عندما يضيع الهدف والمعنى، تختلط الأوراق ونفقد البوصلة وعندما تغيب المعايير الحاكمة للأشياء ويصبح الاختيار بناء على الاجتهاد الشخصى والمجاملات فهذا هو بداية الانهيار وللأسف وصلت هذه الآفة إلى أعلى قمة فى الجامعة وهى مجلس الأمناء المنوط به رسم السياسات والخطط الاستراتيجية للجامعة حيث أصدر ممدوح الولى رئيس مجلس إدارة الأهرام مؤخراً قراراَ باعادة تشكيل مجلس أمناء جامعة الأهرام الكندية الذى يرأسه وهو ما أثار علامات استفهام وتعجب كثيرة. ليس بالطبع تشكيكاً فى قيمة ومكانة الأسماء المختارة للمجلس ولكن لكونه اختياراً للشخص المناسب فى المكان غير المناسب. قانون الجامعات الخاصة وهو القانون 101 لسنة 2991 وكذلك القرار الجمهورى المنشئ لهذه الجامعة كلاهما ينص على أن أعضاء مجلس الأمناء لابد أن يكونوا من الشخصيات العلمية المرموقة فى الداخل والخارج ومن الشخصيات العامة فى المجتمع وهو ما كان عليه الحال، حيث كان من بين أعضائه مثلا السفير نبيل فهمى والدكتورة منى البرادعى والدكتور عوض تاج الدين ووزير خارجية كندا ود.محمد غنيم طبيب الكلى العالمى وآخرين من شخصيات وقامات فى مكانها المناسب، لكن أن نفاجأ بتشكيل الولى الجديد بقائمة مجلس أمناء معظمهم صحفيون فى الأهرام وشخصيات أخرى غير عامة ولا معروفة فهذا هو العجب العجاب وهو مادفع أحد المختارين فى هذا التشكيل بدلا من أن يفرح بالاختيار إذا به يقدم اعتذاراً مكتوباً ومسبباً للولى وهو الزميل علاء ثابت عضو مجلس النقابة والذى أكد فى اعتذاره عدم قانونية ولائحية ما تم فى هذا التشكيل. والسؤال متى تنجو الجامعات من المجاملات والشبهات.