دوما ما تؤثر الكتب التي يقرأها الزعماء والقادة في رؤيتهم للواقع بل وتساهم في تشكيل مستقبل الأمة وحاضرها. فمن بين أكثر الرؤساء الأمريكيين نهما للقراءة هو الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما،ولعل واحدا من أسباب شعور المثقفين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسعادة هو أن الرئيس أوباما يعشق القراءة لدرجة الإدمان فأعلن البيت الأبيض هذا الأسبوع عن قائمة الكتب التي سيحرص أوباما علي قراءتها خلال عطلة عيد الميلاد واحتفالات الكريسماس التي يقضيها مع أسرته الصغيرة في هاواي.فأوباما لا يقضي الإجازة فقط في لاعب الجولف وشراء الوجبات السريعة الجاهزة مع أطفاله ولكنه في خضم المسئوليات التي تقع علي عاتقه باعتباره رئيس واحدة من القوي العظمي يجد وقتا للقراءة. وتشير صحيفة الاندبندنت البريطانية إلي أن أوباما حرص هذه المرة علي ألا تمتلئ قائمة الكتب الخاصة به بالكتب الأكاديمية والتي تجعله يبدو بمنأي عن أصحاب الطبقة المتوسطة في المجتمع الأمريكي. وفي محاولة من جانبه ليظهر التقرب للمواطن الأمريكي ضمت قائمة الكتب التي اختارها أوباما اثنين من الروايات التي حققت الأفضل مبيعا هما"ألف خريف جاكوب دي زوت التي نشرت العام الماضي للمؤلف البريطاني ديفيد ميتشل ورواية "خائن من نوعيتنا" للكاتب جون لو كار. والجدير بالذكر، أن أوباما عكف علي كتابه العديد من الكتب التي حققت له النجاح والشعبية مثل "جرأة الأمل" و"أحلام من أبي" بل وآخرها كتاب للأطفال حمل عنوان "إليك أغني: رسالة إلي بناتي". وواحد من بين اثني عشر كتابا تمتلئ بهم حقائب أوباما في رحلته لقضاء إجازة عيد الميلاد حرص أوباما علي قراءة السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان والتي كتبها منذ أكثر من عقدين من الزمان. وهو ما يبدو في البداية اختيارا غريبا بعض الشيء ولكن يري المحللون أن هناك قواسم مشتركة بين أوباما وريجان فكلاهما عاني جراء الركود الاقتصادي الذي عصف بالبلاد في بداية توليهما عرش البيت الأبيض بالإضافة إلي أن كليهما تلقي ضربات موجعة في نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي. فضلا عن ارتفاع في نسبة البطالة وهو ما يثير غضب الكثيرين. ولكن استطاع ريجان أن يتحدي الصعوبات ويفوز بثقة الناخبين لفترة رئاسية ثانية فهل يعيد التاريخ نفسه وينجح أوباما في تخطي الهزيمة القاسية التي تجرعها الديمقراطيون في انتخابات التجديد النصفي ويعتلي عرش البيت الأبيض لفترة رئاسية قادمة؟