رغم توقع الكثيرين تأجيل افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب إلى ما بعد الاحتفال بذكرى ثورة 52 يناير، والتظاهرات التى دعت إليها الحركات والأحزاب المدنية، لكنه فتح فى موعده.. لكن بقى اللافت للنظر خلال الأيام الأولى للمعرض هو الإقبال الضعيف، بسبب اتجاه الكثير من الأسر إلى المشاركة فى التظاهرات التى ملأت الميادين، أو البقاء فى المنازل لمتابعة الأحداث عبر وسائل الإعلام .. وفى الوقت الذى اختار فيه المسئولون عن المعرض عنوانا جامعا لكل فاعلياته «حوار لا صدام»، بدا الأمر على غير ذلك داخل الكثير من اللقاءات التى جمعت ممثلين عن الأطياف المختلفة، لاسيما فى المناظرات، التى يعقدها المعرض لأول مرة. من بين أهم فعاليات المعرض هذا العام «المناظرات» التى تجمع بين ممثلين عن الأطراف السياسية فى المجتمع، تحت نفس عنوان المعرض «حوار لا صدام»، فى نحو 12 مناظرة، حول موضوعات مستقبل التعليم، والصراع السياسى فى مصر، والمثقفون والسياسة، والوضع الاقتصادى، والدستور، والمرأة والثورة، وأزمة الجنيه وصحة المصريين.
أولى هذه المناظرات بدأت الخميس الماضى، حول الصراع السياسى فى مصر، وشارك فيها جورج إسحق ومصطفى النجار، ممثلين عن التيار الليبرالى المدنى، وأحمد أبو بركة وحسين عبدالقادر، عن حزب الحرية والعدالة وتيار الإسلام السياسى.
لكن الحديث لم يأخذ شكل المناظرات المتعارف عليها، بل تحول إلى صدام وصراع، بين ممثلى التيارين، كما يظهرون عادة فى برامج التوك شو.
وهو ما علق عليه الروائى بهاء طاهر، خلال أمسيته مع رواد المعرض، التى تلت المناظرة، التى تابع جزءا منها، فقال: إن المناظرة افتقدت للحوار، وتحولت إلى صراع.
وأشار طاهر إلى أن غضبة الجماهير الآن تعود إلى الاعتراض على منح مجلس الشورى، سلطة التشريع، حتى إن كانت مؤقتة، لأن فى هذا إخلالا بصيغة التعاقد بين الناخبين والمرشحين، وقال: «المرشحون لم ينتخبوا أعضاء الشورى، ليقوموا بالتشريع».
وحذر طاهر مما وصفه بخطر الثقافة التى سماها ب«الصحراوية النفط دولارية» على الثقافة الزراعية فى مصر، لأنها تريد السيطرة على المجتمعات الزراعية عن طريق امتلاك ما تتميز به من أصول وهبات الطبيعة، ضاربا المثل بقناة السويس.
وعندما سأل رئيس اتحاد كتاب تونس النورى عبيد، بهاء طاهر خلال الندوة التى أدارها د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، عن المفارقة التى تكررت فى ثورتى تونس ومصر، وهى أن من قاموا بالثورة كانوا أصحاب التيار المدنى، بينما من حكموا كانوا من أصحاب تيار الإسلام السياسى.
فرد بهاء: بأن السبب فى هذا يعود إلى أن تيار الإسلام السياسى هو الأكثر مالا وأعز نفرا «بالتعبير القرآنى»، أما التيار المدنى الذى يفوقه فى الأعداد فيعانى من تراكمات الماضى، ولا يمتلك المال.
وكما يحدث فى مصر، وصف النورى الانقسام الذى يحدث داخل الأسر التونسية، والذى يشبه نظيره فى مصر.
ويحتفى النورى عبيد فى حديثه لصباح الخير، بكتاب «معجم الثورة التونسية» لفتحى ليسير، والذى يوثق لتلك المفردات والأماكن والأيقونات، التى صاحبت الثورة، ومنها ما قد يكون مكررا فى الثورة المصرية، مثل «هرمنا، الفلول، بن على هرب، انفلات، تجاذبات، تحالفات، تريكة، تصعيد، تظاهرات، تقصى الحقائق، تمثيل نسبى، تهميش، جمعية تأسيسية، تعددية سياسية، حراك، حكومة مؤقتة، خبز وماء وبن على لا، دستورية القوانين، الشعب يريد إسقاط النظام، مصالحة وطنية، مجلس وطنى لحماية الثورة، مندسين، قناصة».
∎ الجناح الضيف
ومن تونس إلى ليبيا، ضيف شرف المعرض، التى لفت جناحها الفخيم انتباه رواد المعرض، بديكوراته واكسسواراته، وأطعمته، ومقاعده الوثيرة، وجميلات ليبيا اللاتى ظهرن لأول مرة، وبعدد المشاركين فيه من دور النشر والجامعات، ليتفوق على جناح المملكة العربية السعودية، المميز دائما برحابته.
ومن ليبيا إلى جناح العراق، الذى يحتفى هذا العام بكتاب «عودة روسيا إلى الشرق الكبير» والذى يناقش علاقة روسيا بدول الثورات العربية، ودول الخليج وسوريا وليبيا، وترجمات جديدة للأدب العالمى، كالملك لير لشكبير.
وفى جناح السودان، كانت الكتب الأكثر مبيعا، «جنوب السودان وآفاق المستقبل»، «دارفور العاصفة السوداء» لأحمد أبو سعدة، وكتاب «مابعد الانفصال» للفاتح عبدالوهاب. وفى دار جداول اللبنانية لفت الانتباه كتاب «الثورات العربية الجديدة.. المسار والمصير قيامة شعب» لماجد كيالى، ومجموعة دراسات تحت عنوان «الحراك السياسى فى جنوب اليمن». ∎ شهادة أبو الغيط
وكان من أهم الكتب السياسية التى أخذت مكانا بارزا فى أرفف جناح دار نهضة مصر «شهادتى» لوزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، عن يومياته فى أروقة وزارة الخارجية خلال فترة عمله، منذ الستينيات وحتى تركه الحكومة.
وفى جناح مكتبة مدبولى كانت أحدث الإصدارات هى «الإسلام وأصول الحكم» للشيخ على عبد الرازق .. تقديم عمار على حسن.
«وحسن البنا الذى لا يعرفه أحد» لحلمى النمنم، وموسوعة «الإنجيل والتوراة، فى سور القرآن» للدكتور عبدالمنعم الحفنى، «صحوة شعب» لسامى ذقن، حول رؤيته لما يجب أن تكون عليه الحياة السياسية بعد الثورات والعقد الاجتماعى الجديد.
وسلسلة تأويل الزهريات، لحسن حنفى، فى خمسة أجزاء.
وفى دار الشروق تلفت نظرك أغلفة الكتب التى تتصدرها صورا لمؤلفيها، منها «ذكريات د. محمد حبيب عن الحياة والدعوة والسياسة»، ومجموعة مقالات «قصر الكلام» للكاتب الساخر جلال عامر، وكتاب يوسف ندا «من داخل الإخوان المسلمين»، و«سنوات الخداع.. الدبلوماسية النووية» لمحمد البرادعى، عن مشواره كرئيس لهيئة الطاقة النووية الدولية، وما شاهده فى ليبيا وإيران وكوريا الشمالية والعراق.
∎ الأطفال فى المعرض
خصص المعرض للأطفال جناحا منفردا، يحمل اسم عالم الطفل، ليمارس الأطفال فيه الرسم، وفنون الكولاج، وتعلم الطباعة بالألوان، بالإضافة إلى ما يقدمه من فنون الساحر والأراجوز، والمسابقات الخاصة للأطفال فى الرسم والمعلومات العامة.
شيحة وطراوى وتهانى ضيوف شرف صالون «هرم سيتى»
كتب زين إبراهيم:
اختارت إدارة الصالون الأول لفنانى هرم سيتى الذى يشارك فيه أكثر من 05 فنانًا وفنانة تشكيلية كلا من الفنان أحمد شيحة، محمد الطراوى، تهانى العادلى كضيوف شرف للصالون المقام حاليًا بقصر الفنون بالأوبرا ويستمر حتى نهاية الشهر الجارى وافتتحه صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة... جدير بالذكر أن المعرض يشارك فيه مجموعة من الفنانين والفنانات مثل طارق الكومى، عادل هارون، عماد إبراهيم، عماد طوسون، تامر عاصم، ياسر جاد، أحلام فكرى، أحمد شبيطة، آية صلاح، أيمن سعداوى، محمد اللبان، محمد طلعت، مروة عزت، معتز إمام، يوسف ليمود.