كتب: يوني بن مناحم يري مسئولون في السلطة الفلسطينية أنه من المقرر أن يصبح شهر سبتمبر خلال 2011 هو أهم شهر في تاريخ الشعب الفلسطيني . ففي هذا الشهر ستنتهي الفترة التي حددها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما " خلال خطابه في الأممالمتحدة ، حيث أعلن أوباما أن فلسطين ستصبح مجتمعاً رسمياً في الأممالمتحدة وأن الفترة تنتهي خلال عامين ، والفترة المحددة لرئيس الوزراء الفلسطيني "سلام فياض" لاستكمال إقامة المؤسسات التي ستشكل نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية. وسبتمبر 2011 هو أيضا الشهر الذي حددته الولاياتالمتحدة جنبا إلي جنب مع الرباعية الدولية للتوصل لاتفاق علي تسوية دائمة بين إسرائيل والفلسطينيين . فهكذا قد تحول سبتمبر القادم لمفترق طرق لاتخاذ قرارات مهمة للفلسطينيين ، فإذا لم يتم التوصل لأي انفراج حقيقي للفلسطينيين في المسيرة السياسية فسيضطرون لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن مستقبلهم. وصرح نبيل شعث - عضو اللجنة المركزية في حركة فتح - بأن الفلسطينيين سيتوجهون للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم للمطالبة بقبول فلسطين كمجتمع رسمي بالأممالمتحدة ، وأنهم قد تخطوا حواجز الخوف التي تعوقهم للمطالبة بالدولة الفلسطينية المستقلة. والفلسطينيون من جانبهم يرفضون الإدعاءات الإسرائيلية بأن تلك الخطوة هي أحادية الجانب ، ويقولون إن الكونجرس الأمريكي أعلن عن استقلال الولاياتالمتحدة بشكل أحادي الجانب بشكل معارض لموقف المملكة المتحدة ودول أخري كفرنسا ، والذين رفضوا الاعتراف بالولاياتالمتحدة كدولة مستقلة في البداية . أيضا "كوسوفو" التي أعلنت عن استقلالها ، والتي نالت اعتراف دولتين أو ثلاث، وقضت محكمة العدل الدولية بأنه لا يوجد قانون يمنع دولة من الإعلان عن استقلالها ، أو أن تعترف دولة أخري بها . فقد مر عام 2010 دون أن ينجح الفلسطينيون في تحقيق أي تقدم نحو الإعلان عن إقامة دولتهم المستقلة التي رغبوا بها ، فينبغي عليهم أن يعيدوا حساب أنفسهم ، وفي نهاية المطاف سيتهمون فقط أنفسهم . فالانقسام بين الضفة الغربية وبين قطاع غزة مازال مستمراً، حكومة في غزة وأخري في رام الله ، فحكومة رام الله لديها أجندتها السياسية المختلفة عن تلك التي لدي حكومة غزة ، فهما كيانان متوازيان ولا يتقابلان أبدا. كذلك فقد خيب المجتمع الدولي آمال الفلسطينيين خلال العام المنصرم ، فلم ينجح المجتمع الدولي في إجبار إسرائيل علي تجميد البناء في المستوطنات ، ومعارضة الولاياتالمتحدة وأوروبا لنوايا الفلسطينيين للإعلان عن دولتهم علي حدود 67 بشكل أحادي الجانب . كذلك فشل الفلسطينيون في محاولاتهم في فرض حل مشكلتهم علي إسرائيل عن طريق المجتمع الدولي ، بالرغم من مرور 17 عاماً علي اتفاقية أوسلو إلا أن الولاياتالمتحدة وأوروبا لاتزالان تتخذان موقف إسرائيل بأن الدولة الفلسطينية ينبغي أن تقام كنتيجة للمفاوضات المباشرة بين الجانبين . والجمود السياسي الذي أظهرته الدول العربية والمجتمع الدولي كان أمراً محبطاً جدا للفلسطينيين ، الذين كانوا حريصين علي عدم استئناف الكفاح المسلح ضد إسرائيل ، وذلك لإدراكهم أن إقدامهم علي تلك الخطوة سيتسبب في الكثير من الأضرار وسيبعدهم عن فرص إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة . وخلال الأسبوع المقبل سيعود المبعوثان الأمريكيان " ديفيد هايل" و"دان شيفرو" لمواصلة سلسلة " المحادثات المتوازية " التي حددتها الإدارة الأمريكية ، وسوف يلتقيان بانفراد مع "يتسحاق مولخو " مستشار نتنياهو ، ومع " صائب عريقات " لمواصلة النقاش علي ورقة العمل الأمريكي والتي تشمل ست نقاط عن القضايا الجوهرية للتسوية الدائمة. لا يجب أن نتوقع الكثير من تلك المحادثات ، والمطلوب هو عودة الجانبين لطاولة المفاوضات المباشرة ، والاجتماعات المتكررة بين القادة في محاولة نحو توافق الآراء . فإذا لم يحدث هذا ، فسيكون عام 2011 هو عام آخر من إهدار الوقت والاحباط واليأس للفلسطينيين الذي سيزداد من جراء هذا . كاتب صحفي متخصص في شئون الشرق الأوسط نقلاً عن نيوز وان ترجمة: إسلام عبدالكريم