سنحسن الظن حتى يثبت العكس سنحسن الظن ليس بالرئيس محمد مرسى ولا بالإخوان ولكننا سنحسن الظن بأنفسنا بالمارد الذى خرج من القمم الذى حبس فيه سنين وسنين وأقسم أنه لن يعود إليه أبداً مهما تعرض لعمليات غسيل مخ ممنهجة ولكنه على مدى عام ونصف العام ومهما تعرض من تهديد فى أعز ما يملك (أمنه ولقمة عيشه) ورغم ذلك لم يكفر بالثورة ولم يبع دم أولاده.
سنفرح بأول رئيس مدنى منتخب لكن فرحتنا لن تنسينا أن نجعل سلاحنا صاحى.. وسلاحنا هو وعينا وإرادتنا التى لن تقبل أن تغيب أو تزيف بعد الآن أبداً فلا تنس ياسيادة الرئيس وأنت فى طريقك لقصر الرئاسة أن مواقفنا تتأملت كانت وليست شيكاً على بياض ومساحة الحذر فى علاقتنا أكبر بكثير من مساحة التسليم وقد ارتضينا الارتباط المقدس ولكن ستظل العصمة فى يدى أنا، أنا الشعب وليس فى يدك أنت يا سيادة الرئيس.
والتوكيل الذى سأمنحك إياه توكيل خاص محدد المدة والمهام وليس توكيلا عاما وشاملا وإلى الأبد.
فأرجو ألا تنسيك مظاهر الفرح الطاغية التى تراها من حولك أن هناك ملايين فرحتهم يشوبها الحذر والتوجس وأن هناك ملايين متوجسون وحذرون بلا فرحة وإن كثيرا منا قد اختارك ليس حباً فيك بقدر ماهو كرها لما يمثله منافسك من إعادة إنتاج لنظام قديم كرهه ولفظه وطالبه بالرحيل ولم تنطل عليه عمليات التجميل ولا (النيولوك) التى لجأ إليها النظام السابق فقد أصبح بيننا وبينه (دم وتار).. وأعتقد أنك تملك من الفطنة والوعى ما يجعلك تدرك عن يقين يا سيادة الرئيس أن هذا الشعب له خصوصية شديدة التميز والانفراد وإن ال (Passward) الخاصة به والتى تفك لك شفرة التعامل معه تكمن فى احترامك لموروثه الثقافى العريق وتاريخه العظيم فهذا الشعب العظيم المتحضر يمنح لحاكمه الفرصة كاملة عندما يثق فيه.. فى عدله.. وفى نزاهته.. فى تقديره واحترامه لشعبه عندئذ يقف معه ويتحمل الكثير ويصبر طويلا لكنه أبدا لايموت ولايستسلم.. وقد رفض النظام القديم وإنحاز لك أملاً فى ألا يتكرر ما سبق وعانى منه.. فلا تجعل منتهى حلمه هو الحصول على الحد الأدنى من حقه الآدمى فى حياة كريمة فهو شعب يستحق نهضة حقيقية فى التعليم والصحة والاقتصاد وهذا لن يتحقق إلا بالديمقراطية التى نستحقها عن جدارة.
إن الدعم والمساندة اللذين منحتهما الثورة والثوار للإخوان ليصل مرشحهم إلى قصر الرئاسة هى فرصة العمر التاريخية التى إما أن تدخلهم التاريخ من أوسع أبوابه وإما أن تهوى بهم إلى الأبد لذا فإن الملايين من الشعب قد قرر عن طيب خاطر أن يطوى صفحة الشك والخوف والريبة إلى حين.. وسيفترض أن الدرس العظيم الذى لقنه الشعب للجماعة قد تم استيعابه وأنهم قد يدركون أن (إيد لوحدها ماتصقفش) وإن يد الإخوان مهما طالت لن تطول كل شىء ماداموا بمفردهم دون باقى شركاء الوطن والمسئولية من الجماعة الوطنية لذا سيتكاتف الجميع معكم.. لمواجهة الموقف الصعب الذى نمر به الآن وسنمنحكم ثقتنا ونحن نتمنى ألا تخيبوا ظننا.. وتحفظون عهدنا وتبنون بيننا وبينكم جسورا من الود والثقة فلم تعودوا جماعة محظورة ولم نعد شعباً مهقوراً.
فلنتعاون جميعاً ونتحد سوياً ولنثبت للعالم كله أننا شعب يستحق الخير.. والحرية.. والعدالة.. والدولة المدنية المتحضرة.. وإلى الديمقراطية الحقيقية.. والكرامة.. وإن شعبنا يرتبط بحاكمه برباط مقدس ولكن العصمة ستظل دائماً فى يد الشعب.