جعل الله الاختلاف بين البشر في ألوانهم وأفكارهم وعقائدهم ليخلق طرقاً جديدة وحلولاً أخري وليرسخ قيما أكبر للذات البشرية تسمو بها وتحقق إرادته من الرسالات السماوية وتضع دساتير للأخلاق والتعاملات الإنسانية.. إنها بضع كلمات بدأ مصطفي الصياد حديثه بها عن صداقته بمينا شنودة التي أثمرت عن نتاج فكري مشترك وهو كتاب استجماتيزم في المخ . في البداية يروي لنا مصطفي 23 سنة قصة لقائه الأول بمينا فيقول.. تعرفت إلي(شينو) أو مينا شنودة عن طريق نماذج المحاكاة في كلية السياسة والاقتصاد.. عندما اشترك كلانا في القسم الاقتصادي لنموذج محاكاة الرئاسة الأمريكية.. والتقينا كثيرا في ورشة العمل كزملاء جمعتنا أفكارنا المتجانسة .. تطورت علاقة الزمالة وأخذت منحني ثانياً في مؤتمر النموذج لسبب وجيه ألا وهو كوني ممثلاً لوزارة التجارة الخارجية لدولة الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ومينا كان ممثلاً ل " اللوبي " في الولاياتالمتحدة، طبعاً المحاكاة كانت محاولة لفهم طبيعة السياسة الخارجية والداخلية لهذه الدول ولاكتساب مهارات في التفاوض والتقديم وخلافه.. وفي وصفه لمينا يقول مصطفي "شينو" شخصيته أضافت لأنه شخصية طموح ومغامرة وقريبة جداً من طريقتي في التفكير.. فكان دائماً محفزا لي للسير في طريق الطموح والأحلام الصغيرة والكبيرة بشكل مباشر وغير مباشر .. من الصعب أن نعثر علي ذلك الشخص المحفز علي النجاح ونجده في وقت احتياجنا له يبلور فكرة جديدة ويضع لها ابعاداً دون تردد يبدأ يشرع في تنفيذها وهذا ماحدث فقد بدأنا خطواتنا الأولي في الحياة العملية معا بصدر مفتوح علي سبيل المثال أنشأنا مجلّة "طراطيش كلام" الالكترونية وراديو اسمه"شينوفي التاكسي" وكان له صدي كبير وشارك معي في نشاط طلابي أنشأته في كلية الاعلام جامعة القاهرة كان اسمه "Methods to Media " عبارة عن مجموعة ورش عمل للميديا . أما مينا شنودة فيري الصياد يشبهه في الكثير من الصفات كونه طموحاً وعنيداً فضلا عن أنه علي حد قوله شخصية غير عادية متميز ومختلف وتلك اكثر الصفات التي تجذبه نحو اي شخص .. وإن كان يري أنه يعاني من مشكلة غير مرن في كثير من الأحيان عندما تتعقد الأمور وعلي الرغم من هذا يشعر بأنها إحدي ميزات صداقتهما حيث إن كلا منهما يكون مكملا للآخر في مواقف معينة يضيف " شينو" أن أكثر ما يحبه في الصياد أنه جعله يحقق أكبر حلمين في حياته الأول تقديم برنامج إذاعي يدعي "شينوفي التاكسي" علي موقع الكتروني لفترة مش بطالة ..كان الصياد يقوم بالمونتاج ويشارك في الاعداد ويسوقه وكان يحمل علي عاتقه معظم المهام ويؤديها بحب أما الحلم الثاني فكان الكتابة فقد أردتها بشدة ولكن لم اتخيل الكتابة في الوقت الحالي فإذا به يطرح علي الفكرة ولم أتردد في الموافقة عليها لأني علي ثقة إذا لم تكلل التجربة بالنجاح فيكفيني شرف المحاولة .. وعن فكرة الكتاب يقول الصياد منذ حوالي السنة حضرتني فكرة تحويل نموذج صداقتي بشينو" النموذج الطبيعي "والعلاقة القائمة علي النظر للذات الانسانية دون الدخول الي تفاصيل العقيدة والعلاقة مع الرب" إلي تجربة مقروءة في شكل كتاب .. لماذا لانوضح أن التنوع الطائفي خلق تراثاً عظيماً وثقافة رائعة وقيمة كبيرة قائمة علي تقبل الآخر كما هو والنظر اليه بصفته الانسانية والبشرية وفقط ومن هنا كانت فكرة كتاب "استجماتيزم في المُخ" والغريب انني عندما عرضتها علي شينو كان وكأنه فكر معي في نفس اللحظة وبدأنا في الكتابة التي استمرت عاماً كاملاً حتي ظهور " استجماتيزم في المُخ" وهوعبارة عن حكايات ساخرة عن الأوضاع الطائفية في مصر وقدمته الاعلامية الأستاذة رولا خرسا وقد لاقي اقبالاً وردود فعل ممتازة في أول أيامه ونتمني لفكرته أن تصل لجميع الناس كما أردناها أن تصل.. لسد الفجوة الموجودة بلا داع وبلا أساس وعلاج كل من ابتلي بمرض "الاستجماتيزم في المُخ". يتابع شينو شرح الفكرة فيقول الكتاب نتيجة نقاشات وحوارات كثيرة مع الصياد... وتدور فكرته حول شخص مسلم وآخر مسيحي وبينهما تفاهم وحب بالاضافة الي نجاح في العمل المشترك .. استجماتيزم هو نتاج عمل مشترك بين عنصري الأمة ونحن سعداء بردود الفعل من الجانبين احنا فرحانين بردود افعال الناس مسلمين ومسيحيين يتحدث عن المشاهد والمواقف الغريبة لبعض الناس في مجتمع بيصحا وينام علي صورة الهلال وهو حاضن الصليب ورؤيتنا احنا للاسباب والدوافع الي ادت بالمجتمع لهذا الاستجماتيزم من خلال قصص قصيرة ومقالات ساخرة .. موقف لا استطيع محوه من ذاكرتي يدل علي سعة أفق مينا عندما اشتريت تذكرة لحضور" مؤتمر مستقبل الاصلاح في العالم الإسلامي وعرض نموذج عبد الله كولن مؤسس الحركة الاصلاحية الاسلامية في تركيا " في جامعة الدول العربية وعندما علم شينو بالمؤتمر وأنني لم أشتر له تذكرة سارع بشرائها لحضور المؤتمر معي الأربعة أيام وأبدي إعجابه بكثير من كلمات الكثير من العلماء والشخصيات السياسية التي تحدثت فيه.. وبسؤاله عن الشيء الذي يطمح لتغييره في صديقه يقول .. لايوجد شيء فقط أريده كما هو لاتؤثر فيه عوامل تعرية الزمن وان تظل صداقتنا كتاباً يواجه كل المزاعم والأحاديث الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي لا هدف لها سوي خلق مواطن للفرقة بين البشر ووضع دساتير جديدة تؤمن بأن الخلاف لابد أن يخلق الفرقة والعداوة والبغضاء..