النجمة المتألقة يسرا كما عودتنا فى نفس التوقيت من كل عام أن تفاجئنا بإطلالة متميزة، مختلفة لها من خلال شاشة التليفزيون، استطاعت هذا العام أن تعرض لنا إحدى قضايا المرأة المصرية استكمالا لسلسلة النجاحات التى حققتها من خلال الدراما والتى أعربت عن اهتمامها الشديد بقضايا المرأة المصرية بمختلف مراحلها العمرية فبعد نجاح «خاص جدا»،« قضية رأى عام»، «أحلام عادية»، أين قلبى»، «حياة الجوهرى» وغيرها من الأعمال الدرامية قررت يسرا تقديم نموذج حى للمرأة المطلقة التى انتهت حياتها بهذا القرار لتقف مكانها مستسلمة لمصيرها دون أن تخطو خطوة واحدة من أجلها لتصبح حياتها من أجل الآخرين كل ذلك من خلال أحداث مسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» الذى خاضت به النجمة يسرا ماراثون دراما رمضان هذا العام فى منافسة شرسة مع «شربات لوز»، فى ثانى لقاء يجمعها بالمخرجة غادة سليم والكاتب تامر حبيب بعد النجاح الذى حققه أول لقاء بينهما ومسلسل «خاص جدا»، رضاء تام تشعر به نجمتنا بعد الصدى الجيد الذى حققه مسلسلها والذى التقت من خلاله بعد غياب طويل بالنجم مصطفى فهمى، الكثير من التفاصيل عن العمل وعن هذا اللقاء الذى جاء بعد وحشة وعن الفن والسياسة والسينما من خلال هذا الحوار: ∎للعام الثانى على التوالى تقدمين عملاً لايت كوميدى بعيدا عن قسوة الواقع .. صدفة أم ماذا؟
- بالنسبة لمسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» فالوضع مختلف تماما عن «شربات لوز»، فمن خلاله كان هدفنا تقديم عمل بسيط فى رسالته، قريب من الواقع، من خلال نماذج حقيقية فى هذا المجتمع اجتمعوا جميعا فى مكان واحد هو مطعم مريم بطلة العمل ومجموعة من الأحداث التى حاولنا من خلالها تذكير المشاهدين بضحكتهم، فنحن شعب عاشق للضحك بالفطرة، لهذا فالوضع مختلف تماماً عن «شربات لوز»، فهذا المسلسل تمت كتابته قبل تصاعد الأحداث السياسية التى نمر بها، هدفنا من كتابته كان تقديم عمل لايت كوميدى من خلال شخصية شربات تلك المرأة المصرية الأصيلة الجدعة بعيدا عن الصورة التى حفرت فى أذهاننا عن الحارة المصرية من خلال الكثير من الأعمال الفنية والتى صورت لنا هؤلاء البشر وكأنهم لا يعلمون حتى كيف يضحكون، إلى أن جاءت شربات لتغيير هذه الصورة من خلال حالة فنية نجحت فى إضحاك المشاهدين وتعريفهم بحقيقة الحارة المصرية وبأهلها ممن هم قادرون على الضحك حتى فى أصعب المواقف ومن خلال أبسط الإمكانيات المتوافرة لديهم.
∎وماذا عن «مريم» وأهم عوامل انجذابك نحوها؟
- الرسالة التى تبعث بها شخصية مريم من خلال المسلسل رسالة فى غاية الأهمية بالنسبة لنا جميعا ألا وهى «إذا لم تستطع حب نفسك بالقدر الكافى، فلن تستطيع حب الآخرين»، فمن خلال شخصية مريم تلك الزوجة والأم سنتعرف على واقع الكثير منالسيدات فى المجتمع المصرى، التى تهب حياتها للآخرين، مستسلمة لكل ما يحيط بها دون النظر إلى نفسها وما تريد والحقيقة أن هذه هى المرة الأولى لى التى أقدم من خلالها هذا النموذج، فمن خلال العشر حلقات الأولى سنلاحظ سلبية مريم الواضحة إلى أن تتعرض لأزمة ما تتعرض إزاءها للانهيار لتقرر بدء مرحلة جديدة من حياتها، بتغيير نمط حياتها، لتتعرف من خلالها على كيفية حب الذات بداية حب الآخرين.
∎هناك تشابه بين حياة «مريم» وحياة «شريفة» فى خاص جدا حيث المرأة المطلقة التى يقرر زوجها الزواج عليها من امرأة أصغر منها سنا وأيضا إذا عدنا إلى الوراء بعض الشىء سنجدها أيضا قريبة الشبه من «حياة الجوهرى» التى أيضا تركها زوجها هى وأبناءها من أجل امرأة أخرى.. فما رأيك؟
- إطلاقا فمن خلال كل عمل ستلاحظين اختلاف التفاصيل والرسالة المراد توصيلها من خلال العمل، فمثلا إذا بدأنا من «نكدب لو قلنا ما بنحبش» سنجد مريم التى يقرر زوجها الزواج من امرأة أخرى أصغر منها سنا فى محاولة منه لاسترجاع شبابه من جديد من خلالها، ولكن سنلاحظ علاقة الصداقة التى تجمع بين مريم وزوجها وزوجته أيضا نظرا للعشرة التى كانت بينهما ونظرا لأن لديهم أبناء، وفى الوقت نفسه سنشاهده يحن كلما رأى مريم خاصة عندما بدأت فى التغيير من نفسها ليشاهد أمامه امرأة مختلفة، ثقتها فى نفسها أصبحت موجودة، أكثر قوة على مواجهة أى موقف صعب وههنا نتأكد من أمر مهم جدا ألا وهو حاجة أى رجل إلى رؤية كل جديد من زوجته، هذا على العكس بالنسبة ل «شريفة»، فالعلاقة بينها وبين زوجها انتهت على الفور بمجرد اكتشافها لزواج زوجها من أخرى لتبدأ هى أيضا حياة أخرى مستقلة بعيدا عن زوجها، أما فيما يخص حياة الجوهرى فإذا كان هذا التشابه نابعا من وجود مصطفى فهمى من خلال دور الزوج من خلال «نكدب لو قلنا ما بنحبش»، والذى سبق أن قدمناه من خلال حياة الجوهرى فأعتقد أن كل من شاهد العمل سيلاحظ الفرق بين أداء وطبيعة دور مصطفى فى كلا العملين فمن خلال «نكدب لو قلنا ما بنحبش» سنلاحظ اختلاف الأداء واختلاف شكل العلاقة بين الأب وأبنائه وزوجته، فهى علاقة دمها خفيف.
∎بمناسبة الحديث عن النجم مصطفى فهمى وعودته بعد أعوام للوقوف معا أمام الكاميرا، صفى لى هذا اللقاء؟
- سعيدة جدا بهذا اللقاء خاصة أن هناك أعواما طويلة مضت بعد «حياة الجوهرى» لم تسنح لنا الفرصة للعمل معا هذا بالنسبة للدراما، فقد كنت دائما أتمنى عودة اللقاء إلا أن فى كل مرة كانت الظروف تقف عائقا أمامنا نظرا لانشغال مصطفى الدائم بأعمال أخرى إلى أن جاءت الفرصة من خلال «نكدب لو قلنا ما بنحبش»، وللعلم فاللقاء هنا مختلف تماما كما قلت من قبل، ولعل هذا سبب تحمسنا نحن الاثنين تجاه العمل من خلال هذا المسلسل، الذى استرجعنا معا ذكرياتنا مع «حياة الجوهرى»، واسترجعت من خلاله بريق هذا الفنان الذى من المستحيل أن تشعر بالشبع منه ومن العمل معه.
∎أنت من الفنانات اللاتى يحرصن من خلال كل عمل يقدمنه على تقديم مجموعة من النجوم الشباب ولعل هذا واضح من خلال فريق العمل الذى تتعاونين معه للعام الثانى على التوالى بعد نجاح «شربات لوز» العام الماضى؟
- دائما ما أشعر بالسعادة عندما أشاهد هذه المواهب تتألق على الشاشة خاصة إذا كان من خلال عمل من بطولتى، هنا أشعر أننى لى فيهم الكثير، وهنا تغمرنى السعادة أننى ساهمت فى تقديم مواهب حقيقية، فمن الصعب جدا حاليا أن تجد كيميا بينك وبين مجموعة من النجوم لتقديم عمل حلو خاصة أننى أعلم جيدا أنه كلما كانت الموهبة التى تقف أمامى موهبة حقيقية بجد كلما نجحت فى تقديم أفضل ما لدىّ.
∎ سواء من خلال «نكدب لو قلنا ما بنحبش»، «خاص جدا»، «شربات لوز».. وغيرها من أعمال النجمة يسرا سنلاحظ أن قضايا المرأة تشغل جزءا كبيرا من تفكيرك؟
- طبيعى خاصة بعد أن أصبحت المرأة هى من تعول ومن تربى ومن تعمل ومن تجنى المال ومن تتحمل المسئولية، ومن خلال كل ذلك هناك الكثير من القضايا التى تحيط بالمرأة والتى من الواجب علينا التعرض لها وتقديمها من خلال رسائل واضحة وصريحة، فمثلا عندما قرر تامر حبيب تقديم «نكدب لو قلنا ما بنحبش» فقد كان الهدف منه تقديم نموذج المرأة المطلقة وعرض لشكل حياتها من تحمل للمسئولية من الألف إلى الياء ففى مصر هناك الكثير من المطلقات مريم نموذج منهن.
∎برأيك وسط كل ما نمر به من عنف وإثارة للفتن والاضطرابات هل مازال هناك مكان للحب فى قلوبنا؟
- مهما أنكرنا وجود الحب فيما بيننا أو استكبرنا عليه، لا يمكن أن تجد شخصا لا يحب، مهما اختلفت صور الحب وأشكاله وطرقه إلا أنه فى النهاية حب، فأحيانا تأخذنا الحياة وأحيانا نحاول إخفاء مشاعرنا، ولكن دائما ما يدق القلبوتفضحنا مشاعرنا، وفى النهاية ستمر الأزمة لأن هذه هى الحياة لا تسير دائما على أهوائنا وكما نريد.
∎لماذا تم تغيير اسم المسلسل لأكثر من مرة؟
- بالنسبة ل «إنهم لا يأكلون الخرشوف» فهذا الاسم قد يعطى انطباعا بعيدا بعض الشىء عن الموضوع القائم عليه المسلسل والذى برأيى ابسط بكثير من هذا الاسم الذى يحمل فى مضمونه دراما بعيدة كل البعد عن موضوع المسلسل اللايت كوميدى، وبالتالى وجدنا أنه لابد من اختيار اسم آخر أسهل على مسامع المشاهدين، فى الوقت نفسه قريب من موضوع العمل وقد كان «نكدب لو قلنا ما بنحبش» هذا العمل الذى نعود من خلاله أنا وغادة سليم وتامر حبيب إلى العمل معا من خلال تجربة مختلفة دمها خفيف وشديدة الواقعية، أبطالها بشر حقيقيون.
∎من خلال عدد أقل بكثير عن العام الماضى من الأعمال الدرامية كانت المنافسة بين نجوم الدراما، ونظرا لمحدودية عدد الأعمال برأيى فالمنافسةعادة ما تكون أصعب بكثير على عكس العام الماضى الذى شهد عددا ضخما من الأعمال الدرامية.. فماذا عن رأيك؟
- إنه ليس بالأمر الجديد علىّ، ولكننى منذ بداياتى وأنا لا أنافس سوى نفسى فقط، وهذا العام كانت المنافسة قوية جدا مع «شربات لوز» التى جعلت جمهورى فى انتظار جديد يسرا ومن خلال الكثير من التوقعات لشكل وطبيعة العمل والدور الذى سأقدمه كافأنى تامر حبيب بشخصية مريم ودور مختلف تماما عن شربات وعالم بعيد كل البعد عن عالم شربات، حتى بعد نجاح شربات كان لابد من تقديم عمل مختلف تماما حتى لا أقع فى مأزق الانحصار.
∎كنت حريصة على مشاركة أهل بلدك وجمهورك صرخته يوم 30 يونيه، اليوم وبعد سقوط الإخوان كيف ترين المشهد وما أمنيتك لشعب مصر؟
- مهما حاولت وصف مشاعرى خلال تلك اللحظة لن أكون موفقة فى وصفى لها، إلى أى مدى كنت فخورة أننى مصرية وأننى أنتمى لهذه الأرض ولهذا الشعب، واليوم أنافى غاية سعادتى حيث كنت أحد المشاركين فى اختيار الصح لمصر بأن نراها جميعا دولة مدنية محتضنة كل الأديان كما اعتدنا عليها دائما.. أما بالنسبة لما أتمناه لمصر الحبيبة ببساطة فهو السعى بمساعدة قواتنا المسلحة لوضع أولوياتنا فى الوقت الراهن والسير وفقا لها، الإسراع من أجل وضع دستور، من خلاله يتعلم العالم كله منا كيف تكون الديمقراطية، الديمقراطية على حق لا كما فرضت علينا لأن فى النهاية مهما اختلفت الآراء فنحن أبناء وطن واحد كما قال الشيخ زايد «قلب الوطن العربى مصر».. هذه العبارة التى خفق قلبى لسماعها.
∎أخيرا أين يسرا من السينما ؟
- دائما ما تكون هناك أولويات فى حياتنا، وبالنسبة لى فإذا كنت مشتاقة للسينما فإن اشتياقى للاستقرار أكبر بكثير، اشتياقى لأن أرى بلدى فى أفضل حال وشعبها ينعم بخيرها، بعد معاناته الطويلة خلال الفترة الماضية فقد حان الوقت حتى ننعم بالاستقرار، بالديمقراطية.