رئيس مفوضية نزع السلاح بجنوب السودان : تسريح 11 ألفًا من صفوف الجيش الشعبي لإدماجهم في الحياة المدنية أكد وليم دينق رئيس مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في جنوب السودان، أنه تم الآن تسريح 11 الف مجند من صفوف جيش الحركة الشعبية، وذلك في ضوء برنامج شريكي الحكم في السودان، بتصفية 90 ألفا من جنود الجيشين ووفقا لاتفاقية السلام الشامل، مشيرًا في حواره ل"روزاليوسف" إلي أن هذا العدد بمثابة دفعة أولي وجار تخريج دفعة ثانية تصل الي 4 الاف مسلح من أبناء القبائل المختلفة الذين تم تسليحهم، وادماجهم في جيش الجنوب، خلال فترة الحرب مع الشمال، مؤكدا أن تأخر برنامج نزع السلاح يعود الي أن صعوبة برامج اعادة دمج هؤلاء المسلحين في الحياة المدنية، وتدريبهم علي مهن الزراعة والتجارة لتمكينهم من كسب قوتهم، خاصة أن بينهم معاقين ومسنين وحديثي السن، وغالبيتهم لا يعرفون كتابة أسمائهم، أو أبسط عمليات الجمع والطرح.. وإلي نص الحوار.. ما أهم مهام مفوضية نزع السلاح في المرحلة الراهنة؟ مهام المفوضية العمل علي نزع السلاح في السودان بأكمله، فهناك تنسيق بين حكومتي الشمال والجنوب للعمل بشكل مشترك، حيث يعمل كيان المفوضية بجنوب السودان مع نظيره بالشمال فضلا عن العمل سويا في مناطق مشتركة مثل جنوب كردوفان، ومهمتنا هي مساعدة جميع العسكريين العائدين الي الحياة المدنية في الاندماج في المجتمع، والمجالات المختلفة لمواصلة حياتهم، والقدرة علي التكيف في ايجاد وسيلة للكسب، وهناك منهم عجائز ومعاقون، وآخرون ليس لديهم أي مؤهلات ولا خبرات تؤهلهم لإيجاد فرصة عمل، هناك أعداد كبيرة من المسلحين يجب الاسراع بالعمل علي اعادتهم بشكل آمن للحياة المدنية، ونعمل أيضا في تنظيم الجيش، والبوليس، والشرطة، وبعد الانتهاء من ذلك سينتهي دور المفوضية، وسيتم حلها، وجميع ما تملكه من ادوات ستتم اعادته للحكومة. هل طول فترة الحرب التي قضاها الجنوب مع الشمال وما تضمنته من تسليح مختلف علي مستوي جميع القبائل والولايات الجنوبية سيكون لهذا تداعيات علي مسألة التصويت للاستفتاء؟ وهل ستؤثر هذه التداعيات علي نتيجة التصويت، وبما يقلل من أصوات الوحدويين ؟ لا علاقة لهذه الأمور بسير عملية التصويت للاستفتاء علي حق تقرير المصير، نحن نعمل ببرنامج منظم ولا نتدخل أبدا بالضغط علي المسلحين الذين نساعدهم للعودة الي الحياة المدنية لنفرض عليهم التصويت لصالح أحد الخيارين الوحدة والانفصال، نحن نعمل مع الحكومتين ومع نظام الجيشين، الحكومي الشمالي والحركة الشعبية، ولدينا برنامج منظم ومعلن لا نتخطي حواجزه، وأي مسلح نساعده للعودة للحياة المدنية يعامل معاملة أي مواطن، له مطلق الحرية في تحديد طريقة حياته واختياراته وانتمائه الحزبي بمعرفته وهم ليسوا مساجين ليتم التعامل معهم في اطار من المتابعة بعد تسريحهم. بنسبة كم في المائة تمت أعمال تصفية جيش الحركة الشعبية بالجنوب حتي الآن ووفقا لاتفاقية السلام الشامل ؟ وصل عدد المسرحين الذين تم اعادة ادماجهم في الحياة المدنية بالجنوب بمعرفة المفوضية الي 11 ألفا حتي الآن، وهذه تعتبر دفعة أولي وفي طريقنا لاخراج الدفعة الثانية . كم عدد إجمالي المستهدف تسريحهم من المسلحين بجيش الحركة الشعبية؟ - يصل العدد المستهدف للدفعة الثانية إلي أربعة الاف مسلح، وهناك دفعات متتالية والعملية ليست بالسهلة ونحتاج الي فترة تدريبية لا تقل عن 5 أشهر لتأهيل المسلح وتعليمه كيف يكتب اسمه، وكيف يجمع ويطرح، فغالبيتهم ظلوا لسنوات لا يعرفون شيئا في الحياة سوي حمل السلاح، شغلنا صعب . هل تتضمن برامج اعادة تأهيل المسلحين العمل علي ادماجهم في وظائف بالمؤسسات الحكومية؟ أو القطاع الخاص؟ - طبعا هذا الكلام عن الادماج في الوظائف الحكومية لا يمكن أن يتم العمل به ضمن برامجنا، لأن الجيش الآن هو مؤسسة حكومية، ونحن نعمل علي اعادة ادماج هذه الأعداد الكبيرة من المسلحين في الحياة المدنية، لجعلهم مواطنين عاديين، وبما يخفف الكاهل عن الحكومة، وهو يجب أن يكون لديه من المؤهلات التي تسمح له كمواطن عادي التقدم لشغل وظائف الحكومة، فليس من المعقول أن نثقل موازنة الحكومة بالانفاق علي كل هذه الأعداد الغفيرة. كيف اذن يتم توفير فرص عمل لهؤلاء المسلحين بعد نزع سلاحهم وتسريحهم من الجيش؟ - نحن بلد يعتمد علي الزراعة، وهي الفرصة المناسبة للمواطن العادي لكسب قوته ونعمل علي توفير برامج لادماجهم في الزراعة، والتجارة وفي مجالات أخري كالحدادة والنجارة، نؤهلهم للقيام بأي عمل عادي لا علاقة له بالحكومة ولا بالجيش. هل هناك اجراءات لتسهيل حصولهم علي قطع أراض لزراعتها، أو أماكن لفتح ورش ومحال لممارسة مثل هذه الأعمال بعد تدريبهم؟ - نحن نعتمد علي خبرات الدول الأخري في مثل هذه الأمور المستجدة علينا، وفي مقدمة هذه الدول الشقيقة مصر، والتي تدعمنا بالكثير من المساعدات للبرامج التدريبية التي تتم حاليا، هناك مسارات متعددة للتعاون مع الجانب المصري والذي يدعمنا بالامكانات التكنولوجية، وبرامج للتدريب علي الحاسب الآلي لرفع قدرات القائمين علي برامج التدريب، ومن ثم نخطو باتجاه الاجراءات الأخري الخاصة بتسهيل الفرص الخاصة بادماجهم في مشروعات صغيرة. هناك تقارير دولية تشير الي انتشار التسلح في بعض المناطق بالجنوب السوداني، وبالتزامن مع قرب الاستفتاء ؟ - هذه أمور خاصة بالأمن القومي غير مصرح بالخوض في أي أحاديث خاصة بها، ونحن نعمل مع الحكومة والجيش، ولا نعمل بالقوة هذه ليست مهمتنا، وكذا ليس من اختصاصنا نزع السلاح من أي مسلح، فهذه هي مهمة الجيش والحكومة، وهذا السؤال شأن وزارة الداخلية. ما مدي الالتزام الحالي من قبل شريكي الحكم في الشمال والجنوب بالأعداد المقرر نزع سلاحها من الطرفين؟ - وفقا لاتفاقية السلام الشامل بين الشريكين هناك برنامج محدد لنزع سلاح 90 ألفا من صفوف كل جيش، وهذا البرنامج محل تنفيذ، وبشكل جدي من الطرفين، الا أن هناك تأخيرا الي حد ما في البرنامج الزمني، وليس مقصودا، ولكن التأخير نتيجة أن مثل هذه البرامج ليست سهلة التنفيذ، وعندما بدأنا العمل كنا نبدأ من الصفر وليس لدينا الامكانيات ولا الخبرات المدربة التي ستعمل علي تأهيل من ينزع سلاحه لادماجه في الحياة المدنية. وما قمنا به يعد انجازا غير مسبوق وخلال فترة زمنية لم تتجاوز أربع سنوات.