مال.. وخيانة .. وقبلة وداع!

صورة للوحش الجميل المصارع الشهير كودى رودز.. أثارت اهتمام الكثيرين من متابعى مباريات الاتحاد العالمى للمصارعة الحرة، وتبين الصورة ما تعرض له النجم الشهير من خذلان بعد ما ضربه صديقه المصارع سانداو من الخلف ضربة قوية ليصعد سلم الشهرة على أكتاف صديقه كودى الذى بذل مجهودا هائلا فى مصارعة ثلاثة متسابقين معا فى مباراة مصارعة جماعية..تابعها المعجبون بشغف.

وكان ثمن الفوز حقيبة مال اختطفها سانداو ووقف يقول للمعلقين الذين سألوه عما فعله مع كودى فقال: كودى نفسه قال من أسابيع إنه مع أفضل شخص فى العالم وكان يقصدنى واليوم.. أفضل شخص فى العالم عملها وحصل على حقيبة المال، أما كودى رودز نجم المصارعة الأمريكى فقد بدا مجروحا بعينين حزينتين وفمه بدا مفتوحا ينم عن آهة ألم عميقة أسرها فى نفسه وعلى كتفه منشفة رياضية بيضاء لم تستطع أن تخفى ماتعرض له جسد المصارع ونفسه من حسرة.. بسبب ماتعرض له من غدر، فصديقه الذى نزل معه إلى الحلبة ليتضامنا معا فى مصارعة أكثر من فريق من محترفى المصارعة الحرة فإذا به ينقلب عليه ويضربه على رأسه من الخلف! لتقول عين الوحش الجميل: حتى أنت يا بروتس مذكرا ملايين المشاهدين بدراما مسرحية يوليوس قيصر لشكسبير وما قاله قيصر لصديقه بعد أن غدر به وقد طعنه بروتس.. ليس لأنه يحبه قليلا ولكنه كما قال يحب روما أكثر! ولكن سانداو غدر صديقه لأنه يحب النقود أكثر وأكثر.. بعدها عض كودى على شفتيه وابتسم فى ألم قائلا: كان أفضل صديق لى.. توترت غمازتاه ولوح بيديه: قد كنت أقول إنه أفضل شخص فى العالم! ثم بسط يديه ليخفى عين الكاميرا رافضا الإجابة عن أسئلة المعلقين الذين سألوه عن شعوره فقال: آسف ليست لدى إجابة.

وما حدث لكودى على يد سانداو يبرز السؤال الأهم على ساحة المصارعة الحرة الآن: هل سيتغير ما تم قبوله وإجازته من قبل فى نهاية منتصف التسعينيات من القرن الماضى فى عالم المصارعة الحرة وهو الإعجاب بالنماذج التى يتم تقديمها للمعجبين على أنها نموذج لشخصية الرجل الشرير أكثر من النماذج التى يتم تقديمها على أنها نموذج لشخصية الرجل الطيب مما جعل بعض المباريات تشبه إلى حد كبير مشاجرات الشوارع وتغلب عليها السلوكيات السيئة، وهل تعود هذه الرياضة بعد حكاية كودى وسانداو إلى أصولها كرياضة محاكاة تشمل المصارعة إلى جانب التمثيل والأداء المسرحى؟ والعجيب أنه لم تكد مباريات الاتحاد العالمى للمصارعة (دبليو دبليو إيه)، تنتهى حتى صعد كودى ببذلته الأنيقة إلى الحلبة فى المباراة التى خسرها سانداو أمام كريستيان ليرد اللكمات إلى سانداو بعد ما قال بثقة مفرطة: حتى لو خسرت أمامه فأنا Money in the Bank The Master of البطل، ولكن النظرة الجريحة لم تفارق عينى الوحش الجميل.

غرام وانتقام:
أما قصة المصارعة الحسناء إيه جاى لى مع حبيبها المصارع زيجلر.. فهى الأغرب فى هذه المباريات التى ستجعل مباريات اتحاد المصارعة العالمى لشهر يوليو 3102 هى الأكثر إثارة بعدما انهالت النجمة الحسناء على حبيبها ضربا فى مباراته مع ألبرتو دل ريو.. ثم قبلته بشغف قبلة الوداع أمام الجماهير وفوق الحلبة بعد أن استعانت بالمصارع بج إيه لنجستون الذى أوسع زيجلر ضربا وبعد أن دقت النجمة جرس المباراة ليرتبك زيجلر أمام منافسه ويعلن الحكم فوز ألبرتو وكان السبب وراء ما فعلته النجمة هو إعلان زيجلر انفصاله عنها.. لأنها تسببت فى خسارته للمباراة الأولى مع ألبرتو إذ صعدت إلى الحلبة لتنقذ زيجلر من الضربة القاضية على يد ألبرتو فضربته بحزام فوزها فى المباراة التى تغلبت فيها على المصارعة كاتلين.. ولكنها بموقفها ذلك جعلت الحكم ينهى المباراة بفوز ألبرتو ولم تفلح دموعها ولا اعتذارهالزيجلر فى تغيير النهاية الأليمة لعلاقتهما التى انتهت.. وظلت قبلة الوداع هى المشهد الأكثر قوة من المباريات نفسها! إذ حصلت النجمة الشابة بعد ذلك على لقب الأرملة السوداء بسبب النظرة الغاضبة العميقة التى سددتها بغير رام إليه كنمرة شرسة ترفض أن تستسلم للفراق بدون توجيه لكمة قوية وقبلة حملتها كل ما استطاعت من شغف وشوق وكبرياء.. أما زيجلر الذى خسر مباراتيه أمام منافسه ألبرتو بسبب المصارعة الحسناء فقد أتم جملة خساراته بعد أن ضحى بحب صاخب وعنيف من النجمة الشابة الأجمل والألطف التى خلبت قلوب المعجبين بشراستها كنمرة لم يستطع أحد ترويضها، فأصبحت النمرة التى لم تعرفها حتى مسرحيات شكسبير وكما يخطف زيجلر الأضواء وقلب حبيبتك استطاعت النجمة الحسناء أن تخطف أنظار المعجبين وعدسات التصوير وليقول لسان حالها مإقاله نزار قبانى يوما: «شكرا لساعات التهور/ والتحدى / واقتطاف المستحيل / شكرا على سنوات حبك كلها / بخريفها وشتائها / وبغيمها وبصحوها / وتناقضات سمائها / شكرا على زمن البكاء / ومواسم السهر الطويل / شكرا على الحزن الجميل».

لقد توجت المباريات بفوز راندى أورتن المصارع صاحب لقب (الأفعى السامة) بحقيبة مال وفوز سانداو بحقيبة مال ولكننا شهدنا الدراما الأقوى فى ساحات المصارعة الحرة فرأينا غدر الأصدقاء وقسوة الحب عندما يتحول إلى قصة غرام وانتقام.

ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد العالمى للمصارعة هو من أكبر المؤسسات التى تقوم بتنظيم مباريات مصارعة المحترفين فى العالم وتقع المقرات الرئيسية له فى مدينة ستامفورد الواقعة بولاية كونيتيكت الأمريكية كما أن له فروعا فى لوس أنجلوس ونيويورك.