هل يتخذ الفن مجرى جديدا وتعتمد الدراما التلفزيونية على نوعية جديدة من المشاهد والشخصيات التى تعرضها، كنوع من مغازلة القائمين على الصناعة نفسها للتيارات الدينية وهو تيار السلطة فى مصر الآن، فالتماشى مع هذا التيار قد يتخذ أكثر من شكل، فهو قد يكون بحظر أعمال قد يرى البعض أنها لا تتناسب مع أفكارنا وقيمنا أو أن بها مشاهد لا تليق بدخول البيت المصرى، أو بتعرض هذه الأعمال لمقص الرقيب وحذف مشاهد من قلب العمل نفسه أو هل سيزيد معدل الأعمال الدينية الفترة القادمة فبعد قرار منع عرض مسلسل تحية كاريوكا فى التلفزيون المصرى بحجة أن قصة المسلسل لا تتماشى مع الشهر الكريم، باعتبار أن المسلسل يتناول قصة حياة راقصة. وكذلك منع مسلسل «البحر والعطشانة» من خريطة العرض فى التليفزيون المصرى بعد أن كان مقرراً عرضه، وأرجع مؤلف العمل محمد الغيطى السبب وراء هذا قد يكون بسبب عرض العمل لقصة رجل دين عضو بالبرلمان لعام 0102 وترصد الأحداث قصة نجاحه بالرشاوى واستغلال آمال البسطاء. وكان لمشاهد التدخين نصيب أيضاً من مقص الرقيب كحذف بعض مشاهد التدخين لغادة عبدالرازق فى مسلسل «مع سبق الإصرار»، ولنبيلة عبيد أثناء تدخينها الشيشة فى مسلسل «كيد النسا» كذلك بعض المشاهد لأبطال مسلسل «سر علنى» وكذلك مشاهد الرقص التى تم حذفها من مسلسلات رمضان، مثل مشاهد لميس حمدان فى مسلسل «النار والطين» وعبير صبرى فى «أشجار النار» ومشاهد ل «دينا» فى مسلسل أهل الهوى، ولكن هل هذه المشاهد تم حذفها لعدم جودتها أو لخروجها عن سياق العمل أم لمجرد أنها مشاهد رقص شرقى ولا تتناسب مع شهر مضان. ومن الطريف تساؤل البعض عن سبب ارتداء بعض الفنانات للحجاب فى أعمال ستعرض فى رمضان، وهذا بعد انتشار صور لهن على مواقع الإنترنت بالججاب فى الأعمال، رغم أن هذا بالتأكيد بالصدفة البحتة لأن هذه الأعمال تم الإعداد لها وتحضيرها قبل أن ترسو السلطة على الجناح الإسلامى، مثل الفنانة دينا فى مسلسل باب الخلق، ونيرمين الفقى فى مسلسل لعبة السنين. هل منع هذه الأعمال من العرض أو إقحام مشاهد فى غيرها سيكون هو المنهج الفترة القادمة وإذا كان القائمون على الصناعة سيعتمدون هذا الأسلوب هل سيكون لها سقف وستتوقف على حذف مشاهد غرف النوم وملابس الفنانات الساخنة أم أنها ستتعدى كل هذا إلى أسلمة الفن بشكل عام.