أصبحت جماهير الألتراس قنبلة موقوتة فى الوقت الحالى بعد الأحداث المؤسفة التى شهدتها مباراة الأهلى وليوباردز الكونغولى من اشتباكات بالألعاب النارية والحجارة كذلك الظهور السياسى على السطح مجددا خاصة في الفترة الأخيرة التى تلت أحداث ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإخوانية الحاملة للسلاح والتى تسببت في مقتل الكثيرين خلال الفترة الأخيرة التى صاحبت فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. كاد استاد الجونة يشهد كارثة دموية بسبب الاشتباكات بين جماهير ألتراس أهلاوى وألتراس رد ديفلز على أسبقية الجلوس خلف المرمى بمدرج الدرجة الثالثة شمال والذى أدى إلى إصابة عدد من الجماهير واضطرار الجهات الأمنية لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق العناصر المشاغبة حتى لا يقع ضحايا جدد خلال المباراة، وهناك رواية أخرى تقول بأن اللعب بورقة الإخوان دخلت أجواء المباراة برفع الشعارات المعادية وهو ما اعترض عليه الكثيرون، وتعرض الجهاز الفني لموقف بالغ السوء بسبب الاشتباكات التى أخرت نزول الفريق لأرض الملعب ولولا السيطرة الأمنية على الموقف لألغيت المباراة بسبب عدم وجود أضواء كاشفة على ملعب الجونة وعدم صلاحية الملعب لاستضافة المباراة حين يحل الظلام.
وينتظر الأهلى عقوبات مشددة من الاتحاد الأفريقى على الاشتباكات التى وقعت كذلك إشعال الشماريخ والإصابات التى وقعت واضطرت سيارات الإسعاف للدخول لأرض الملعب لنقل المصابين.
ومن جهته قال محمد يوسف المدير الفنى للنادى الأهلى أن الفريق أغلق ملف ملعب الجونة ولن يطالب بتغييره وسيتعامل مع الأمر الواقع.
وأكد يوسف أن الحظ وقف بجوار لاعبى الأهلى بعد أن انتهت مشكلة الألتراس سريعا وطلب الحكام من الفريقين النزول إلى أرض الملعب لبدء المباراة ولولا انتهاء الأزمة لتعرض الفريق لمشكلة كبيرة.
وجاءت أحداث الجونة لتؤكد أن أزمة روابط الألتراس ماتزال تهدد الكرة المصرية لاسيما أن اتهامات جديدة لاحقت جماهير الألتراس فى الفترة الأخيرة وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين وانتشار الشائعات حول تمويل خيرت الشاطر لهذه الجماهير من أجل مساندة الإخوان المسلمين فى التظاهرات وشن عدة هجمات على القوات المسلحة التى تلاحق العناصر الإخوانية فى الوقت الحالى وتقبض على القيادات التى تحركهم فى الميادين.
وعلى الرغم من أن محمد مرجان المديرالعام للنادى الأهلى بفرع الجزيرة أجرى اتصالات بروابط الألتراس وحصوله على وعد بعدم إشعال الشماريخ والالتزام بالسلوك الرياضى إلا أن الأحداث التى شهدها استاد الجونة جعلت هذه الاتصالات تذهب أدراج الرياح بسبب عدم الالتزام بالوعد الذى قطعته جماهير الألتراس.
وفى المقابل تعرض مجلس إدارة نادى الزمالك لموقف بالغ الحرج بسبب التظاهرات التى قامت بها جماهير ألتراس وايت نايتس والتى قادها «سيد مشاغب» كابو ألتراس وايت نايتس يوم الجمعة الماضية فى ميدان سفنكس ووادى النيل والتى ندد فيها بحكم العسكر وحكم الإخوان.
وقال عضو مجلس إدارة بنادى الزمالك رفض ذكر اسمه لحساسية الموقف أن ما قام به عضو الألتراس والمنتمى لحركة أحرار المتعاطفة مع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل المتهم فى قضية تزوير جنسية والدته وقت ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية لا يعبر بأى حال من الأحوال عن الموقف الرسمى لنادى الزمالك الداعم للاستقرار.
وأشار المصدر أنه كان أمرا صعبا أن تنزل تظاهرات تحمل لافتات الوايت نايتس فى الوقت الذى نزل فيه أنصار جماعة الإخوان المسلمين للتنديد بثورة 30 يونيو وهو موعد خاطئ لعرض المطالب التى يدعى بعض أعضاء الوايت نايتس أنها شرعية.
ورفعت خلال التظاهرات لافتات تتعلق برابطة ألتراس وايت نايتس المنتمية لنادى الزمالك مما يعنى أنه تم الزج بالرابطة وانخراطها فى حركة أحرار التابعة للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل.
وأشار مصدر آخر داخل نادى الزمالك أعرب عن استيائه من الأحداث التى قامت بها جماهير ألتراس وايت نايتس أن من أهم الشواهد على أن ألتراس وايت نايتس مخترق من الإخوان المسلمين هو الخبر الذى نشرته شبكة رصد التابعة للجماعة حول أستجابة وزارة الداخلية للتهديدات التى أطلقها الألتراس بضرورة الإفراج عن «سيد مشاغب» عضو حركة أحرار وكابو الرابطة وهو ما يعنى أن الخبر يستهدف إحراج وزارة الداخلية أكثر منه انتصارا لرابطة الألتراس التى دخلت فى مواجهة جديدة مع وزارة الداخلية فضلت الأخيرة عدم الالتفات لها فى الوقت الحالى لأن لديها هدفاً أكبر هو القضاء على البؤر الإرهابية التى تملأ مناطق سيناء والمناطق الحيوية داخل المدن والمحافظات.
وتبقى أزمة حكم مذبحة بورسعيد هى الأزمة منزوعة الفتيل حتى الآن انتظارا لما سيسفر عنه حكم محكمة النقض فى القضية التى شغلت الرأى العام فى القاهرة وبورسعيد وإذا ما حكمت المحكمة بإلغاء الحكم وإعادة القضية إلى أول درجة فسيشتعل الموقف من جديد لاسيما أن جماهير ألتراس أهلاوى لن تقبل بألا يطبق القصاص على قتلة شهداء المذبحة التى راح ضحيها 27 شهيدا عقب نهاية مباراة الأهلى والمصرى.
وتتأهب جماهير ألتراس جرين إيجلز المنتمية لنادى المصرى البورسعيدى استعدادا للحكم المنتظر من محكمة النقض المصرية مما يعنى أن الموقف مهدد بالاشتعال من جديد خاصة أن القضية ستعود إلى نقطة الصفر أو تغلق وفى كلتا الحالتين فإن الأوضاع ستشتعل.
ومن جهة أخرى لم يحسم بعد موقف مشاركة النادى المصرى البورسعيدى فى مسابقة الدورى من عدمه وإن كانت جماهير فريقى الأهلى والمصرى تتحفز انتظارا للقرار النهائى.