس مع بعضها البعض وتتفق على نقاط محددة ترضى الشعب المصرى لكن الإخوان أبوا أن يفعلوا ذلك، ثم خرج الفريق السيسى مرة أخرى، وأمهلهم 48 ساعة قبل أن يتدخل.

حبس الشعب أنفاسه،وأخذ يسأل نفسه: هل من الممكن أن يفعلها الجيش مرة أخرى، ويساند الشعب؟!.

وكانت النتيجة هى خير جواب، فعلى الفور اجتمع الفريق أول عبدالفتاح السيسى والفريق صدقى صبحى رئيس الأركان يوم 3-7-2013 بالشيخ أحمد الطيب.. شيخ الأزهر، والبابا تواضروس، والبرادعى، والكاتبة سكينة فؤاد، وممثلى الشباب من حركة تمرد،وتم عزل الرئيس مرسى نزولا على رغبة الجماهير التى تعدت ال30 مليون شخص، وتم الاتفاق على خارطة طريق.

وبذلك انتصر الجيش لإرادة الشعب، وأثبت أن ولاءه الأول والأخير لشعبه وليس لحاكم ليضرب للناس أعظم مثالا للتضحية والوفاء والذود عن الوطن والشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.