الارتباك والأحكام المتسرعة الهوائية غير القائمة على أسس علمية أومنهج علمى ومعلومات أصبحت سمة عامة فى إدارة شئون مجتمعنا على اختلاف الأصعدة.. فى الآونة الأخيرة كنت أراقب حالة الارتباك والتخبط التى أديرت بها أزمة العمل عبر الإنترنت والذى أطلق عليه البعض التسويق الهرمى ( وهو مسمى خاطئ لا أساس له من الصحة) والبعض خلط بين النصب عبر الإنترنت وأطلق عليه التسويق الشبكى وهو أيضا (وصف خاطئ وكارثى)!! هما خياران فقط : إما نظام هرمى، وهو محرم ومجرم دولياً، الخيار الثانى وهو التسويق الشبكى الحقيقى الذى يمثل ثورة اقتصادية واجتماعية حول العالم منذ أكثرمن ستين عاماً.وهذا هو ما أريد تسليط الضوء عليه لكى يفهم الناس جيداً.
عندما نتحدث عن التسويق الشبكى، فنحن لا نتحدث عن خيال علمى ولا عن ظواهر استثنائية، بل نتحدث عن صناعة يعودتاريخها إلى عام 1959 من خلال شركة أمريكية يطلق عليها '' أم شركات التسويق الشبكى، وهى شركة Amway أو The American way عملت حصرياً فى تسويق المنظفات المنزلية.
نتحدث عن صناعة عالمية يعمل بها ما يزيد على 91 مليون شخص حول العالم، وتضخ أموالاً تصل إلى 153مليار دولار حول العالم من خلال آلاف الشركات المنتشرة فى دول العالم.
لذلك عندما نتحدث عن ظاهرة اجتماعية واقتصادية دون تحديد مفاهيم واضحة ودقيقة عنها فهذا يؤثر ويضر ببشر كثيرين فى فهم المعايير الواجب معرفتها وفهمها لمساعدتهم فى التفريق بين أعمال النصب الواضحة التى يقعون فخاً وضحية لها، وبين صناعة اسمها التسويق الشبكى، تلك الصناعة التى غيرت وطورت فى اقتصاديات بعض دول العالم وعلى رأسها ماليزيا التى نتغنى نحن باقتصادها ونهضتها وانتعاشها الاقتصادى، تلك الدولة الإسلامية الرائدة التى يوجد بها وحدها أكثر من 800 شركةللتسويق الشبكى والتى كانت أحد أهم أسباب نهضة تلك الصناعة فى ماليزيا ، فقط لأنهم انتبهوا للجديد وقرروا التطوير.
ولهذا لا عجب من أن الشركة الرائدة والأقوى فى ماليزيا والأكثر نموا وأرباحاً من شركات التسويق الشبكى والتى تأسست منذ 15 عاماً، هى نفسها الشركة الأهم والأكبر فى مصر والتى يعمل معها أعداد هائلة من المصريين من مختلف المهن والقطاعات منذ أربعة أعوام وحققوا من خلالها نجاحات عظيمة.
الكارثة - وأقولها بمنتهى الأسى - أن تخرج علينا بعض البرامج التليفزيونية وتساهم بشكل - قد يكون بافتراض حسن النية - ونجد إعلاميين يخلطون المفاهيم ويسيئون اختيار المصطلحات العلمية، ويخلطون الحابل بالنابل، مما يؤثر سلباً على قطاعات كثيرة - أولها هى حرمان المصريين من الفهم الحقيقى الذى يضمن لهم سلامتهم وأمنهم أثناء اختيارهم للشركة التى يعملون ويتعاملون معها فيما يسمى بصناعة وبيزنس القرن الحادى والعشرين الخاص بالتسويق الشبكى كما وصفه خبراء البيزنس والثروة والاقتصاد والمحللون الماليون فى العالم.
ففى الفترة الأخيرة بذلت إدارة مباحث الأموال العامة مجهودات تحسب لها باقتدار فى حسم وإعلان بعض شركات الوهم التى استغلت نجاح شركات التسويق الشبكى وأوهمت عملاءها بأنها تنتمى لنفس فلسفة العمل، والحقيقة أنه قد تم كشف الستار عن وهم وتلاعب تلك الشركات التى تعمل بما يسمى بالنظام الهرمى أو المخطط الهرمى، وهو نظام محرم ومجرم دولياً، لأن صفة التجارة تنتفى فى ذلك النظام، حيث إنه لا توجد منتجات ولا خدمات ( حصرية ) تقدمها تلك الشركات، بل هى قائمة أساساً على فكرة : ( أدفع فلوس، وجيب ناس تدفع فلوس بلا مقابل، تأخد عمولة !!! ) عمل بدون أى هدف أو تقديم خدمة متميزة لهم أو تقديم منتج مميز وحصرىً لهم، فصفة التسويق غير موجودة أساساً فى تلك الأنظمة الهرمية، وفكرة التجارة الإلكترونية غير موجودة أيضاً، وفكرة العقود المثبتة غير موجودة، وأنه لا توجد فى تلك الأنظمة الهرمية ما يثبت مصداقية عملها.
ولأننا اعتدنا - وبكل أسف فى مجتمعاتنا - الاستسهال وعدم البحث والتدقيق - جاء الخلط بين شركات لها كيان عالمى واقتصادى، قد تساهم فى تغيير خريطة صناعة التسويق الشبكى فى العالم وأيضاً تساهم فى تقديم حلول اقتصادية ومجتمعية وتنموية لمصر فى ظل هذه الأزمة الاقتصادية، وبين معالجة الأمور بمنطق الاستسهال والتعميم الذى قد يضر بالكثيرين.
أكتب عن صناعة التسويق الشبكى لا من وجهة النظر الصحفية فحسب، ولكن أكتب أيضاً من خلال فهمى ودراستى وعملى بواحدة من أهم شركات التسويق الشبكى فى العالم، ورصد واقع العمل بها ومشاهدتى عن قرب وتواجدى فى موطن تلك الشركة فى ماليزيا، وحضور مؤتمراتهم العالمية، وحضور دورات تدريبية متخصصة فى مجال تلك الصناعة من خبراء التسويق الشبكى فى العالم.
وهذه أمانة أخرى أسميها أمانة المعرفة والفهم، وهذه شهادة شاهدة من أهل تلك الصناعة. من المعروف أنه دائماً وأبداً - فى وقت الأزمات الاقتصادية العالمية - يحدث أحد الأمرين، إما أن يبحث المواطنون عن فرص بديلة وخطط مالية بديلة، وهناك البعض ممن يستغل تلك الأزمة للنصب على الناس المتطلعين إلى أى تأمين مالى، فى وقت لا يجدون فيه عملاً، أو وظائف عمل إضافية.
وهذا ما شهده العالم أجمع، ولهذا أيضاَ وجبت التفرقة بين الفرص البديلة التى تحقق دعماً اقتصادياً للبلاد، وبين النصابين الذين يتاجرون بالأزمة، والفرق بينهما عظيم، لهذا وجبت توعية المواطنين قبل الانسياق والتمادى فى التورط فى الشركات الوهمية التى تعمل بالمخطط الهرمى السابق ذكره الذى لا يعتمد على أى نوع من القيمة المضافة للمجتمع أو للسوق، سواء من حيث الانتفاع بمنتج له قيمة أو أن المشترك سيعمل عملاً ينهض به إنسانياً واجتماعياً، ذلك النظام الهرمى القائم على فكرة الاستسهال أو بلغة السوق «شراء الهواء » حيث لا توجد تجارة أساساً، ويستغل مروجو هذا النظام أن المشترك سيجنى مالاً كثيراً وهو فى بيته بدون أدنى مجهود، وهى فكرة ساذجة وخادعة، وأتعجب لكل من يصدقها، فالأموال والثروات لا تصنع بالفهلوة أو الاستسهال.
أما النوع الثانى والذى يعنينى ويهمنى أن يدركه الناس جيداً فهو بيزنس وصناعة التسويق الشبكى، ذلك العلم الذى يدرس فى بعض جامعات أمريكا، ولمقارنة الوضع فى مصر، نجد أن هذا ما فعله الكثيرون من مختلف الطبقات والاتجاهات والثقافات.. كل ما فعلوه هو اختيار الفرصة البديلة الموازية، فبدلاً من أن يعلنوا إحباطاتهم واحتجاجاتهم ورفضهم، اختاروا أن يعملوا بخطة عمل ودراسة جدوى أكد عليها خبراء البيزنس والاقتصاد فى العالم أنها من أذكى وأقوى خطة عمل تؤسس لكيان اقتصادى ثابت ومستقر، وهو ما لجأ إليه الكثيرون فى مصر باختيار ذلك النوع من الشركات التى تمكن المصريين من «فتح بيوتهم وستر معيشتهم» بها خلال العامين الماضيين - تحديداً بعد الثورة، وبعد انقلاب أحوال سوق العمل رأساً على عقب، وبعد الأوضاع السياسية التى تسببت فى انهيار قطاع السياحة كمثال.
دعونا نتفق أن هناك آلاف الشركات التى تنتمى إلى التسويق الشبكى فى العالم على اختلاف قوتها ونموها وكفاءتها، وهناك الكثير من تلك الشركات فى مصر، تسوق ما تسوقه، وعندما تختار العمل بأى من تلك الشركات عليك أن تختار وفق معايير أساسية تضمن لك صحة قرارك.
أولاً : لا بد من التأكد من سمعة وكيان الشركة ومدى استقرارها... فاستقرار شركات التسويق الشبكى وفق تفسير الخبراء هو أن يكون تجاوز عمر الشركة أربعة أعوام على الأقل.
ثانيا: أن يكون لهذه الشركة منتجات وخدمات حقيقية وحصرية خاصة بها تقوم بتسويقها، وتهتم بتطويرها.
ثالثاُ : أن تكون الشركة لها مقر رئيسى فى إحدى دول العالم،وليس بالضرورة أن يكون لها فى كل بلد مقر، ولكن على الأقل يكون لها تواجد ملموس ومعلن ومشهر عنه.
رابعاً : قياس عدد المشتركين من قبل فى هذه الشركة.
خامساً : شراكات الشركة مع المؤسسات الدولية الهامة أومع الأفراد ذوى الحيثية الاقتصادية المعروفة.
سادساً : هل التعامل المالى لهذه الشركة يعتمد على الاستقلالية التامة والخصوصية وهذا هو أحد أهم معايير الشركة الصحيحة، أن يكون لديك ذمتك المالية والربحية المستقلة بينك وبين الشركة لا بينك وبين أفراد، أم أن هناك تحكما من قبل شركاء آخرين اشتركوا من قبلك فى الشركة، مما يجعل لهم الحق وحدهم فى دفع العمولات أو المستحقات المالية لك. بمعنى أدق هل تتقاضى ربحك وعمولتك من خلال أفراد أم من خلال التعامل مع الشركة بحساب مالى يخصك، وهل لدى الشركة تعاملات مع مؤسسات مالية وبنكية معلنة أم لا ؟
سابعاً : لحسم ذلك الأمر...هناك منظمات عالمية تسمى بمنظمات البيع المباشر أو irect Selling Association (DSA)ٔالتى تاسست عام 1968 مما يؤكد على أن التسويق الشبكى ليس وليد الأعوام القليلة الماضية، بالإضافة إلى عضوية الشركة المختارة فى الاتحاد الدولى الفيدرالى للبيع المباشر أو للتسويق الشبكى (World Federal of Direct Selling Association (WFDSA وتلك المنظمات العالمية هى التى تضم تحت مظلتها كل الشركات التى لهاحماية قانونية وسمعة تسمح لها بالانضمام لتلك المنظمات، ودور هذه المنظمات الدولية هو حماية الشركة وضمان الحماية لمن يعمل مع هذه الشركة وضمان جودة ما تسوقه الشركة أيضاً، وبناء عليه فإنك أيها المواطن، إذا أردت أن تجنى مالاً، عليك أن تتحقق من الكيان الذى تعمل معه. وقبل أن تشترك مع أى شركة تدعى العمل بالتسويق الشبكى عليك أن تتأكد من تبعيتها لتلك المنظمات العالمية.
ثامناً : إذا أردت أن تتأكد من أن شركة التسويق الشبكى التى ستعمل معها محترمة وذات سمعة طيبة..عليك أن تسأل عما تقدمه هذا الشركة من تدريبات وتنمية مهارات وصقل خبرتهم فيما يتعلق بتطوير ذواتهم تدريبهم على اسس تلك الصناعة، وذلك من خلال اجتماعات دورية، تعلم مستمر، مؤتمرات، وهذا يضمن لك مبدأ الجدية وكذلك يثبت مبدأ العلانية والشفافية للشركة.
تاسعاً : عليك أن تعرف ما هى فلسفة الشركة وما هو دورها الاجتماعى الموازى، فكثير من الشركات القوية لابد وأن يكون لها تواجد فى خدمة المجتمع، وهو ما نجده حتى فى المؤسسات الاقتصادية الكبيرة لأغلب رجال الأعمال المحترمين، فمثلاً، ساويرس من أكثر النماذج البارزة فى العمل الاجتماعى والثقافى والتنموى فى مصر، نجد أن رجل الأعمال بيل جيتس متبرع بأكثر من نصف ثروته للأعمال الخيرية والاجتماعية، وما تبقى من ثروته يكفى لجيلين من أولاده وأحفاده. وعلى سبيل المثال أيضاً، فإن أكبر شركة تسويق شبكى فى العالم وهى أقوى شركة ماليزية فى آسيا والتى يمثلها فريق كبير من المصريين، شاركت فى دعم مستشفى سرطان الأطفال 57357 وكذلك كان لها دور فى تقديم منح لأحد مراكز تأهيل ذوى الإعاقات الذهنية وتخصيص جزء من أرباحها لمنظمتها الخيرية التابعة لها التى تساهم بها فى مشروعات تنموية وخيرية فى دول العالم الثالث والدول الفقيرة وأثناء الكوارث الطبيعية.
التسويق الشبكى هو عمل أو بيزنس القرن الحادى والعشرين، قائم على فكرة العمل الجماعى الحقيقى، الذى يصنع الترابط بين الناس، ويساهم فى توفير خطط بديلة وفرص عمل للكثيرين، عمل يساهم فى رفع مستوى وجودة البشر، وإذا أردت أن تفهم أيها القارىء : كيف تتقدم الدول وترتقى، عليك أن تسأل خبراء الاقتصاد والاجتماع والمفكرين : الذين اتفقوا جميعهم على أن الارتقاء والنهضة، لا يتحققبأن يكون بلدك أكبر دولة مصدرة، ولكن يتحقق بالعنصر البشرى، أى الموارد البشرية، أى الارتقاء بالذات.
التسويق الشبكى إذا مورس من خلال شركاته الجادة فقط.. لن يصنع بشراً يملكون أموالاً وثروة فحسب، بل سيصنع بشرا بمواصفات إنسانية ومهارات قيادية ونفسية سوية ويستحقون الثراء. هل نكره أن يكون شبابنا وأبناء هذا الوطن به الكثيرمن النماذج الناجحة الفعالة والتى تدر خيراً للبلاد ؟
هل نكره أن يكون جزءا أساسيا من تفكيرنا وإنجازنا فى الحياة قائم على التفكير الإيجابى، والعمل بروح الفريق والوحدة ومساعدة الذات ومساعدة الآخرين فى الارتقاء بالذات ؟
هل نكره أن نترك فى مصر ساحة للتنفس والانتعاش من خلال بشر يركزون فى التعلم والعمل ؟
هل نكره أن نكون مثل ماليزيا التى نتباهى بنهضتها الاقتصادية والبشرية ونستفيد من تجربتها فى ذلك المجال؟
هل نكره أن ندل الناس على خير، قد يكون سبباً فى تغيير حياتهم، فقط لو قرروا أن يتخلوا عن الكسل والجهل بالمعلومات، السؤال : هل تكره الحكومة والدولة أن يخفف العبء من على عاتقها، والتى أثبتت أنها غير قادرة على حمله ولن تقدر!!
هل تنتبه الدولة بوعى إلى التسويق الشبكى؟!
عفواً..عندما نتحدث عن أرزاق بشر، عن نجاحات بشر، عن فرص اقتصادية قد تفتح على مصر خيرا كثيرا.
وعن الواقع الاقتصادى وحقيقة ما صنعته أهم شركات التسويق الشبكى الجادة فى مصر فى السنوات القليلة الماضية وكيف رفعت كفاءات البشر الذاتية وساهمت فى جودة شخصياتهم وجودة حياتهم وحياة من حولهم .... سنرصد ذلك فى العدد القادم.
ماذا قالوا عن التسويق الشبكى؟
∎الرئيس الأمريكى بيل كلينتون : ''شكراً لأنكم بعملكم فى التسويق الشبكى ساعدتم فى تقوية بلدنا ودعم اقتصاده، وذلك ليس من خلال سعيكم للنجاح فى مشروعكم الخاص، ولكن بمساهمتكم فى توفير فرص عمل حقيقية للآخرين ''.
∎روبرت كيوساكى : أحد أهم خبراء البيزنس والثروة فى العالم ومؤلف كتاب « بيزنس القرن الحادى والعشرين » متحدثاً عن ثورة التسويق الشبكى :
«التسويق الشبكى يمنح الناس فرصة عمل بأقل المخاطرة وبأقل التزام مالى، ولكن سيمكنهم من الحصول على دخل مالى كبير وكسب ثروة تترك للأجيال».
∎الدكتور شارلوت فيليب أستاذة اقتصاد بجامعة تمبل، فى تصريح لها على قناة CNN عام 2010 قالت عن التسويق الشبكى :
« هذا هو الوقت والمكان المناسب لتبدأ عملك فى التسويق الشبكى، وإذا مارسته بشكل صحيح، ستكون أحد قادة الاقتصاد والبيزنس فى العالم.»
∎برايان ترايسى : خبير التنمية البشرية العالمى:
« مستقبل التسويق الشبكى فى العالم بلاحدود، ولن يسعنا معرفة مداه، أفضل الناس هم من سيجيدون هذا العمل، وسيكونون سبباً فى انتشاره وتوسعه،لأنه من الأعمال والمشروعات الأكثر احتراماً فى العالم كله.
∎دونالدترامب : رجل الأعمال وثالث أغنى أغنياء العالم:
التسويق الشبكى أثبت نفسه بنفسه، فهو بيزنس يعيش «قابل للحياة»، ويعد مكافأة ومصدراً للدخل الوفير، وهناك علامات ونماذج مميزة من البشر ثبت نجاحهم ونجاح هذا العمل.