كتب: إسلام عبد الوهاب وسهير عبد الحميد وآية رفعت ونسرين علاء الدين نصلي من أجل حب مصر.. هكذا كانت دعوة عدد كبير من المثقفين والفنانين المصريين للمشاركة في صلاة القداس يوم 7 يناير الموافق «عيد الميلاد المجيد» كمحاولة للتضامن ضد أي فتنة خارجية يحاول البعض إشعالها، «روزاليوسف» وجهت مجموعة من الأسئلة لبعض الفنانين عن امكانية الصلاة في القداس كنوع من اظهار التضامن ضد أي فتنة تحدث بين أبناء الوطن الواحد فأبدي الجميع الموافقة.. في البداية يؤكد الفنان يحيي الفخراني أن هذا الحادث المؤسف اثبت قوة الترابط بين المصريين مسلمين وأقباط وأن إحساس المشاركة الذي انتاب الجميع لرفض ما حدث حقيقي ونابع من داخلنا خاصة أن هذا الحادث راح ضحيته 21 مصريا دون النظر لدينهم. وعن المشاركة ليلة 7 يناير يقول الفخراني: بالطبع سأشارك بدون دعوة لأن لي أقارب مسيحيين ونشارك بعضنا البعض في جميع مناسباتنا، وحول تقديم أعمال فنية تناهض الإرهاب يقول: في رأيي أنها لا تساوي الاحساس الحقيقي بالحب والترابط بين المصريين، أما إلهام شاهين فأشارت إلي أنها ستحضر احتفالات عيد الميلاد حيث تعتاد علي اصطحاب صديقتها الفنانة هالة صدقي كل عام ويحتفلان سويا، وأشارت إلي أنها تشعر باستياء شديد لما حدث وأن الجناة لا يوجد لهم دين ينتمون إليه لأن كل الأديان السماوية حرمت قتل الأبرياء. وأضافت: يجب أن يكون لدي المصريين وعي ولا ندع الفرصة لأحد أن يخرب عقولنا لذلك لابد أن نتصدي لكل من يحاول التفرقة بيننا ونقف وقفة أمة واحدة لا يستطيع أحد أن يتخللها. ويقول الفنان أحمد بدير: أنا مع أي وقفات أو مواقف تمنع الاحتقان الاجتماعي ونوضح للعالم أننا مصريون ولسنا منقسمين لمسيحيين ومسلمين، فنحن نقف مع زملائنا المسيحيين أمام الكاميرا بدون أن نعلم شيئا عن ديانتهم ولا نهتم بديانة أحد فنحن نتعامل كاخوان وأصدقاء وأي شيء يؤكد أننا ضد الارهاب مثل الصلاة يوم 7 يناير أنا سأقوم بها وسأقف بجانب أصدقائي المسيحيين. ويضيف ما حدث عملية ارهابية مقصود بها مصر وزعزعة السلام الداخلي فهي جريمة ضد الإنسانية وضد مبادئ الدين الإسلامي والمسيحي معا.. الفنان أشرف عبدالباقي يقول: «مش محتاجين نأكد علي حبنا لإخواننا الأقباط لأن هذا موجود من زمان وأنا مش محتاج أروح الكنيسة حتي أقول لهاني رمزي أو لطفي لبيب أنني أحبهم، كما أننا لا نحتاج دعوة حتي نشاركهم أعيادهم لأننا نشاركهم بالفعل وأعتقد أن التأكيد علي الموضوع يزيد من حساسيته. ويضيف عبدالباقي مسألة تقديم أعمال فنية ضد الارهاب لن يجدي ولن يحل شيئا فهناك أعمال فنية قدمت عن الارهاب ولم تؤثر بشكل إيجابي. ومن جانبها عبرت الفنانة داليا البحيري عن شعورها بالحزن الشديد تجاه ما حدث بالإسكندرية، وأعربت أنها علي يقين أن ما حدث ما هو إلا حادث إرهابي، مشين ليس له أي علاقة بالإسلام ولا يجب أن يؤثر بأي شكل من الأشكال علي وحدتنا الوطنية، وأضافت أنها تحرص علي حضور احتفالات عيد الميلاد يوم السادس من يناير كل عام جنبا إلي جنب مع أصدقائنا الأقباط وأن ما يحدث هذا العام يثبت مدي وحدتنا الوطنية. أما أحمد عيد فأكد أن فكرة الوحدة الوطنية لا يصح أن نتحدث عنها لأنها أساس مصر ولا يمكن أن نترك الأزمة الحقيقة وننساق وراء مسيرة لا تقدم ولا تؤخر ولكن يجب أن ننظر وراء الأسباب التي أدت إلي دخول الارهاب في بلدنا وليست الأزمة في وحدتنا الوطنية علي الاطلاق وإن كان هناك بعض العناصر الفردية عبرت عن غضبها بشكل غير لائق فيجب أن نلتمس لهم العذر، وأضاف لا يوجد شيء في مصر اسمه مسلم ومسيحي والإعلام يجب أن يكون عليه المسئولية الأكبر في تدعيم الركائز الأساسية لمصر والوقوف عند أسباب حادث الإسكندرية المشين الذي يكاد أن يهدد أمان مصر وأحلام شعبها والوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط. ويقول الفنان لطفي لبيب: ما حدث ظواهر صحية لبناء وبداية نهضة مصر فسوف تحتشد قوي الشعب والدولة معا لبناء دولة مدنية لرفض هذا السلوك اللا إنساني الرخيص ولا أعتقد أن العملية لها ذيول خارجية فكل المؤشرات تؤكد أنها داخلية ووليدة ثقافة مغلوطة سائدة، فيجب تغيير الثقافة والتعليم والإعلام، لأننا كلنا مواطنون مشاركون وكل ما نعانيه في المجتمع من أزمات تعليمية وثقافية وصحية ومالية نحن فيها شركاء، والوقفات والصلوات الجماعية التي ندعو إليها هي تنبيه من الناس لضرورة وجود دولة «مدنية» وليست دولة قائمة علي الدين. ويؤكد المخرج مجدي أحمد علي أهمية الذهاب إلي الكنيسة حيث قال سأذهب للصلاة في الكنيسة وسأقوم بالتواجد خلال الفترة المقبلة داخل أي احتفالية مسيحية كما أنوي المشاركة في الوقفة التضامنية التي تنظمها نقابة المهن التمثيلية وإشعال الشموع تعبيرا عن التضامن وأنوي عمل فيلم عن العمليات الجهادية التي تمت في مصر في الفترة من الثمانينيات والتسعينيات وهي الفترة التي شهدت عمليات إرهابية مؤسفة وأعتقد أن دور الفن هو الوحدة وليس الفرقة وبالتالي لا أحب أن اسمع مقولة أنت كمسلم وأنت كقبطي فنحن جميعا في بلد واحد اسمه مصر وما حدث هو تنفيذ صريح لتهديدات القاعدة التي نفذتها ضد أقباط العراق ومصر.. أما المخرج هاني جرجس فوزي فقال إنه مستاء لما حدث ضد المصريين وأنه يري في ذلك شقًا إيجابيا في وحدة المصريين لأنه خلال الفترة الماضية كانت هناك تصريحات طائفية من قبل بعض رجال الدين هنا وهناك أدت إلي العديد من المناوشات وما حدث منذ سنة في نجع حمادي كان بسبب ذلك وبالتالي فكان لابد من وقفة بين المسلمين والأقباط مرة أخري كنسيج واحد وأري أن ما حدث بالإسكندرية إيجابي لأنه وحد المصريين مرة أخري بسبب وجود قوي خارجية إرهابية تعمل للفتنة في مصر وهو ما سيعيد التوحد مرة أخري. أما بخصوص الصلاة داخل الكنيسة فقال أتمني أن أري مسلمين داخل القداس ولكن هذا ليس معناه الالزام لهم لأن الأساس هو تصفية النفوس الداخلية وهو ما أراه شيئاً إيجابياً في الفترة الحالية لأنه سيخرص الألسنة الطائفية الموجودة. أما المخرج أسامة فوزي فقال إن ما يراه من الإعلام هو أشد فتنة لما حدث بالإسكندرية لأن وجود دعاة للفتنة علي منابر المساجد وخطب تحث المسلمين علي عدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم وظهور شيوخ «الفتنة» علي الفضائيات أيضا هناك بعض التصريحات «المستفزة» للعديد من القساوسة وهؤلاء من وجهة نظري لهم خطر أشد من العمليات الإرهابية وبالتالي يجب عدم شحن البعض ضد الآخر بسبب هذه التصريحات لذلك أري أن معالجتها أهم من تعقب الجناة الحقيقيين لحادث الإسكندرية. ويؤكد المخرج أكرم فريد أن مثل هذه الأحداث هدفها زعزعة الاستقرار بين أبناء الوطن الواحد وقال طوال عمري لم تتم معاملتي في مصر علي أنني مسيحي ولكن أنا مصري وما حدث يوم الجمعة الماضية شيء أصابني بالفزع لأنني وجدت بعض المتربصين يعمل علي التفرقة وجعل ما حدث في الإسكندرية ضد أقباط مصر ولكنني أري أنه ضد المصريين جميعا بدليل أنه مات 21 شخصًا منهم 8 مسلمين ولكن الفكرة ببساطة أن من قام بهذه العملية الحقيرة قصد أن يبين أن مصر بها مسيحيون مضطهدون. وقال إن تفسيره لما حدث هو في إطار الإرهاب الذي يحدث في العالم بصفة عامة والدليل هو العملية الإرهابية التي حدثت قبلها في العراق. ويؤكد المخرج أمير رمسيس لو لم تحدث وقفات من الناس أجمعين للتصدي لمثل هذه الكوارث سوف ندخل في مشاكل أكبر وسوف نتحول لبلد تعاني من الحروب الأهلية ويضيف أعتقد أن مسألة أن هذه العملية بترتيبات خارجية وليس لها ذيول داخلية ليس حقيقيا. فكل ذلك وليد فتنة أحداثها متراكمة منذ سنة تقريباً وهي ناتجة عن غباء نظام تعليمي وغياب دور الدولة في الإشراف علي المؤسسات الدينية وأعتقد أن الصلاة هذه أقل واجب لنقف ضد هذا التيار المتطرف.. أما الفنانة مها أبوعوف فقالت سأشارك أصدقائي الصلوات كما شاركتهم الصلاة يوم 25 ديسمبر الماضي فأنا دائما أذهب معهم للاحتفال داخل الكنائس وفي رأيي ما حدث كان فاجعة فطول عمرنا كمصريين نعيش معاً وتربينا علي التعامل والصداقة والأخوة بين كل الديانات سواء مسيحيا أو مسلمًا أو يهوديا وأنا أحاول تجميع أكبر قدر من الأشخاص حالياً لمشاركتي حملة ضد القنوات الفضائية الدينية المتطرفة وبعض الشيوخ المجهولين الذين شوهوا صورة الإسلام في عقول الشباب وزرعوا بداخلهم الكراهية والعنف والإرهاب فهناك 15 ألف قناة فضائية تبث أفكارًا غريبة «الشهادة» التي سيحصلون عليها إذا قاموا بقتل مدنيين أبرياء وأمهات وأطفال وتشريد أسر هذه ليست شهادة بل انتحار.. وفي رأيي أن وجود هؤلاء الشيوخ هو الذي زاد الأزمة. أما الفنانة منال سلامة فتؤكد أنها اتفقت مع بعض أصدقائها علي المشاركة في 7 يناير وأنهم سيذهبون إلي الكاتدرائية في العباسية ويصلون مع الأخوة المسيحيين لأن هذا عيد لكل المصريين وقالت إنها كفنانة رافضة لهذا الحادث وتطالب أن يعبر الجميع عن غضبه بشكل إيجابي متحضر حتي لا تتحقق الأهداف من وراء هذا العمل الإرهابي وتنتشر الفتن الطائفية وتتحول مصر لصورة أخري من العراق. المنتج جمال العدل يؤكد أنه سيذهب هو وآل العدل إلي الكنيسة يوم الخميس المقبل للتعبير عن موقفه بشكل إيجابي وأعد عملاً غنائياً سيتم عرضه يوم 7 يناير وهي قصيدة كتبها الدكتور مدحت العدل ويغنيها كل نجوم الغناء في مصر ويتم التفاوض مع وزير الإعلام لعرضها يوم 7 يناير علي التليفزيون المصري.