بدأت العديد من الأسر الاستعداد للإجازة الصيفية بعد انتهاء الامتحانات، وبدأت أسر أخرى الاستعداد لمرحلة انتقالية ضخمة فى حياة طفلها وهى التحضير لأول مرة سيدخل فيها المدرسة وقد يكون ذلك بالذهاب لحضانة قريبة من البيت أو بالتمهيد بالحكى والكلام عن جمال المدرسة الجديدة والزى المدرسى الجديد ويكون هناك قلق وتخوف لدى الأم من تقبل الطفل لهذه المرحلة الانتقالية. وتؤكد أهمية هذه المرحلة رحاب المحمدى خبيرة فنون الاتيكيت والعلاقات الإنسانية وتعلل ذلك بأن الطفل يكون مركز ومحور الاهتمام فى البيت كما أنه يكون ملاصقاً أغلب الوقت لوالدته وفجأة يحدث هذا التغير الكبير فى حياته إذ يصحو يومياً فيجد نفسه فى مكان غريب عليه بدون وجود والديه أو إخوته معه ومع أشخاص لم يلتق بهم من قبل وبعد أن كان محط أنظار الجميع فى أسرته يرى نفسه واحداً من بين مئات وربما آلاف الأطفال الآخرين ويعانى فى تلك اللحظة بفقدان الأمان ويصبح مسئولاً عن تصرفاته وسلوكه ومطالباً باتباع قوانين لم تفرض عليه من قبل لذلك فمن المهم جداً التهيئة الكافية للطفل لمواجهة هذا الحدث المهم فى حياته والذى يبدأ من الآن بالشكل الآتى:
أولا: التحدث مع الطفل ومحاولة تشويقه وتحبيبه فى المرحلة القادمة (المدرسة) وشرح أهمية دور المدرسة فى حياته بطريقة بسيطة وسهلة.
ثانيا: تدريب الطفل على الاختلاط بعدد من الأطفال وإقامة علاقات اجتماعية معهم بحيث يكتسب مهارات المشاركة والعطاء وكيفية مواجهة المشاكل وإيجاد حلول مناسبة لها.
ثالثا: إعداد الطفل بأن يُدرب على الانفصال بعض ساعات اليوم عن الأم وأن يتم ذلك تدريجياً (هنا تأتى فائدة الحضانة قبل المدرسة) حتى ولو الشهور القليلة الباقية على دخول المدرسة الآن.
رابعا: قد يكون من المفيد للطفل أن يصطحبه والداه إلى المدرسة التى سيتم الالتحاق بها قبل بدء العام الدراسى ليتعرف على المكان والمدرسة التى ستقوم بالتدريس له والجو العام بالمدرسة بصحبة الوالدين فى جو مطمئن له.
خامسا: من المهم جداً التأكيد على إحساس الطفل بالأمان أى أنه لن يُترك فى هذا المكان الغريب فعلى الأم والأب ألا يحاولا أن يتركا الطفل فى المدرسة ويهربا منه بلا أن يتحدثا مع الطفل بصدق وثقة بأنه سيأتى لأخذه عقب انتهاء اليوم الدراسى.
نصيحة لكل أم وأب
نصيحة تقدمها رحاب المحمدى للأبوين عن هذه المرحلة الحرجة فى حياة طفلهما: أن يتذكرا أن هذه المرحلة تمهيدية بمعنى تمهيد الطفل للتفاعل مع المدرسة نفسياً واجتماعياً وبداية اكتساب المهارات التعليمية. ومن الأخطاء الشائعة أن يحاول الأهل أو المدرسة فرض مهارات الكتابة على الطفل فى الحضانة وذلك لجهل بعض الحقائق الهامة التى منها أن عضلات الطفل لم تكتمل فى نموها بعد مما يجعل من الصعب على الطفل الإمساك الصحيح بالقلم والتحكم فى الكتابة ففى مرحلة الحضانة يجب أن تكون تدريبا لعضلات اليد لتنمية قوة التحكم والإمساك بالأشياء وذلك عن طريق بعض التدريبات التى تتم من خلال العاب مشوقة للطفل.
وقبل أن نفكر فى العقاب يجب أن يكون لدينا ما يسمى بالتدعيم الإيجابى الذى يشجع الطفل ويساعده على الالتزام بالسلوك السليم.
كيف أعاقب طفلى؟
كذلك ليس من العدل أن أُعاقب الطفل على ما لم أُوضحه وأوضح أخطاءه له.. والعقاب البدنى مرفوض لأنه يشعر الطفل بالمهانة وكذلك أى نوع من العقاب يهين الطفل لأنه يؤدى إلى تحطيم صورته الذاتية عن نفسه.. ويجب أن نوضح للطفل صورة كاملة عن تبعات السلوك المرفوض فى خطوات ومراحل متدرجة وأن يتم الالتزام تماما بتطبيق ما تم الاتفاق عليه مع الطفل.. ومن وسائل العقاب كما توضح رحاب المحمدى أنه يمكن لفت نظر الطفل أولا ثم يجلس فى كرسى منفصل لمدة خمس دقائق وتزداد المدة تدريجيا حسب إصراره على هذا السلوك السيىء. يمكن حرمانه من شىء يحبه ومن المهم توضيح لماذا تم عقابه وأن يكون مقتنعا بذلك حتى لا يشعر بالظلم.
عند عقاب الطفل يجب أن أدعم مبدأ أننى أحب الطفل ولا أرفضه وإنما أرفض سلوكه السيئ.