دخل الحزب الناصري النفق المظلم مع تزايد الخلافات بين جبهتي سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب وأحمد حسن الأمين العام. ففي اجتماع ساخن تخللته مشادات كلامية واشتباكات بين الأعضاء وافق المؤتمر العام للحزب الناصري علي قبول استقالة ضياء الدين داود رئيس الحزب واختياره زعيماً شرفياً وتكليف سامح عاشور النائب الأول بمهام رئاسة الناصري. وقرر المؤتمر العام للحزب خلال انعقاده مساء أمس الأول في مقر نادي نقابة التجاريين بحضور 300 عضو من إجمالي 516 عدد أعضاء المؤتمر، تشكيل لجنة برئاسة النائب الأول لرئيس الحزب وعضوية نواب الرئيس والأمين العام والأمين المساعد لتتولي إدارة العملية الانتخابية للحزب بدءًا من إعلان الكشوف ومراجعتها حتي إعلان النتيجة علي أن يتم تأجيل انعقاد المؤتمر العام لمدة عام قادم بحد أقصي بدلاً من عقده في 23 ديسمبر الجاري وذلك لإتاحة الفرصة لضم عضوية جديدة وإجراء الانتخابات الداخلية. وبعد انتقادات عديدة تم توجيهها للأمين العام أحمد حسن لقبوله عضوية مجلس الشوري بالتعيين وافق الحاضرون علي مخاطبة مجلس الشوري بإلغاء الهيئة البرلمانية للحزب في المجلس وتجميد النشاط الحزبي والتنظيمي لكل عضو يخالف هذا القرار. واستغل أعضاء المؤتمر تدني الأوضاع بجريدة الحزب لشن هجوم شديد علي الأمين العام لسيطرته علي جميع شئون الصحيفة والتمييز بين الصحفيين مطالبين بإقالته من منصبه كمدير عام للجريدة وتعيين بديل له. وقال سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب :إننا نعلم أن هناك من يتربص بنا والتشكيك في صحة انعقاد المؤتمر وهذا الكلام لغز يخالف اللوائح ومن يخالف عليه أن يدفع ثمن المخالفة ونحن تأكدنا من صحة التوقيعات بشتي الطرق، مشيراً إلي أن المعارضة تتعرض لمخاطر عديدة ولن نسمح للإيقاع بها فريسة. وهاجم وجدي عزب أحد قيادات الحزب في حدائق القبة ما يحدث قائلاً: «كلكم شركاء في إغراق الحزب عاشور وأبو العلا وحسن والجمال» ورفض آخرون ما اسموه ارتعاد المنصة لمجرد سماع اسم أحمد حسن مما أغضب عاشور ليصل الخلاف إلي اشتباكات بالأيدي لولا تدخل البعض لفضها. أما أحمد الجمال نائب رئيس الحزب والذي رفض طلب عاشور من البداية بالجلوس علي المنصة ظل وسط الحضور فأشار إلي أن هذا الجو المحتقن لن يبني حزباً ولابد من قراءة نقدية في سلوكيات قيادات الناصري للخلاص من الفساد السياسي لأننا نخشي أن نتخلص من ديكتاتور صغير ونأتي بديكتاتور كبير خاصة بعد أن تحول الحزب لجثمان، ودعا إلي مؤتمر لجميع الأحزاب الناصرية في الوطن العربي للخروج من الأزمة لأننا إن لم نفعل ذلك سوف ستظل تتصارع مجموعة أقزام مؤكداً أن الحزب ليس عقاراً أو ضيعة لأي أحد وأنه سيعرقل جميع التحركات المشبوهة التي تحاول إفساد الحزب لكن قيادات الحزب لم يمهلوا الجمال واتهموه بالتخريب في الحزب بمشاركة حسن مما أدي لانسحابه من المؤتمر بعد إلقاء كلمته. من جانبها أصدرت جبهة حسن قراراً بتجميد عضوية النائب عاشور وعدد من أنصاره واعتبر عاشور أن القرار غير شرعي وليس من سلطة حسن فصل قيادات أعلي منه تنظيمياً، وتعتزم جبهة عاشور تقديم بلاغ ضد حسن لاتهامهم بتقاضي مبالغ من عاشور لحضور المؤتمر العام للحزب. فيما رفض أحمد حسن المؤتمر العام مؤكداً أن عدداً من أنصاره قدموا بلاغات للنائب العام ضد ما وصفه بالتزوير في توقيعات أعضاء المؤتمر العام لعقد اجتماع غير قانوني والاستعانة بأشخاص ليسوا أعضاءً بالحزب.