أعترف بأنني لست سعيداً بنتائج انتخابات الشعب الأخيرة.. لفقدان كثير من الرموز البرلمانية مقاعدها.. ولكن هكذا الحال في صناديق الانتخابات.. لم تأت الرياح بما تشتهي السفن دائماً. ولا أعتقد أيضاً أن قيادات الحزب الوطني ستهنأ كثيراً بعد مؤشرات النتائج.. حيث يمثل أكثر من 90% من أعضاء البرلمان من الحزب الحاكم.. فأكثر من 80 مليون مصري يترقبون ماذا سيفعل الحزب الوطني داخل البرلمان.. دون مشاغبات اعتراضية صباحاً ومساءً بالبرلمان.. ملايين الأجانب في الخارج يترقبون أيضاً من تحت المجهر.. ماذا سيفعل الحزب الحاكم بحزمة كبيرة من التشريعات المصيرية لهذا الوطن.. وماذا سيفعل قيادات الوطني لو جنح بعض أعضاء الحزب إلي استغلال نفوذ الحزب الوطني بتحقيق مصالح شخصية للعضو.. وهل ستتم المحاسبة تحت «الترابيزات» وداخل الغرف المغلقة بدعوي أنه شأن حزبي داخلي.. وليس للعامة الحق في الاطلاع علي خفايا أو مثالب الأعضاء.. خاصة أننا بشر وكلنا لنا مصالح خاصة نضعها في المقدمة قبل المصالح العامة في أحيان كثيرة ؟سيظهر هذا في الأيام المقبلة. والسؤال المحير بالنسبة لي بعد نتائج هذه الانتخابات.. ماذا سيفعل كثير من المواطنين إن رأوا تشريعات تضر بمصالحهم.. أو قاسية في تطبيقها في الوقت الحالي ولا تناسب ظروف المعيشة الصعبة.. من سيطرح وجهة نظر هؤلاء في البرلمان ويدافع عنها لو اختلف مع أعضاء الحزب الوطني ممثلو الأكثرية.. وهل هؤلاء الناس سينتظرون الرحمة أم العدل من الحزب الوطني في قضاياهم المصيرية الحياتية؟ أعترف بأنه ترمومتر من الصعب القياس عليه.. ومجهر من الصعب أيضاً النظر من خلاله.. علي كثير من القضايا. وهل يحق للفضائيات المصرية الخاصة الدخول إلي لجان البرلمان لمتابعة الأحداث لنقلها أولاً بأول للمشاهد المصري، والأجنبي بدون رتوش أم سيقتصر إذاعتها علي التليفزيون الرسمي فقط؟ سؤال ستظهر إجابته أيضاً في الأيام المقبلة. أعترف أيضاً بأنه مشهد جديد بالنسبة لي ولكثيرين غيري فإما سيحمل المواطن المصري أعضاء الحزب فوق الأعناق.. أو سيتم قذفهم بالطوب والحجارة فضلاً عن لعنات التاريخ .. فهذه فرصة لن تعوض في تاريخ أي حزب سياسي.. فلننتظر معكم نتائج هذه التجربة الجديدة. وأخيراً: حزنت كثيراً عندما رأيت أوراقاً ولافتات كبيرة معلقة داخل نقابة الصحفيين تسب زملاء في جريدة «الدستور» من أقرانهم في النقابة يتهمونهم بأنهم يعملون في جريدة الدستور «المزورة».. هل الاختلاف في وجهات النظر يصل بنا إلي اتهام زملاء بعضهم بعضاً كانوا يعملون في جريدة واحدة لسنوات طويلة بأنهم مزورون؟!