ليس كل الغاضبين من نتائج الانتخابات مرشحين فشلوا، أو أحزاباً أخفقت، أو منظمات مجتمع مدني سجلت عشرات الملاحظات علي العملية الانتخابية، أو مواطنين منعوا من الإدلاء بأصواتهم، أو تعرضوا لاعتداءات من بلطجية، فهناك آخرون ليس لهم علاقة بهذا أو ذاك.. مواطنون ينظرون حولهم ويرون نتائج الانتخابات البرلمانية في كل أنحاء العالم. مواطنون تابعوا الانتخابات التي تجري في بلد تحت الاحتلال وتقتله الحرب الأهلية مثل أفغانستان، جرت انتخاباته البرلمانية قبل شهرين، وأعلنت آخر نتائجها قبل أيام، وفقدت فيها قبائل البشتون التي ينتمي إليها الرئيس الأفغاني حامد كرازي أغلبيته القبلية، وألغت اللجنة المشرفة علي الانتخابات 1.3 مليون صوت، واستبعدت 19 نائبا بعد إعلان نجاحهم بسبب التزوير. مواطنون تابعوا الجولة الأولي من الانتخابات المحلية التي جرت في اليونان وأسفرت عن فوز الحزب الاشتراكي الحاكم بنحو 35% من أصوات اليونانيين مقابل 32% لحزب الديمقراطية الجديدة المعارض، رغم أن اليونان تمر بأزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة. مواطنون تابعوا انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب في الولاياتالمتحدة، حيث فقد الحزب الديمقراطي الذي يتزعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما أغلبيته في مجلس النواب، وحافظ علي أغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ بفارق نائبين فقط، وسيطر الجمهوريون المعارضون علي معظم مناصب حكام الولايات. مواطنون تابعوا هزيمة حزب العمال البريطاني بعد اكثر من 12 عاما قضاها في حكم بريطانيا، وعاد المحافظون إلي الحكم في حكومة إئتلافية مع الأحرار الديمقراطيين. وهم نفس المواطنين الذين تابعوا قبل أيام تجريد النائب البريطاني فل وولاس من مقعده لاتهامه منافسه الليبرالي الديمقراطي إلوين واتكنز بمحاباة الإسلاميين، وقررت إعادة الانتخابات في الدائرة، وسارع حزب العمال بتجريد النائب من عضوية الحزب بعد أن وجدته المحكمة العليا مذنباً بالإدلاء عن عمد بتصريحات خاطئة عن منافسه، وبذلك يواجه وولاس الإقصاء ثلاث سنوات عن مجلس العموم البريطاني. مواطنون تابعوا الانتخابات البحرينية التي فاز فيها 22 نائبا سنيا مؤيدا للحكومة، مقابل 19 نائبا شيعيا معارضا من أصل أربعين نائبا هم كل أعضاء المجلس النيابي البحريني. مواطنون تابعوا الانتخابات التي جرت في قرقيزيا وأظهرت حصول الحزب القومي المعارض علي 8.5 % من الأصوات، يليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي 8.01% من الاصوات، ثم حزب الجمهورية 7 % وحزب آر ناميس المعارض 6.79 % ، ثم حزب آتا ميكين 6.1 %. لكنهم نفس المواطنين الذين تابعوا أول انتخابات تجري في بورما في ظل المجلس العسكري الحاكم، وفاز محسوبون عليه بنحو 80% من الأصوات، وانتخابات في إثيوبيا فاز فيها الحزب الحاكم بنحو 75% من مقاعد البرلمان، وانتخابات رئاسية في ساحل العاج لم يعترف العالم بنتائجها.. ثم انتخابات مصرية فاز فيها الحزب الوطني بنحو 83% من المقاعد، لذلك يري أبناء كل الدنيا ان انتخاباتهم لا تأتي نتائجها مثل كل الدنيا، وإنما مثل دول سجلها الديمقراطي عليه ملاحظات عديدة لذلك نغضب لأننا نريد وطنا مثل كل الدنيا.