ينتظر الدكتور محمد رجب مستشار وزير التربية والتعليم لتطوير المناهج، قرارا من رئيس مجلس الوزراء ليكون مسئولا عن إدارة المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى رسميا، خلفا للدكتور محمود عوض الله.. ويتابع الدكتور رجب فى نفس الوقت إدارة مركز تطوير المناهج، لكنه يرى أن تكليفه بإدارة مركز الامتحانات، تشريف بالقيام بمهمة قومية، لا يمكن أن يتراجع عن القيام بها.هذه المهام كلها أثارت الكثير من الأقاويل حول الأسباب التى يمكن أن تكون وراء اختياره لمتابعة كل هذه الملفات، خاصة مع انطلاق مسابقة تأليف مناهج المرحلة الثانوية، التى ينبغى أن تكون بين أيدى الطلاب فى بداية العام الدراسى المقبل.السطور التالية يمكن أن تكشف الكثير.. عن هذه الأسباب وعن رؤية د.رجب لتطوير المناهج. فى البداية يقول د.رجب إنه يتابع العمل منذ شهر تقريبا فى مركز تطوير المناهج، من قبل أن يطلب مديره السابق د.صلاح عرفة إعفاءه من منصبه، والعودة إلى عمله فى الجامعة، موضحا أن متابعته للعمل تأتى من كونه مستشارا للوزير لتطوير المناهج.
∎ مهمة قومية وخلال متابعة د.رجب لخطة عمل مركز الامتحانات بالمقطم، وتبادل الأفكار حولها مع أساتذته، والتحديات التى تواجه تطبيقها، قال: «إذا شرفنى رئيس الوزراء بإدارة المركز سأكون فى مهمة قومية، لأن إدارة هذا المجلس تأتى بقرار جمهورى، فهو مركز له استقلاليته، وليس مثل مركز تطوير المناهج، الذى لا يعدو كونه وحدة من وحدات وزارة التربية والتعليم». وأضاف: إذا رأى الوزير بعد أن أتولى إدارة مركز الامتحانات أن أشرف أيضا على مركز تطوير المناهج فلن أمانع، لأن العمل فيه استشارى، ولا تعارض بين العملين.
ونفى رجب تقدم رئيس مركز الامتحانات السابق د.محمود عوض الله باستقالته قبل أيام، وقال إنه طلب من الوزير أن يكتفى بهذا القدر لانتدابه للعمل فى المركز وأن يعود إلى عمله فى الجامعة، وكذلك طلب د.صلاح عرفة مدير مركز تطوير المناهج إعفاءه من العمل بالمركز، ليعود إلى عمله بالجامعة. وأضاف: اختيارى للمنصب كما أراه لخبرتى لمدة 01 سنوات كأستاذ للمناهج وطرق التدريس، ومساهمتى فى اعتماد جامعة الإمارات العربية للحصول على الجودة، ومؤلفاتى التى تبلغ 21 كتابا، و05 بحثا تربويا.
∎ تطوير المناهج يرى د.رجب أنه لابد من مراجعة المناهج الدراسية، وتحديثها باستمرار، لأن عالم التربية متغير، ولابد أن تستجيب المناهج لمتغيراته، وأى إصلاح للمناهج يصب فى إصلاح باقى منظومة التعليم.
أولى هذه الخطوات كما يرى د.رجب اتخذتها الوزارة هذا العام ، من خلال وضع إطار للمنهج، ووثيقة لمحتواه وتنفيذه وتقويمه، فى كل المراحل الدراسية، لتراعى تتابع المادة العلمية بين سنوات الدراسة، وبين المواد المختلفة داخل السنة الواحدة. وخلال ديسمبر الماضى نظمت الوزارة لقاءات مع الشركاء فى صناعة الكتاب المدرسى من قيادات الوزارة، وخبراء المناهج والناشرين وأصحاب المطابع ومستشارى المواد والمعلمين وأولياء الأمور وممثلين عن الطلاب لتبادل الأفكار، لأخذها فى الاعتبار عند وضع وطباعة الكتب الجديدة.
المناهج الجديدة ، كما يؤكد د.رجب، ستتضمن ما يجب أن يعرفه الطالب، ويفهمه، ويطبقه، ويستخدمه من معارف هذه المادة ومفاهيمها ومهاراتها فى كل صف دراسى، بحيث نضمن التتابع والتكامل والتدرج السليم، وأن يصل المتعلم إلى نهاية المرحلة، وقد اكتسب ما يعد متطلباً للمرحلة التالية وضمانا للنجاح فيها. وتشمل وثيقة المادة الدراسية التى ستؤلف الكتب الجديدة على أساسها، المحتوى الدراسى، والخطة الزمنية لتدريسه، وما يمكن أن يستعين به المعلم عند التنفيذ من طرق وأساليب تدريس، ومن وسائط ومصادر تقليدية وتكنولوجية، وما يجب أن يوجه المتعلمون إليه من أنشطة للتعليم والتعلم، هذا بالإضافة إلى أساليب التقويم الحديثة، التى تعتمد على أداء الطالب لمعلومة بعينها، وليس الامتحان فقط.
∎ مناهج الثانوية الجديدة مع بداية تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة، فى العام الدراسى القادم، سيكون بين أيدى طلاب الصف الأول الثانوى مناهج جديدة أخيرا، بعد أن ظلت هذه المناهج بعيدة عن يد التطوير منذ ما يقرب من 02 سنة. المناهج الجديدة، كما يقول د.رجب ستكون أول استخدام للإطار المطور للمنهج المدرسى، وباكورة تطبيق الوثائق القومية الجديدة للمناهج الدراسية عند تأليف كتب الصف الأول من المرحلة الثانوية للعام الدراسى المقبل. الكتب الجديدة ستعتمد على شروط التأليف التى أعلنتها الوزارة، ومنها المواصفات الفنية لتصميم الكتاب وإخراجه، وخريطة للمنهج وخطة تدريسه، وقائمة مقترحة للوحدات الدراسية وموضوعاتها.
كما اشترطت الوزارة هذا العام شروطاً جديدة لضمان تأليف كتب مدرسية متطورة تتخطى عيوب ما سبق، وتحظى برضا المتعلمين والمعلمين، ومنها دمج التكنولوجيا ومهارات التفكير، خاصة العليا، ومهارات الحياة فى المادة التعليمية، وتنويع أساليب التقويم، واستخدام الرسوم. والالتزام بالأمانة العلمية، والقواعد والطرق المبتكرة فى التأليف، وفق الاتجاهات التربوية الحديثة. ومن الأشياء الجديدة التى ستميز كتب هذه المرحلة، كما يشير د.رجب: أن يحتوى كل كتاب على قائمة بشرح الكلمات الجديدة والمصطلحات الأساسية، ونماذج لامتحانات نهائية، وإجابات لبعضها.
وستركز مناهج اللغة العربية فى المرحلة الثانوية على فهم الكلام المسموع ونقده وتذوقه، والتحدث بلغة سليمة وحسن اختيار موضوعات الكلام، والقدرة على التواصل الشفوى فى المواقف الوظيفية، والقراءة الواعية السريعة، وتذوق الأعمال الأدبية، واستخدام القواعد النحوية فى الكتابة، وغيرها. وفى التاريخ سيركز المحتوى على تاريخ مصر وحضارات العالم القديم فى الصف الأول الثانوى، وعلى معالم التاريخ والحضارة الإسلامية فى الصف الثانى الثانوى، وعلى تاريخ العرب الحديث والمعاصر فى الصف الثالث الثانوى. والقضايا المعاصرة للأمة العربية، وثورات الربيع العربى.
وفى التربية الوطنية: ستحظى موضوعات المواطنة والوعى السياسى، وطبيعة العلاقة بين سلطات الدولة، ومؤسسات المجتمع المدنى بأهمية كبرى، إلى جانب العمل التطوعى، وأدوار المرأة، ونماذج من الممارسات الفعلية فى مجال حقوق الإنسان، وأنواع الدساتير، والدستور المصرى، ونظم الحكم، وثورات الشعوب، ودور الشباب فى ثورة 52 يناير، والسلام العالمى.