بقلم : جوش روجين وصل امس جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو من الحزب الديمقراطي، إلي السودان، حيث سيقضي اسبوعا كاملا لمتابعة الاستعدادات النهائية للاستفتاء الذي طال انتظاره والذي سيجري يوم 9 يناير، وقد يؤدي الي أن يصبح جنوب السودان دولة مستقلة. وقال كيري في بيان أصدره:"السودان يمر بلحظة دقيقة، وقد لعبت الولاياتالمتحدة دورا مهما في إنهاء الحرب الأهلية في السودان، وهو ما جعل استفتاء يوم الأحد المقبل ممكنا، والتزامنا تجاه السودان يستمر إلي ما بعد الاستفتاء، مهما كانت نتيجته، من خلال عملنا لتحسين الظروف الاقتصادية والإنسانية في المنطقة". وهذه رابع زيارة يقوم بها كيري إلي السودان منذ أول رحلة له هناك في ابريل 2009، واجتمع بكبار القادة في الشمال والجنوب خلال رحلته السابقة في أكتوبر. في غضون ذلك، يعمل الفريق التابع للادارة الأمريكية في السودان بشكل مكثف من اجل المساعدة علي توفير ظروف انتخابات حرة ونزيهة، والتأكد من أن النتيجة ستحترم من الجانبين، ويشارك الفريق الأمريكي الذي يقوده المبعوث الخاص سكوت جريشن والسفير برنستون ليمان- في جميع جوانب العملية. وقال جريشن الشهر الماضي: إن أحد الجهود الحاسمة هو تقرير مصير إقليم أبيي الغني بالنفط والمتنازع عليه، والذي لن يشارك سكانه في التصويت الأسبوع المقبل بسبب خلافات بشأن أحقية الناخبين ولأسباب لوجستية، وإذا انقسمت البلاد، فإن الشمال والجنوب كلاهما يمكن أن يدعيا ملكية أبيي، ما سيحول الإقليم إلي نقطة محتملة لاندلاع صراع جديد. وقال بشأن وضع أبيي: "نحن نعمل مع الطرفين من أجل تهدئة الخطاب ووضع خطة من أجل تقديم ضمانات للجانبين. علي الأرجح لن يكون هذا وضعاً يجعل أيا من الطرفين سعيدا، نحن نبحث عن حل يترك الجانبين في حالة من الغضب وليس في حالة من الجنون". وقد اتهمت جماعات حقوق الإنسان النظام الحاكم في السودان والذي يقوده عمر حسن البشير المشتبه بارتكابه جرائم حرب، بمحاولة تهديد الناخبين قبيل الاستفتاء، وعلي الرغم من أن البشير، قال إنه سيحترم انفصال الجنوب، هناك مخاوف من أن حكومته لن تترك الجنوب ينفصل وستستخدم إجراءات تتراوح بين العنف والتحديات القانونية لمقاومة تطبيق نتائج الاستفتاء. وباعتبار أن المجتمع الدولي لم يتمكن من جعل رئيس ساحل العاج لورين جباجبو يحترم نتائج انتخابات بلاده، فهناك احتمال بأن يشكل البشير عقبة أكبر أمام انتخابات الأسبوع المقبل في السودان. وقال جون برندرجاست، المدير التنفيذي لمشروع "كفي" لأخبار "اي بي سي": "كانت ساحل العاج اختبارا، هناك الكثير من العمليات الدبلوماسية التي تجري حاليا، ولها أثمان وعواقب كبيرة علي حكومة ساحل العاج بسبب ما يفعلونه، والوضع مشابه في السودان، سيكون هناك ثمن وعواقب، إذا كانت الحكومة السودانية ستعرقل الاستفتاء، وإذا كانت ستواصل انتهاك حقوق الإنسان في دارفور، فستكون هناك عواقب دبلوماسية.