"علي الرغم من أن كلمة" الصداقة " قليلة الحروف إلا أنها تحمل في جوفها معاني كثيرة ومفاهيم واسعة فالصداقة الحقيقية هي تلاحم شخصين في شخصية واحدة، تحمل فكرًا واحدًا، وهذا ما وجدته في "علاء السيد عثمان" فلم نكن أصدقاء دراسة فقط بل تربطنا علاقة أقوي ، فنحن أخوة لا نفرق أبدا "هكذا بدأ" نادي وديع عبدالملاك "استشاري تنمية وتدريب بهيئة كير/ مصر حديثه عن صديق عمره. وعن بداية التعارف يقول نادي انه التقي بصديقه عندما طلب منه استعارة قلمه لاستكمال أوراق الكشف الطبي بكلية العلوم جامعة أسيوط في عام 1979 حينها وجدت علاء شخصًا طيبًا ومتعاونًا وتلقائيا، استمرت التعاملات بيننا أثناء الدراسة وتبادل المحاضرات ثم كونا معا "أسرة المرح" وكنا متلازمين مع بعض وهذا ما يثير "غيرة" أصدقائي المسيحيين. ويكمل نادي "علي الرغم من صعوبة تلك الفترة الزمنية في الجامعات وانتشار الجماعات الإسلامية وتحكمها في تصرفات كافة الأفراد فكانوا دائما "يحاسبوني" علي تصرفاتي وتعاملاتي مع البنات إلا إنني لم أكن بمفردي وتجاوزت تلك الفترة بمساعدة علاء الذي يقف بجانبي طول الوقت ، لم يكن علاء يخصص تعاملاته الحسنة لي فقط بل يتعامل مع كافة الأشخاص بغض النظر عن دينهم علي الرغم من أنه متدين جدا وغيور علي دينه لأنه ينظر للشخص بما في داخله من صفات جيدة وهذا ما فعله عندما وقعت زميلة مسيحية في أزمة في الجامعة حينها أسرع علاء بمساعدتها بكافة الطرق. ويلتقط علاء أطراف الحديث قائلاً: إن اسعد أوقاته عندما يتواجد مع نادي فهو إنسان طيب وصديق حميم فهو أخ بمعني الكلمة فهو شخص محبوب من الجميع فنحن دائما معا وخاصة في أوقات الرحلات والإقامة في غرفة واحدة ، كما اجتمعنا بعد التخرج 12 زميلاً بالجامعة من مسيحيين ومسلمين وتنقلنا في كافة المحافظات منها سوهاجوأسيوط ، والأقصر ، والمنيا ، وعندما أواجه مشكلة لا أجد إلا نادي استعين بآرائه الحكيمة وخاصة وقت الشدة عندما واجهتني بعض الازمات في عملي في أحد المطاحن. ويضيف نادي ان أحلي صدفة عندما قابلته في القطار المتجه إلي القاهرة كأن " حتة مني لقيتها " وأسماه ب"لقاء الأحبة " بعد انقطاع الرسائل الكتابية بيننا عندما انتقل علاء إلي مكان آخر للإقامة.