ماذا ستفعل الأندية في حالة رفض الجهات الأمنية عودة النشاط الكروي؟ سؤال صعب جدا، والإجابة تبدو أصعب لأن إعارة كل لاعبي الأندية إلي الخارج مسألة تبدو مستحيلة، في ظل تراجع مستوي اللاعب المصري في الآونة الأخيرة بعد توقف النشاط وتقدم مستويات اللاعبين الأفارقة من كل الدول الأفريقية تقريبا! وعمليا مستحيل أن يستقطب ناديا الأهلي والزمالك كل النجوم الساطعة في الأندية المصرية، وبعد أن كانت هذه الأندية تبالغ في طلباتها أمام الأهلي والزمالك نجد الآن الطلبات تتهاوي لدرجة أن هناك لاعبين الآن يتمنون اللعب للأهلي والزمالك مجانا بدلاً من الجلوس علي المقاهي في انتظار إشارة البدء لعودة النشاط الكروي! الإفلاس إذن قادم قادم للأندية واللاعبين.. والمدربين والإداريين، طابور طويل من العاملين في المجال الكروي تنتظرهم أوقات صعبة جداً، مثلهم مثل العاملين في مجال السياحة الذين تأثرت حالتهم المالية في الشهور الأخيرة لينضموا إلي طابور طويل من الناقمين علي الثورة وأيامها، و الذي فكر في إشعالها! المشكلة ليست في الثورة، ولا تبعاتها، ولا طول الفترة الانتقالية، المشكلة هي الاستعجال والنظر تحت الأقدام فقط، وليس للأمام.. الكل الآن في حالة استعجال لقطف الثمار، ولحاق ما يمكن اللحاق به قبل فوات الأوان.. والنتيجة انهيار علي جميع الأصعدة، انهيار في المرافق، خاصة الطرق والكباري، سوء استخدام، انعدام ضمير، وكأننا في حاجة دائما لمن يكبح جماح الفوضي التي في داخلنا.. وإلا ماذا يعني التعامل بهذا العنف مع الكباري والمحاور، إنفلات ما بعده انفلات، وكل هذه الأمور ستزيد الفترة الانتقالية تعقيدا، ويتطلب إعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه رغم سوء حالتها مسألة شبه مستحيلة! مع هذا الانفلات الأخلاقي والأمني تبدو السيطرة علي أي مباريات كروية التي تصبح أفضل مساحة للتنفيث وإخراج مشاعر مكبوتة وما يتبع ذلك من كوارث مسألة أيضا شبه مستحيلة.. وإذا كانت السيطرة علي أي مباراة مسألة شبه مستحيلة، فإنه وبفرض عودة النشاط الكروي فإنها ستكون عودة مؤقتة هشة لأن الأساس لم يوضع بعد، ولأن الشعب المصري مازال في حاجة إلي شهور طويلة من إعادة الضبط والربط، وضبط البوصلة في الاتجاه الصحيح! ولحين ضبط البوصلة تبدو الأندية في حالة صعبة واللاعبون في حالة أصعب، وعليهم أن يبحثوا في دفاترهم القديمة، وينفقوا من مدخراتهم إلي حين ميسرة.