شهد القطاع القنصلي بوزارة الخارجية والقنصليات المصرية بالخارج علي مدار الخميس سنوات ماضية ما يمكن اعتباره إعادة هيكلة شاملة من منطلق اهتمام وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بالدور المنوط بالقطاع القنصلي والقنصليات في رعاية وحماية مصالح المصريين بالخارج وانعكاسات ذلك علي مصالح ذويهم بالداخل. وبدأت هذه العملية بمحو مفهوم خاطئ في الذهن الدبلوماسي كان يري أن العمل القنصلي أقل درجة من العمل السياسي وكان يعزز من هذا المفهوم أنه كان في السابق يتم عقاب الدبلوماسيين بنقلهم للعمل القنصلي إلا أن أبوالغيط أطاح بهذا المفهوم الذي أضر وعكس صورة سلبية للمؤسسة الدبلوماسية بصفة عامة، وبدأ يدفع بسفراء وعناصر دبلوماسية متميزة تمتلك قدرات خاصة في المواقع القيادية للعمل القنصلي من بينهم السفير عاصم مجاهد والسفير محمد الغباري والسفير محمد الضرغامي والسفير محمد منيسي والسفير أحمد القويسني والسفير أحمد رزق وأخيرًا السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية الحالي للشئون القنصلية. وأرسي أبوالغيط نهجا جديدا يعرف بالدبلوماسية الوقائية من خلال وحدة ارشادات السفر التي تقوم بتحذير المواطنين من المخاطر التي قد يواجهونها بالخارج من خلال ما ترصده بعثاتنا الدبلوماسية بالخارج ومن خلال هذه الوحدة صدر دليل المسافر المصري الذي يتضمن جميع المعلومات التي تهم المواطن وكيفية الاتصال بالسفارات والقنصليات المصرية والخدمات التي يمكن أن تقدمها والأمور التي يتعذر عليها تقديمها وظهر من خلال هذه الوحدة سفراء متميزون من بينهم السفير هشام خليل الذي خاض معركة ضروسا لمواجهة مخاطر عمليات زراعة الكبد في الصين ومحاربة بيزنس زراعة الأعضاء الذي يودي بحياة المصريين. واستمرارا لاهتمام وزير الخارجية برعاية مصالح المواطنين والاستماع لشكاواهم أنشأ وحدة لتلقي شكاوي المواطنين تتبع مكتبه مباشرة وامتد هذا الاهتمام بإنشاء 29 مكتبا لتقديم الخدمات القنصلية في مختلف المحافظات المصرية لتوفير مشقة القدوم للقاهرة لأبناء هذه المحافظات، وأضاف، للقطاع القنصلي مهام تعكس بعد النظر للواقع المحيط بمصر وهي مهمة متابعة أوضاع اللاجئين التي جعلت القطاع يتعامل مع مشكلات وقضايا لها أبعاد سياسية وكان آخرها ما أشيع عن احتجاز عدد من الإريتريين في سيناء والتي تم تفنيدها وما تحمله من معلومات غير دقيقة أو علي حسب تعبير السفير محمد عبدالحكم معلومات مرسلة لا تتسم بالدقة وكذلك أيضا تفاعل القطاع القنصلي مع مسألة استفتاء حق تقرير المصير لجنوب السودان بإعلان السفير عبدالحكم تقديم جميع التسهيلات والمساعدات التي طلبتها مفوضية استفتاء جنوب السودان والسفارة السودانية وممثل حكومة جنوب السودان في القاهرة بإنشاء ثلاثة مراكز للتسجيل والتصويت علي الاستفتاء في كل من مناطق مدينة نصر وعين شمس والمعادي وذلك لكون مصر إحدي الدول الثماني التي حددها قانون الاستفتاء الصادر في آواخر عام 2009 لإجراء الاستفتاء، خارج الأراضي السودانية لأبناء جنوب السودان. ولا تنسي ذاكرة اجتماعات وزارة الخارجية اجتماعا عاصفا في 17 يناير عام 2007 عندما استدعي الوزير أبوالغيط سفراء وقناصل مصر في الدول التي يتواجد بها جاليات مصرية كبيرة ومطالبته لهم بتقديم أفضل رعاية للمواطنين وأنه لن يسمح بأي تهاون أو تخاذل في هذا الأمر وأن يتذكروا دوما أن رواتبهم التي يحصلون عليها تأتي من الضرائب التي يدفعها المواطن.. وتحقيقا لهذه الغاية بدأ في العام نفسه الدفع بمشروع هيئة رعاية المصريين بالخارج لتوفير مظلة حماية شاملة للجاليات المصرية وهو المشروع الذي واجه عراقيل متعددة إلا أن ذلك لم يمنع القائمين عليه من التمسك به وتقول المؤشرات أنه سيتم تقديمه لمجلس الشعب في دورته الراهنة لكي يري النور. وفي هذا الإطار أيضا كان التوجه القومي بربط الأجيال الجديدة من أبناء الجاليات المصرية بالخارج وخاصة في الدول الأوروبية بوطنهم وفي هذا السياق كشف السفير عمرو الحناوي، قنصل مصر بالمملكة المتحدة في اتصال هاتفي مع «روزاليوسف» بأن ما يزيد علي أربعمائة شاب وفتاة من جميع أنحاء العالم قاموا بحزم أمتعتهم استعدادًا لزيارة وطنهم الأم مصر في وقت لاحق من شهر ديسمبر الجاري. مشيرا إلي أن هؤلاء الشباب والفتيات نواة للجيل المقبل من الجاليات المصرية بالخارج وهم من تسعي مصر جاهدة لمد جسور التواصل معهم. وتعتبر هذه الرحلة امتدادًا لمنهج قومي بدأته الدولة منذ عام مضي، تحديدا في ديسمبر 2009، وهو تاريخ تدشين أول رحلة نظمت خصيصًا لهذه الفئة العمرية. وقد اهتمت جميع الجهات والمؤسسات الرسمية التي تتولي موضوعات المصريين بالخارج بمتابعة ترتيبات هذا الحدث تنفيذًا لتوجيهات الرئيس محمد حسني مبارك، وعلي رأس هذه المؤسسات وزارة الخارجية صاحبة الاختصاص الأصيل في التعامل مع شئون المواطنين المصريين من خلال بعثاتها المنتشرة في جميع أنحاء العالم وديوان عام الوزارة بالقاهرة. وأوضح أنه في إطار الاستعداد لهذا الحدث اجتمعت القنصلية أمس الأول بمجموعة الشباب المشاركين في هذه الرحلة وكانت قد استهلت هذه الجهود بالترويج للحدث في جميع المدن البريطانية من خلال الاتصال بتجمعات المصريين، والإعلان عن الرحلة علي موقع القنصلية الإلكتروني، وتنظيم لقاءات متفرقة بعدد من العناصر الشابة المتحمسة للتواصل مع وطنها.