دعا الرئيس حسني مبارك قيادات وأعضاء الحزب الوطني وهيئته البرلمانية وباقي الأحزاب إلي التمعن في دروس الانتخابات البرلمانية بسلبياتها وإيجابياتها دعما للتعددية واثراء للحياة الحزبية والسياسية. وأكد مبارك في كلمته أمام اجتماع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني بمجلس الشعب أمس أن الحزب بدأ الاستعداد لانتخابات برلمان 2010 منذ انتهاء الانتخابات الماضية في 2005 ووضع خطة عمل أساسها الوفاء بالتزاماته أمام الشعب وما وعد به البرنامج الانتخابي للرئاسة. وقال: إن الانجازات المتحققة في السنوات الخمس الأخيرة أحدثت تغييرا كبيرا بجميع مناحي الحياة، معربا عن تطلعه لأداء رفيع تحت قبة البرلمان، يرقي لأهمية المرحلة المقبلة ويمد جسور الحوار مع باقي نواب الشعب، وشدد الرئيس علي أن المرحلة المقبلة «أمامنا عمل شاق يضع قضية الاستثمار والنمو والتشغيل في صدارة أولوياتنا» وإلي نص الكلمة: الإخوة والأخوات أعضاء الهيئة البرلمانية.. أرحب بكم جميعا.. وأعبر لكم عن تهنئتي بفوزكم في انتخابات مجلس الشعب.. وعن تهنئتي للسيد رئيس المجلس ووكيليه.. بثقة الحزب وهيئته البرلمانية. لقد بدأ الحزب الوطني الاستعداد لهذه الانتخابات منذ الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وكان أول الطريق لاستعدادنا لانتخابات 2010 هو الوفاء بما التزمنا به أمام الشعب، وما وعد به برنامجي في الانتخابات الرئاسية الماضية. بذلنا جهودا مضنية لتنفيذ هذا البرنامج.. علي جميع محاوره.. واصل الحزب عملية تنسيق مستمرة مع حكومته وهيئته البرلمانية.. من أجل التفاعل مع المتغيرات والمعطيات الجديدة للواقع المصري.. بما تقتضيه من تطوير في السياسات وإعادة ترتيب للأولويات. كان هدف الحزب ولا يزال خلق واقع جديد وإحداث تغيير ملموس في حياة المواطن المصري في كل محافظة ومدينة ومركز وقرية علي امتداد أرض الوطن. تفاعل الحزب الوطني مع المجتمع بمشكلاته وهمومه وآماله وتطلعاته واجه المشككين في سياساته.. دافع عن رؤيته وبرامجه وتوجهاته.. وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أننا علي الطريق الصحيح.. بانجازات أحدثت تغييرا كبيرا بجميع مناحي الحياة علي مدار السنوات الخمسة الماضية. وفضلا عن ذلك.. فقد استعد الحزب للانتخابات الأخيرة.. بعمل تنظيمي جاد ومتجدد.. أفرز قيادات وكوادر قادرة علي تحمل المسئولية.. وانتقل الحزب لمرحلة جديدة.. تضع الالتزام الحزبي فوق أي اعتبار آخر.. فجاءت ترشيحاته للانتخابات لتطرح أمام الناخبين.. قيادات واعدة.. قادرة علي حمل همومهم وتطلعاتهم إلي البرلمان الجديد. إنني أتوجه بالإشادة لقيادات الحزب وكوادره ومرشحيه.. من فاز منهم ومن لم يحالفه التوفيق.. وأقول إن هذه الانتخابات بما كشفت عنه من ايجابيات وسلبيات هي خطوة مهمة علي الطريق. فلقد مثلت تجربة جديدة بعد التعديلات الدستورية لعام 2007، في أول تطبيق لما أرسته هذه التعديلات من أحكام.. بما في ذلك المقاعد الجديدة لكوتة المرأة بمجلس الشعب، والدور المهم والمستقل للجنة العليا للانتخابات. كما جاء ما شهدته الانتخابات من تجاوزات.. ليعكس سلوكيات سلبية ومرفوضة من بعض المرشحين ومؤيديهم.. نسعي جاهدين لتغييرها إلي الأفضل. سلوكيات ندينها.. حاولت الافتئات علي إرادة الناخبين.. باستخدام المال.. واللجوء للعنف والترهيب. سلوكيات وتجاوزات.. تعاملت معها اللجنة العليا للانتخابات بدور مسئول ومحايد ومتوازن.. كما تعاملت معها أجهزة الدولة بما يضمن سلامة الانتخابات والناخبين. وعلي أي حال.. فإن هذه التجاوزات لا تنفي حقيقة أن الانتخابات قد تمت.. في الغالب الأعم من الدوائر.. بما يتفق مع صحيح القانون والإجراءات.. وبعيدا عن العنف والانحراف والتجاوز. والآن.. وقد انتهت الانتخابات.. بما يصاحبها من صخب معتاد منذ بدايات القرن الماضي.. فإن علينا أن نتعلم من دروسها.. كي نخلص لما يمكن اتخاذه من إجراءات.. علي المستويين التشريعي والتنفيذي.. لندفع بتجربتنا الديمقراطية خطوات أبعد إلي الأمام. لقد أسعدني كرئيس للحزب.. ما حققه مرشحوه من نجاح.. لكنني كرئيس لمصر كنت أود لو حقق باقي الأحزاب نتائج أفضل.. وكنت أود لو لم تهدر جهودها في الجدل حول مقاطعة الانتخابات.. ثم التوجه لخوضها والمشاركة فيها.. ثم إعلان البعض الانسحاب منها.. تشكيكا في نتائجها. إنني أدعو الحزب الوطني وباقي الأحزاب.. للتمعن في دروس هذه الانتخابات.. بايجابياتها وسلبياتها.. دعما للتعددية.. وإثراءً لحياتنا الحزبية والسياسية.. كهدف نلتزم به.. لا نحيد عنه.. ونواصل السعي من أجله. الإخوة والأخوات.. إن الأغلبية الكبيرة التي حازها الحزب.. تلقي عليه وعلي أعضاء هيئته البرلمانية.. مسئولية ضخمة وأمانة كبري. أمامنا مرحلة مهمة لتنفيذ برنامج الحزب.. علي المستوي القومي ومستوي المحليات والدوائر. إن تنفيذ برنامج الحزب.. واستكمال ما حققناه من خطوات الإصلاح.. يحتم المضي في تطوير بنيتنا التشريعية.. وتلك هي مسئولية الهيئة البرلمانية للحزب.. في فصل تشريعي عاشر.. نبني خلاله علي ما حققناه من تطوير حتي الآن. إنني أؤكد ثقتي في أعضاء الهيئة البرلمانية.. وقدرتهم علي تحمل مسئوليتهم في الرقابة والتشريع.. بأمانة والتزام. كما أشدد علي ضرورة التنسيق مع الحزب وحكومته.. والتكامل مع أعضاء الهيئة البرلمانية بمجلس الشوري.. وتعزيز التواصل مع دوائرهم الانتخابية.. ومع مشكلات المواطنين وتطلعاتهم. إنني أتطلع لأداء رفيع تحت قبة البرلمان.. يرقي لأهمية المرحلة المقبلة.. يجتهد لتحقيق رؤية الحزب وأهدافه وبرنامجه الانتخابي.. ويمد جسور الحوار والتفاعل مع باقي نواب الشعب.. من الأحزاب والمستقلين. إننا نبدأ بالدورة البرلمانية المقبلة.. مرحلة جديدة من العمل الوطني.. وأمامنا عمل شاق يبني علي ما حققناه خلال السنوات الخمس الماضية. إن علي الحزب الوطني وقياداته وهيئته البرلمانية وحكومته.. البدء من اليوم في تنفيذ البرنامج الانتخابي للحزب.. فتلك هي أولويتنا القصوي.. وذلك هو شاغلنا الشاغل.. وهذا ما تعهدنا به أمام الشعب.. وهو ما نلتزم جميعا بتنفيذه. أقول إن أمامنا عملاً شاقاً.. يضع قضية الاستثمار والنمو والتشغيل في صدارة أولوياته. عمل شاق وجهد مستمر.. يرتقي بما يقدم للمواطن المصري من الخدمات في شتي المجالات. عمل شاق ودؤوب.. من أجل تشريعات وإجراءات تنفيذية.. تحقق عدالة توزيع عوائد وثمار النمو والتنمية.. وتعطي الأولوية للمناطق والقري والأسر الأكثر احتياجا. عمل شاق ومتواصل.. يوسع قاعدة المشاركة الشعبية بتمكين أكبر للمحليات. عمل شاق وجهود تشتد الحاجة إليها.. خلال المرحلة المقبلة.. كي نحقق معا آمال المصريين وطموحاتهم وأحلامهم.. بمناقشات جادة تثري عملنا البرلماني.. تعي المعطيات الجديدة لمجتمعنا وتلبي احتياجاته.. وتتعامل بجرأة وشجاعة مع قضايا الداخل المصري وقضايا الخارج. الإخوة والأخوات.. إن أحلامنا ليست أحلاما مؤجلة.. وإنما هي تطلعات مشروعة قابلة للتحقيق. لقد وضعنا أقدامنا علي الطريق الصحيح.. ونعلم وجهتنا والسبيل لبلوغها والوصول إليها. نمتلك الرؤية الواضحة للمستقبل.. ولدينا العزم والتصميم علي تحويلها لواقع ملموس.. علي أرض مصر. لكم جميعا تهنئتي وتمنياتي بالتوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،