كشفت وكالة المخابرات الأمريكية «سى. آى. إيه» عن فحوى بعض الرسائل الإلكترونية الصريحة والمخجلة المتبادلة بين مدير الوكالة الأسبق الجنرال «ديفيد بتريوس» وعشيقته «بولا برودويل» حول «الجنس تحت المكتب»، بعد أن اعترف بتريوس يوم الجمعة الماضى بخيانة زوجته مع مؤلفة كتاب السيرة الذاتية له «بولا برودويل» التى استمرت على حد قول بتريوس من أغسطس 2011 وانتهت منذ أربعة أشهر فقط، وأبلغ بها الرئيس أوباما يوم الخميس الماضى فقط، وقبل استقالته يوم الجمعة 9 نوفمبر2012. وقد اتضحت هذه القضية بالصدفة عندما اكتشف وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالى أن هناك محاولات اختراق أمنى محتمل لرسائل البريد الإلكترونى الخاصة بالجنرال ديفيد بتريوس. وبعد وصول مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى. آى» عدة بلاغات تهديدية بدافع الغيرة من عشيقة بتريوس «بولا برودويل» للسيدة «جيل كيلى» القريبة جدا من الجنرال وعائلته، تتعلق بعلاقة بتريوس ببرودويل. هنا أدرك المحققون فى مكتب التحقيقات الفيدرالية أن مدير المخابرات المركزية الأمريكية على علاقة ببولا برودويل وتم فورا إخبار «جيمس كلابر» مدير جهاز الأمن الوطنى والبيت الأبيض. واكتشفوا أيضا بالصدفة أن ديفيد بتريوس «06 عاما» كان قد تبادل أكثر من خمسين رسالة مع القذرة المثيرة «على حد قولهم» بولا برودويل «04 عاما». وقال الخبير الأمنى رونالد كيسلر: «إن رسائل البريد الإلكترونى تتضمن إشارات جنسية صريحة مثل «الجنس تحت المكتب» فى إشارة واضحة للقاء الجنرال بعشيقته فى مكتبه الخاص. وكان «بتريوس» وهو أب لطفلين قد تعرف على «برودويل» عندما كتبت سيرة متعلقة بحياته تدعى «NI LLA» وقت كان يقود قوات التحالف فى أفغانستان، وروجت «بولا برودويل» مؤخرا لكتابها بإعجاب واضح، وحب جارف، وثقة كبيرة قائلة عن بتريوس فى أحد برامج التوك شو الشهيرة «اليوم شو»: «الرجل صاحب إرادة فولاذية، وعنيد لا هوادة فيه فى كل ما يفعل». بطل الجيش الأمريكى «الطائش» بتريوس - المتزوج من السيدة هولى (06 عاما) لمدة 73 عاما - نمت أول معرفة وثيقة له بالكاتبة الجميلة بولا برودويل فى عام 6002 عندما أمضت معه عدة أشهر فى البحث والحوار عن أبواب كتابها، الذى نشر فى العام الماضى. ويذكر أن المؤلفة الجميلة متزوجة أيضا ولديها طفلان، والتفت إليها الإعلام الأمريكى بعد أن ظهرت متوهجة فى معظم البرامج التليفزيونية الأمريكية فى يناير الماضى للتحدث بحماس شديد حول شخصية وبطولات بتريوس، على الرغم من سكوت زوجها الذى كان يجلس بين الحضور. وقتها قالت: «إن علاقتهما أصبحت وثيقة جدا بعد ممارسة تمارين الركض المستمرة معه فى أفغانستان». وأضافت قائلة: لقد كانت فرصة لى لإجراء مقابلة معه، على مرور المدى. كان ينوى إجراء اختبار ركض لى، وانتهى باختبار لكل منا، فنحن على حد سواء نركض بسرعة كبيرة. إنه شخص لديه طاقة كبيرة جدا. يذكر أن ديفيد بتريوس أصبح رئيسا للمخابرات الأمريكية فى 1102 بعد أن ترأس القوات الدولية فى العراق وأفغانستان. وقالت مصادر أمنية إن ال «إف. بى. أى» اعترض أول رسالة بريد إلكترونى من بتريوس إلى برودويل فى ربيع هذا العام، وأصروا منذ البداية أنهم سيقومون بالتحقيق فى هذه العلاقة، نظرا لأنها حققت خرقا أمنيا خطيرا ومحتملا. وخوفا من شبهة ابتزاز صاحبة العلاقة لبتريوس وتوصلها للمعلومات المحظورة، واصلوا اعتراض جميع رسائل البريد الإلكترونى له، بما فى ذلك حفظ كافة الرسائل القديمة. وتفيد المصادر الأمنية بأن بولا برودويل قد تركت ديفيد بتريوس لبعض الوقت، وبعدت عن المشهد بعد توليه مقاليد السلطة كرئيس ال«سى. آى. إيه» فى سبتمبر1102. لكن مصادر أخرى تقول إنها قد استمرت يائسة وغاضبة فى السعى له، وإرساله الآلاف من رسائل البريد الإلكترونى. وربما هذا يفسر القبول السريع للرئيس باراك أوباما لاستقالة بتريوس بعد يوم واحد من علمه بالفضيحة، قائلا بحسرة: «كان واحدا من أبرز الضباط فى جيله». واكتفى الرئيس أوباما ببيانا أشاد فيه «بالخدمات غير العادية» التى قدمها الجنرال بتريوس، وأشار فى البيان إلى أن «مايكل موريل» نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية سيتولى منصب مدير الوكالة، وأنه سبق أن خدم فى هذا المنصب لفترة وجيزة بعد ترك «ليون بانيتا» الوكالة فى العام الماضى. وأضاف الرئيس أوباما فى بيانه: «بكل المقاييس، من خلال حياته فى الخدمة، ديفيد بتريوس قد جعل بلادنا أكثر أمنا وأقوى»، ودون تطرق مباشر للفضيحة. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كان الجنرال ديفيد بتريوس واحدا من أهم المسئولين العسكريين الأكثر تميزا، بوصفه الوجه العام لكبار القوات الأمريكية الموثوق بكلامه فى الكونجرس وعلى شاشات التليفزيون. ففى عهد الرئيس جورج بوش، كان الفضل لبتريوس فى تطوير القتال، ووضع «الزيادة» فى عدد القوات فى العراق التى ساعدت فى إنهاء الحرب الدائرة فى ذلك البلد. فى عام 0102 تم نقل السيد بتريوس إلى أفغانستان. وفى أفغانستان، دعا الجنرال بتريوس للضغط من أجل زيادة مماثلة فى عدد القوات، وافق عليها وأمر بها أوباما، لكنه لم يتمكن من تكرار النجاح الذى كان قد حققه فى حرب العراق. وفى العام الماضى، أقنع الرئيس أوباما بتريوس بترك الجيش بعد خدمة استمرت 73 سنة، لقيادة وكالة الاستخبارات المركزية، خلفا للسيد ليون بانيتا، الذى انتقل إلى قيادة وزارة الدفاع. وقال الجنرال بتريوس فى بيان له: إن الرئيس أوباما قبل استقالته يوم الجمعة 9 نوفمبر بعد أن أبلغته بالتصرف الطائش لى فى اليوم السابق. وأضاف الجنرال بتريوس: «بعد زواج لأكثر من 73 سنة، أظهرت حكما فقير وسيئا للغاية من خلال الانخراط فى علاقة غرامية خارج نطاق الزواج»، وأكد بتريوس. «مثل هذا السلوك غير مقبول، سواء كزوج وكزعيم لمنظمة عريقة مثل السى آى إيه فى بلدنا. بعد ظهر هذا اليوم ، تفضل الرئيس بقبول استقالتى». وفى حديث الوداع أشاد الجنرال بتريوس بزملائه فى مقر وكالة الاستخبارات المركزية فى لانجلى بولاية فرجينيا، واصفا إياهم بالرائعين والاستثنائيين حقا فى كل الصدد وشكرهم على خدمتهم للبلاد. وأوضح أن رحيله بهذا النحو، أمر لم يكن يتصوره، ولم يرغب فيه بأن ينهى مسيرته الطويلة فى الجيش والاستخبارات بهذه الطريقة. وأضاف بتريوس: «تيدى روزفلت قال ذات مرة إن أكبر هدية فى الحياة هى الفرصة للعمل بجد فى المركز الذى تستحق القيام به. وسوف أعتز دائما بفرصتى للعمل معكم، وسوف أعيش أسفا دائما على الظروف التى جلبت العمل معكم إلى هذه النهاية». أما عن المؤلفة الجميلة «بولا برودويل» فتخضع الآن طبقا للمصادر الأمنية لتحقيقات هائلة للتعرف عن طبيعة وحجم المعلومات التى حصلت عليها خلال علاقتها السرية مع مدير المخابرات الأمريكية ديفيد بتريوس، وأستطيع أن أوكد أن طاقة القدر قد فتحت لبولا برودويل ، وينتظرها مجد هائل وشهرة واسعة، وثروة هائلة، وعقود للنشر بلا نهاية، وربما عروض من هوليوود لأن القصة تلقى استحسانا كبيرا وتروى رغبات وشوق ولهفة ملايين الأمريكيين المتعطشين بشغف شديد ولهفة لكشف النقاب عن الفضائح ومعرفة كافة التفاصيل الخاصة جدا والمخجلة وخاصة فى قصص سقوط الكبار فى واشنطن. ∎