يواجه نادى الزمالك مأزقا ماليا حرجا بعد تراكم الديون حوله من كل جانب، فلم يستطع دفع المقابل المادى للصفقات الجديدة أو الالتزام بدفع مستحقات اللاعبين السابقة والحالية، وهو ما خلق أزمة كبيرة تحيط بالنادى فى ظل توقف النشاط الكروى فى مصر واعتماد الفريق فقط على مسابقة دورى أبطال أفريقيا. فى اليوم الذى عانى منه مجلس إدارة نادى الزمالك السابق بقيادة المستشار جلال إبراهيم من تراكم الديون داخل النادى طالب الكثير بعودة ممدوح عباس كى ينقذ النادى من الديون، ولكن يبدو أن رئيس النادى الحالى لم يستطع أن يسدد الديون التى تحاصر خزينة النادى . [أحمد الصحيفي]
فشل نادى الزمالك فى توفير المقابل المادى كى يسافر إلى المغرب لمواجهة المغرب الفاسى فى دورى ال 16 لمسابقة دورى أبطال أفريقيا، واضطر أحد رجال الأعمال لتوفير المقابل المادى لتذاكر الطيران ومصروف الجيب للاعبين، وهى نفس الأزمة التى كان الزمالك عانى منها قبل سفره إلى الكوت ديفوار لمواجهة أفريكا سبور فى نفس البطولة بدور ال 32.
ومن ضمن الأزمات الخانقة التى يتعرض لها الزمالك عدم سداده لبقية المستحقات المالية لنادى غزل المحلة عقب شرائه للمدافع صلاح سليمان بمليونين وتسعمائة ألف جنيه، حيث قامت إدارة ميت عقبة بدفع مليون ونصف المليون جنيه بشكل فورى مع حصول إدارة الفلاحين على شيك مقابل مليون و 400 ألف جنيه وحل موعد سداده ولكن إدارة غزل المحلة وجدت رصيد الزمالك خاويا داخل البنك.
وقال «فتوح الصاوى» المشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم بنادى غزل المحلة أن النادى اتخذ قرارا بعدم بيع أى لاعب للزمالك إلا إذا دفع قيمته بالكامل قبل حصوله على الاستغناء الخاص به بعد المعاناة التى تعرض لها من جانب مسئولى الزمالك وعمليات التسويف التى يستخدمها.
وأوضح الصاوى أن غزل المحلة يعانى من الأزمات المالية التى تلاحقه وبحاجة إلى مستحقات لاعبه صلاح سليمان كى يسدد الكثير من التزاماته وإدارة النادى قامت بإرسال خطاب لاتحاد الكرة المصرى من أجل إيقاف اللاعب عن المشاركة فى الزمالك لحين سداده لبقية المستحقات المتأخرة عليه.
ولم يجد نادى الجونة مفرًا من رفع دعوى قضائية ضد نادى الزمالك من أجل مطالبته بسداد أقساط صفقة لاعبه السابق نور السيد الذى انتقل إلى الزمالك حيث تسلم الزمالك إنذارا على يد محضر كى يحضر الدعوى المرفوعة ضده بسبب الشيك الذى قام مجلس الإدارة بمنحه للجونة واتضح أنه بدون رصيد.
وقال «أحمد الصحيفى» المشرف على الفريق الأول لكرة القدم بنادى الجونة أن الإدارة لم تجد مفرا من الاتجاه إلى القضاء بعد عمليات المماطلة التى تعرض لها الجونة فى دفع المقابل المادى للصفقة، وحصول النادى على أكثر من وعد من الزمالك على سداد مقابل الصفقة لكن لم يتم تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع وهو ما أضر بمصالح النادى ودفع مجلس الإدارة للجوء إلى القضاء من أجل الوصول إلى حل نهائى. [صبري سراج]
وأشار الصحيفى أن المفاوضات بين إدارتى الزمالك والجونة نصت على دفع القلعة البيضاء لمليونى جنيه ثم جدولة بقية الأقساط بعد ذلك ولكن حل موعد السداد ولم يدفع الزمالك شيئًا ومع العلم أنه سبق هذا الاتفاق الكثير من الجلسات والمكالمات بشأن الصفقة لكن جميع الأمور عادت إلى نقطة الصفر فكان الحل الوحيد هو الحصول على حقوق النادى عن طريق المحكمة.
ومن أبرز المشاكل التى يتعرض لها الزمالك فى الفترة الأخيرة عدم الالتزام بالمبالغ المالية لصفقة اسلام عوض لاعب الفريق المنتقل من إنبى فى فترة الانتقالات الشتوية مقابل ستة ملايين جنيه حيث قام الزمالك بشرائه على أقساط من النادى البترولى ولم يدفع أية مبالغ نقدية كمقدم عقد.
وفى المقابل أكد «محمد بدر» رئيس نادى إنبى أن الزمالك قام بإرسال أربعة شيكات إلى النادى قيمة كل شيك مليوناً ونصف المليون جنيه ولكن اكتشفنا أن الشيك الأول بدون رصيد كاف وحصلت إدارة إنبى على رفض بنكى على الشيك المقدم من نادى الزمالك.
وأضاف بدر أن قيمة الشيك الثانى أصبحت مستحقة الآن وللأسف لا يوجد رصيد فى حساب نادى الزمالك وأصبحت لدينا شيكات بقيمة ثلاثة ملايين جنيه ضد نادى الزمالك مستحقة الدفع ومن المحتمل أن تصل القيمة إلى أربعة ملايين ونصف المليون مستقبلا إذا وجدنا حساب نادى الزمالك خاويا وقتها.
وأوضح بدر أن إدارة إنبى تعانى من أزمة مالية كبيرة بسبب عدم وفاء الكثير من الجهات بالتزاماتها نحو النادى حيث يشارك الفريق الأول لكرة القدم بالنادى فى البطولة الكونفيدرالية الأفريقية ويحتاج للكثير من المصاريف بسبب السفر واستضافة الفرق والمعسكرات وإعداد اللاعبين وتدخل ضمن ميزانية النادى الأموال التى فى حوزة نادى الزمالك وأن إدارة إنبى تحاول بشتى الطرق الحقول على حقوقها لكن فى نفس الوقت فإن الجهاز المركزى للمحاسبات من الممكن أن يصف وقوف مسئولى إنبى فى موقف المتفرج بسبب عدم اتخاذ إجراءات قانونية تجاه الزمالك مخالفة وهو ما سيضطر إدارة النادى فى نهاية المطاف للجوء إلى القضاء.
ومن جانبه قال «صبرى سراج» عضو مجلس إدارة نادى الزمالك أن هناك معاناة كبيرة تمر بها الرياضة بصفة عامة والأندية بصفة خاصة لاسيما أن مصر فى الوقت الحالى تواجه مشكلة اقتصادية كبرى ومن الطبيعى أن تمتد توابع هذه المشكلة للمنظومة الرياضية بأكملها.
وتابع سراج أن إدارة الزمالك تحاول بشتى الطرق توفير إيرادات من مخصصات مالية مختلفة كاستغلال البوتيكات المقامة على سور النادى ولكن الأزمة المالية التى تعانى منها الشركات دفعتها لعرض مقابل مادى لاستغلال البوتيكات لا يلبى طموحات النادى فى الوقت الحالى وهو الأمر الذى دفع إلى تفاقم الأزمة المالية التى يمر بها النادى.
وأوضح سراج أن نادى الزمالك يضم بين جدرانه 02 لعبة فردية وجماعية وهذه الألعاب بحاجة إلى دعم من جانب الحكومة والمجلس القومى للرياضة لأن النادى يرعى اللاعبين بشكل كامل كى ينضموا إلى المنتخبات الوطنية لتمثيل مصر أمام المحافل الدولية، وإذا كانت الأزمة المالية لا دخل للزمالك فيها بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية فى مصر فإنه على الحكومة أن تقوم بدعم الأندية الكبرى التى تفرغ الكثير من مواهبها للمنتخبات الوطنية كى تستطيع استكمال مسيرتها.
وتجدر الإشارة أن خزينة الزمالك لا تحتوى على مبالغ تزيد على ربع مليون جنيه، بالإضافة إلى أن طلب المعلم حسن شحاتة المدير الفنى لنادى الزمالك بضرورة توفير لاعبين جدد بداية من الموسم المقبل لن يأخذه مجلس الإدارة على محمل الجد بسبب الأزمة المالية.
ويتردد داخل نادى الزمالك أن «ممدوح عباس» يود أن يترك الزمالك غارقا فى الديون كى يسهل عليه شراء فريق الكرة حين يقرر إنشاء شركة للنادى قبل الانضمام إلى دورى المحترفين حيث سيتم فصل نشاط كرة القدم عن النشاط الاجتماعى والألعاب الأخرى.
وكان المستشار مرتضى منصور قد تعرض لضغط من جماهير الزمالك كى يتنازل عن القضايا التى أقامها على مجلس إدارة ممدوح عباس من أجل مصلحة النادى حتى يتم القضاء على الأزمة المالية ولكن لم يقدم عباس أى جديد لحل المشاكل المالية المتراكمة على الزمالك فى الفترة الأخيرة.