هذا هو العنوان الذى يمكن أن نطلقه على حوارى مع د.عبدالرحمن البر عضو مكتب الإرشاد والمشرف على قسم نشر الدعوة وقسم البر والخدمة بجماعة الإخوان المسلمين، حيث تحدث إلينا فى هدوء سرعان ما يتحول إلى هجوم لاذع عند أى مناقشة، وكأن طبيعته لا تسمح لمحدثه سوى أن يسمع منه فقط دون أن يعارض، وإذا عارضته عليك أن تتحمل النتيجة إما الإنكار أو الاستهزاء.وكانت الدهشة الأولى عندما سألته عن الفرق بين عهد سيدنا عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- وعهد الرئيس مرسى، فقد كان الأول ينام أسفل شجرة، بينما الرئيس حريص على تعلية أسوار قصره، فأجابنى فى سخرية صادمة أن مرسى تحمل ما لم يتحمله عمر رضى الله عنه، فلم يكن فى عهده من يحمل له المولوتوف، فشعرت وقتها أننى أحاور حقًا مفتى جماعة الإخوان، وليس مجرد رجل دين.وتوالت الدهشة والمفارقة عندما أعلن لى عن عدم رضائه عن المشهد الحالى لسبب وحيد ليس فيه سوء إدارة وإنما لمشهد المعتصمين غير اللائق.
وإلى نص الحوار:
∎ كيف ترى المشهد السياسى الآن؟
- أرى أن المشهد السياسى هناك من يريد إرباكه بشكل كبير، وهناك من يجتهد فى ترتيبه بالشكل الذى يعين مصر على الخروج من الأزمة، وأعتقد أن الجهود المبذولة فى سبيل الإصلاح ستنتصر فى النهاية وستكون لها الغلبة لأن طبيعة الشعب المصرى والحالة المصرية دائما ما تميل إلى السلم وليس إلى الارتباك، وبالتالى فالمشهد السياسى الآن فى طريقه إلى الانضباط.
∎ من وجهة نظرك.. من المسئول عن هذه الفوضى وإرباك المشهد السياسى؟
- الفوضى مسئول عنها العمل السياسى غير المحترف والذى يمارسه بعض السياسيين الذين يتعاملون مع السياسة بانتهازية للحصول على مكاسب حزبية أو شخصية، والسياسة ليست كذلك إنما نظرة لمصلحة الوطن فى المقام الأول، وقد نختلف فكريا لكن لا نوظف أية أحداث غير مقبولة لصالح العمل السياسى بمعنى لا نتعاطف مع العنف أو نعطيه أى غطاء ،سواء مباشر أو غير مباشر، وبالتالى فالسياسيون الذين لا يلتزمون بالحرفية فى العمل السياسى يتصورون أن إسقاط النظام أو تغييره مسألة يمكن أن تتم بمجرد استغلال بعض الأحداث غير المقبولة، الأمر الثانى هناك من يقرأ المشهد السياسى قراءة غير صحيحة فيتصور مثلا أن الثورات قابلة للاستنساخ، وهذا لا يحدث وإنما تقوم الثورات نتيجة تراكمات فى نفوس الشعب، ولذلك لايكون هناك تنبؤ بمواعيدها أو بما يحدث فيها وإنما تنبؤ بحدوثها كما جرى فى ثورة يناير، فالبعض تصور أن بإمكانه أن يعيد مشهد 52 يناير وهذا سبب من أسباب الارتباك وسوء التقدير السياسى لبعض السياسيين، وإن كان البعض منهم قد أنفق أموالا كثيرة على أمل إعادة المشهد، وهذا أيضا سوء تقدير لأن الثورات لا تشترى ولا تباع ولا يمكن استنساخها ولاإنتاجها بالأموال لأنها تعبر عن إرادة الشعوب بعد إحساسها بالقهر والظلم الذى يدفعها إلى الحركة الذاتية وليس المدفوعة بدوافع أخرى.
∎ وماذا يريد مثيرو الفوضى، إسقاط الرئيس أم المشروع الإسلامى؟
- هم بالطبع يريدون إفشال المشروع الإسلامى حتى لو ترتب على ذلك سقوط البلد وبعضهم قال هذا صراحة لذلك فهم لا يمارسون السياسة باحتراف.
∎ ولكنهم هم من يرون أنكم تمارسون السياسة كهواة وليس محترفين؟
- الواقع هو الذى يشهد من المحترف ومن الهاوى.. فالإخوان المسلمون حين ينزلون فى مظاهرات - كنوع من التعبير السياسى - ينظفون المكان قبل خروجهم دون وقوع أى حادثة فيها إساءة لمنشأة أو أفراد بما فيها من أحداث التحرش، بينما إخواننا فى جبهة الإنقاذ فى كل المظاهرات التى نزلوا فيها لا تخلو من مشكلة فى التحرش والعنف وإغلاق المصالح الحكومية وقطع الطرق، فمن الذى يمارس سياسة هنا الذى يمارسها بأصولها بشكل قانونى وإنسانى أم الذى يمارسها بلا معرفة أو وعى.
∎ ولكن الكثيرين تنبأوا بثورة قادمة على الإخوان المسلمين؟
- هذا من جملة التخيلات غير الصحيحة، فما معنى الثورة على جماعة الإخوان المسلمين وما معنى ثورة على فصيل فى المجتمع؟! وما أعرفه هو الثورة على نظام فاسد وعرفنا ذلك وجربناه، أما أن نثور على فصيل فى المجتمع فهذا غير منطقى.
∎ ولكنه فصيل حاكم ومسئول فى المجتمع ومتهم عن بعض الأحداث، فكيف لا يحاكم؟
- حتى ولو كان بعض أعضائه فى الحكومة فلا معنى للثورة عليه، لأنهم جزء من هذا الوطن وموجودون فى الشارع وبقوة كبيرة جدا فى كل أنحاء القطر المصرى وفى كل الاستحقاقات أثبت الشعب أنهم الأقرب إليه من كل التيارات فكيف أتصور الثورة عليه، فالثورة على الإخوان ثورة على الشعب الذى اختاره، وهذا غير مقبول، لذلك فالشعب ينفض حول رافعى هذه الشعارات ولن يجدوا إلا من يدفعون له وإذا ارتكب الإخوان مخالفات قانونية فليحاسبهم القانون.
∎ تحدثت عن غضب الشعوب الذى يتحول إلى ثورة، ألا ترى الآن غضب الشعب الذى صار على وشك الانفجار؟
- على الإطلاق.. فهناك سوء تصرف وسوء استغلال لبعض المواقف، وإلى الآن نحن مثلا فى شك فى قصة المسحول هذا ونتمنى من النيابة أن تقدم لنا الحقيقة، وفى نفس الوقت ظهر هذا الشخص وهو يتكلم على كل الاتجاهات مع وضد الشرطة، وبالتالى فنحن أمام شخص غير طبيعى إلى أن يثبت القضاء الحقيقة.
∎ هل يجوز أن نعتبر حالة القهر والذل هى الدافع وراء إنكاره ما حدث من سحل وتعذيب؟
- هذ كلام لا منطقية فيه لأننا أمام حالة ولأول مرة فى التاريخ المصرى يخرج فيها وزير الداخلية ويعتذر ويخرج رئيس الجمهورية ويطلب التحقيق وهذا لم يكن موجودا من قبل، والأمر الثانى أن هذا الشخص كان وسط أناس يمارسون العنف فهناك شك فى توجهه.
∎ ألم يكونوا من متظاهرى الاتحادية بما لديهم من مطالب؟
- لا.. كانت كل الجهات التى تدعى التظاهر الثورى قد أعلنت انصرافها من 6 إبريل وجبهة الإنقاذ، لذلك فباقى المتواجدين كانوا ممن يمارسون العنف، وأنا لا أسمى ما حدث من هؤلاء ثورة إنما الثورة الحقيقية عندما كنا نسجن من غير حق وعندما كانت الفتيات تجر من شعورهن أمام دار القضاء، وعندما كان يضرب نار على المتظاهرين السلميين وعندما كان يعتدى على الآمنين فى كل مكان.
∎ ألم تر أن أوضاع المواطن التى لم تتحسن تنبئ بمثل تلك الثورات؟
- شىء طبيعى أن بعد الثورات تأخذ الشعوب فرصتها إلى أن تتحسن الأوضاع، ولكن هذا لا ينفى بعض التحسن الذى يتعامى كثيرون عنه،مثل أنه ولأول مرة فى الشتاء لا نحس بأزمة البوتاجاز كذلك أزمة البنزين بالشكل الذى كنا اعتدناه من طوابير.. إضافة إلى وجود حالة انضباط فى الأسواق لدرجة أن وزيراً من الوزراء نزل بنفسه لضبط المخالفين، ولا شك أن التحسن الأكبر أننا لم نعد تحت حكم العسكر.
∎ وهل إزاحة الإخوان للعسكر هى العلامة الفارقة فى حكم الإخوان؟
- نعم هى إحدى العلامات الفارقة.
∎ وماذا عن الأمن هل تلمس وجوده فى الشارع؟
- الأمن باستثناء المناطق التى تحدث فيها البلطجة أعتقد أن الظروف مستقرة إلى حد كبير، وأعتقد أن إحدى نتائج البلطجة السياسية أن يشغل الأمن عن ملاحقة بعض ظواهر البلطجة من خطف وغيرها، وبالتالى أتصور لو أن هذه الجهات السياسية رفعت الغطاء السياسى عن هؤلاء الذين يمارسون العنف، وتم التعامل معهم وفق القانون فلن تكون هناك أزمة بالشكل الحالى وستتحسن الأوضاع، وإن كانت ليست هذه هى الحالة المطلوبة ودون المستوى، ولكن ليس لدرجة أن يخرج علينا إعلامى ويقول إننا صرنا أسوأ من أيام مبارك وأننا محلك سر فهذا غير منطقى، وأنا أقارن ليس بأيام مبارك وإنما بين 81 شهراً كان فيهماً المجلس العسكرى وكان فيهما وزراء من كل الاتجاهات اليسارية والقومية والليبرالية تم فيها صرف 22 مليار دولار من الاحتياطى وهبط من 63 ملياراً إلى 41 دولاراً وفى 8 شهور من حكم الرئيس مرسى لايزال الاحتياطى لدينا فى مكانه وهذا تحسن بالطبع فى نفس الوقت الذى سددنا فيه ديوناً ولأول مرة مصانع تفتح بعد أن كانت تغلق مثل مصانع الإنتاج الحربى التى بدأت العمل ومصنع سامسونج فى بنى سويف.
∎ إذن.. فلماذ الاقتراض من صندوق النقد الدولى طالما الأحوال فى تحسن؟
- أنا أتحدث كراصد وأقول أن نكون عادلين، وأنا لا أعرف قصة القرض الدولى هذا وإنما تسأل فيه الحكومة.
∎ وكيف تراه من الناحية الشرعية؟
- ضعى أمامى كل المعلومات والتى قالت إنه مساعدة أكثر منه قرضاً لأنه يتكلم عن 1,1 ٪ وهذه مصاريف إدارية وقالوا إن العقد نفسه ليس مكتوباً فيه فائدة. ثم تبقى الشروط الأخرى وهى مدى حاجة البلد وإن كان يترتب عليه أى انتقاص لاستقلال البلد فيتم رفضه وكل هذه الأشياء محددة للحكم الشرعى.
∎ هتافات إسقاط الرئيس هل تخيف الإخوان المسلمين؟
- إطلاقا. ولماذا تخيفنا؟! فطبيعى أن أى حزب يسعى لإسقاط الحزب الحاكم إنما الخطأ فى تصور إجماع الشعب على هذا، وهذا خلل فكرى أصلا لأنه معروف أن الرئيس جاء بانتخابات شارك فيها الشعب، وبالتالى التصور بأنه سيسقط بمظاهرة ربما كان هذا مع النظام السابق الذى لا شرعية له لأنه جاء بالتزوير، إنما الطريق إلى إسقاط الرئيس معروف، وهذا دور الأحزاب بأن تقنع الشعب ببرامجها حتى تغير النظام القائم وليس دورها أن تخرج وتقول بإسقاط الرئيس.
∎ وهل ترى أن هذا ضعف منها أن تتوارى خلف هتافات إسقاط الرئيس؟
- لا، فهذا لأنها لا تعرف سياسة أصلا فهى تمارسها بمنطق أريد أن أكون أنا الرئيس.
∎ ولكن هناك أحزاباً سياسية لها تاريخ كحزب الوفد؟
- الوفد بتاريخه العريق لا أعرف ما هو البرنامج الذى قدمه، فنحن عندما كنا فى المعارضة وتحت القهر فى ظل النظام السابق كنا نتواصل مع الشعب من خلال تقديم خدمات مباشرة لهذا الشعب عبر كل القطر، فكنا نقيم المستشفيات والمدارس والقوافل الطبية ومعارض للسلع الغذائية، فما هو الحزب الذى يقوم بهذا الآن مع أن الظروف متاحة له. إلا أن الأحزاب ليس لها دور واقعى للتخفيف عن الناس بدلا من أن تكون محاولتهم فقط استغلال أعباء المواطنين لمحاولة إثارتهم ضد النظام وأقول لهم إن أى حزب يريد أن يحقق مكاسب سياسية حقيقية فالسبيل الوحيد العمل الناجح حتى يميل الشعب إليه.
∎ معنى ذلك أن القاعدة الشعبية للإخوان لم تتأثر بالأحداث الأخيرة التى شهدت غضباً شعبيا؟
- أعتقد أن هذا ستجيب عنه صناديق الانتخاب وإن كان الإعلام دائما يبشرنا بأن شعبية الإخوان فى انخفاض فلم نسمع مرة أن هناك جهة إعلامية قالت إن شعبية الإخوان فى صعود.
∎ وهل تؤكد أنت ذلك؟
- بكل تأكيد فقد أشاعوا هذا سابقا قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية والدستور وغدا أيضا سيقولون ذلك، إلا أن الشعبية لا تقاس بالانطباع ولا تقاس بكثرة البرامج، فهناك 29٪ من البرامج الفضائية ضد الإخوان و8٪ فقط ليست ضدهم، فإذا تصوروا أن هذه الهجمة الإعلامية الشرسة ستنتقص من شعبية الإخوان فهم مخطئون، لأن الذى يقرر ذلك هو الاختبار العملى فى الانتخابات والتى ندعوهم إليها، وأنا واثق من أن الشعب واع وإذا اختارنا فسنعده بتقديم رسالتنا التى وعدناه بها وإذا لم يخترنا فسنحترم الناتج ونستمر فى أداء دورنا المقتنعين به وسنحاول معه بالإقناع مرة أخرى.
∎ كيف تصف جبهة الإنقاذ الوطنى؟
- مجموعة من الأحزاب التقت على بعض المصالح المشتركة، وأنا لا أتصور أن بينها مشتركات حقيقية فمنهم من يريد الرئاسة ومنهم الوطنى المخلص، لكن هناك من يسعى إلى إقامة معارضة قوية لإسقاط النظام وهذا لا بأس به إنما يكون على مشتركات حقيقية. كما أننى لا أفهم معنى «جبهة إنقاذ» إنقاذ مَن من؟! فأنا لم أجد فى أى مكان معنى إنقاذ الوطن ممن انتخبه.
∎ ولكنهم ندموا على اختيارهم، فلم يكونوا مدركين لحقيقة ما ستصل إليه البلاد؟
- وماذا صارت إليه البلاد؟ هل فتحت المعتقلات؟ هل أقصى الموظفون التابعون للأحزاب الأخرى من وظائفهم؟ هل صارت الوزارة كلها من الإخوان؟ وهل صارت معظم المناصب الإدارية من نصيب الإخوان.
∎ لكن هذا لا ينفى إسناد مناصب قيادية بالفعل للإخوان؟
- بالطبع فهم مواطنون مصريون إلا إن كانوا يريدوا إقصاءً للإخوان أيضا والواقع يقول إن هناك 6 وزراء من واقع 53 إخوانا وهناك 7 محافظين من 72 محافظاً ولا يوجد مدير أمن أو رئيس مباحث من الإخوان.
∎ وهل هذا جار إعداده فى المرحلة المقبلة؟
- وما المانع!! فهل الانتماء السياسى يمنع أن يوضع الكفء فى مكانه سواء كان إخوانيا أو غيره فهذا غير مقبول تماما لأن المناصب العامة لا تكون وفق الانتماء السياسى.
∎ أنت ترفض كلمة أخونة رغم أنها كانت ضمن المبادئ المقررة فى مبادرة النور وجبهة الإنقاذ؟
- لا يوجد مبدأ أخونة فهم يرفضون شيئا غير موجود، ويفترضون شيئا ثم يهاجمونه هذا كان سبب فشل كثير من السياسيين.
∎ وما معنى الأخونة من وجهة نظرك؟
- إما أن يكون المقصود منها أخونة الدولة بالأخلاق التى يتمتع بها الإخوان والتى تعلموها من الإسلام تكون هى الأخلاق السائدة، وهذا ما نجاهد فيه ليل نهار بأن يكون الناس على هذا المستوى الراقى من الأخلاق. أما الأخونة بأن الإخوان هم الذين يتولون المناصب فهذا غير موجود وترديد ذلك ابتزاز غير مقبول. فنحن تعرضنا للإقصاء فى النظام السابق بدعوى الحظر والآن نتعرض لذات الإقصاء بالابتزاز.
∎ لكن فى فيديو للشيخ ياسر برهامى قال فيه إنه إذا تمكن الإخوان ستقضى على الدعوة السلفية.. فما تعليقك؟
- أنا لا أعتقد بقول الشيخ برهامى لذلك لأنه يعلم أن المشترك بين الإخوان والسلفيين كبير جدا وأنهم فى النهاية أصحاب مشروع إسلامى واحد.
∎ فى ذكرى الإمام حسن البنا أين إخوان اليوم من أخلاق ومبادئ الإمام الراحل؟
- لم يتغير شىء فالبشر هم البشر والمنهج هو المنهج.
∎ ولكن بعض المنشقين عن الجماعة فسروا خروجهم منها لانحراف الجماعة عن مسارها الدعوى؟
- غير صحيح على الإطلاق، فأكثر من تحدث عن السياسة وتكلم عن أن السياسة بأنها جزء من الإسلام وأن الحرية فريضة من فرائضه هو الشيخ حسن البنا وأدعو من يقول غير ذلك أن يقرأ رسائل الإمام حسن البنا ولهم الحق فى وجهة نظرهم وإن كان هذا دليلاً على أنها جماعة تؤمن بالديموقراطية حتى أنه عندما يتبين لشخص فى النهاية أن هذا الطريق غير مناسب له، لكن عند تقييمى فأنا أقيم بالغالبية العظمى وليس بالعدد القليل، كذلك أقيم حسب القائمين بالدعوة وليس المنشق عنها لأنه بالتأكيد سيكون تقييمه له خلفية نفسية.
∎ ولماذا كل من يخرج عن الجماعة يتعمد التجريح فيها؟
- لا أدرى، ولكن ليس جميعهم فهناك من تركها ولم يجرح فيها ووجد لنفسه طريقا آخر ولم يتكلم كلاما مسيئا.
∎ ومن يسيئ.. هل تعتقد أنه نتيجة لما تعرض له من تجميد أو إقصاء؟
- من يسىء فهو مخطئ بلا شك فإذا كانت الآراء نتيجة الهوى والغضب فهى خاطئة إنما لابد أن تكون وفق رؤية لا تتأثر بموقف.
∎ دعوة الجماعة والحزب بخروج شباب الإخوان إلى الاتحادية هل كانت دعوة صحيحة؟
- كانت دعوة صحيحة تماما ولم تكن من الإخوان فقط إنما الإخوان والشباب الإسلامى والمؤيدين للرئيس مرسى وقد وقى الله بها البلاد شرا كثيرا بعد أن تعرضنا لاستشهاد 10 من إخواننا وإصابة المئات.
∎ وقى الله بها شرا، لحماية القصر الرئاسى من الاقتحام؟
- لا لحماية الشرعية وليس القصر الرئاسى والتى خرج فيها الشعب ليدافع عنها.
∎ فى زمن عمر بن الخطاب قيل له «حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر» فهل هذا ينطبق الآن فى زمن الرئيس مرسى؟
- نسأل الله أن يسهل له الأمر، لكن الرئيس مرسى يتعرض لما لم يتعرض له سيدنا عمر فلم يكن المعارضون له يحملون المولوتوف ولا يهاجمون داره ولا مشروعه الإسلامى ولم أطلب منه أن ينام تحت شجرة إنما العدل كما طبقه عمر.
∎ وهل إذا كان هناك عدل، كنا سنصبح دولة مسورة داخل الدولة ولا سيما أسوار قصر الرئاسة؟
- الأسوار لم يضعها مرسى وهى موجودة من أيام المجلس العسكرى وكانت أكثر وهى حماية من أعمال البلطجة التى تمارس الآن.
∎ أنت تتحدث كثيرا عن حالنا الآن وأيام المجلس العسكرى وكأننا نعيش الآن فى جنة الإخوان فهل هذا صحيح؟
- نعم نحن أحسن حالا الآن من حكم العسكر، فلم يعد هناك على الأقل من يحاكم عسكريا.
∎ ولكن الشعب ربما لايرى ذلك فكثيرا ما نسمع «ولا يوم من أيام مبارك» فما تفسيرك لذلك؟
- من يقول هذا أريد أن أعرف منه ماذا كان يعجبه أيام مبارك ولا يعجبه الآن فبعض من يقول ذلك لا تلزمه قيمة الحرية، أو كان ممن يصفق لمبارك فيعطى له.
∎ وهل هناك من يصفق الآن للرئيس مرسى؟
- نعم ولكن لا يعطيه. فهناك من يصفق لاقتناعه به وليس ليقبض منه، فالآن استردت بعض الأموال والأراضى التى نهبت وكثيرا ممن استفادوا يعيد الأموال التى استفادها فنحن الآن فى مرحلة استرداد المسروق.
∎ إذن أنت مع مبدأ التصالح مع رموز النظام السابق فى مقابل استرداد الأموال المنهوبة؟
- بالتصالح أو القضاء المهم هو استردادها لأنها أخذت بغير حق، فكيف بعد ذلك نقارن بين عهد سرق فيه الوطن وعهد يعيد كل ما تم نهبه.
∎ كنا نعتقد أنه بمجرد تولى الإخوان الحكم فسننعم بالرخاء، وتضخ الاستثمارات فهل توهمنا فى قوة الإخوان؟
- لا.. ولكن عندما يكون فى يدها الحكم.
∎ وهل الحكم لم يصل يدها بعد؟
- الرئيس من الإخوان ولكن الوزارات والمناصب القيادية ليست جميعها فى يد الإخوان، وإذا تولى شخص منصباً تقولون أخونة «وتقلبوا الدنيا»، ولكن أعتقد أنه بعد انتخابات النواب يفترض أن الحزب الذى يفوز هو الذى يشكل الوزارة ويتولى المسئولية ولا نقف له فى الطرقات.
∎ وهل وقتها ستظهر استثمارات رجال أعمال الإخوان من المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك؟
- أنتم تتصورون أن لديهم مليارات وهذا غير صحيح فهم رجال أعمال «على قدهم»، لكن يبذلون جهداً بدليل أن المحكمة العسكرية عندما صادرت أموالهما وجدت أن الأموال التى صادروها لم تكن كما يبالغ فيها. وهما فى استثماراتهما قبل وبعد الثورة ويفعلان فى حدود إمكانياتهما لكن الدولة تتواصل الآن مع الشركات الداخلية والخارجية وتدعو إلى الاستثمار الذى تسبب فى تأخره العنف الموجود وأنا أزعم أن من السياسيين من يريدون أن يبقى العنف مشتعلا لكى يمتنع المستثمرون الأجانب من النزول للبلد، بل إن شركات أمريكية قالت هذا ولم يكذبها بعض رجال جبهة الإنقاذ الذين قابلتهم فى بداية تولى الرئيس مرسى بأنهم حذروهم من الاستثمار فى مصر.
∎ ما القضية المطروحة الآن على طاولة مكتب الإرشاد؟
- المكتب يجتمع مرتين بالأسبوع ويناقش كل ما يخص الشأن المصرى والشأن الإخوانى ومواقفنا من جميع ما يحدث والآن تهتم بمشروع معا نبنى مصر.
∎ ولكن ألم تكن مبادرة «معا نبنى مصر» الخدمية لا تتناسب مع احتياجات البلد من مشروع قومى حقيقى؟
- الجديد أننا قمنا بها فى شكل حملة ليتعاون الجميع فيها دون أن تكون حملة الإخوان فقط.
∎ قول سيدنا عمر «إذا عثرت بغلة سيسألنى الله عنها».. فهل سيسأل الرئيس مرسى عن الذين تم سحلهم وقتلهم؟
- سيسأل إذا لم يتخذ الإجراء المناسب وهو بالفعل اتخذ إجراءً وطالب بالتحقيق، أما إذا قبل بهذا أو غطى على جريمة معينة فبالتأكيد سيسأل عنها.
∎ هل أنت راض عن الأوضاع الحالية؟
- ومن قال إن الأوضاع الحالية ترضى أحدا.. من أناس معتصمين وآخرين يحملون المولوتوف ويتحرشون بالنساء ويحاصرون القصر ويغلقون المصالح وعندما تتحرك الدولة يقولون عنها ظالمة وتضرب الناس. وأقول للجميع اتقوا الله وضعوا مصر قبل كل شىء وأن الله سيسأل كل إنسان عن مواقفه.