حملت جولة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية لأربع دول في شرق أوروبا التي يختتمها غدًا الخميس، أبعادًا متعددة ومختلفة تجمع ما بين السياسي والاقتصادي وممزوجة بما يعرف بالدبلوماسية العامة التي باتت أحد أهم أدوات مختلف المؤسسات الدبلوماسية في عالم اليوم، وجميعهم يصب في بوتقة التوجه أو البعد الاستراتيجي للسياسة الخارجية المصرية. وهذا الأمر يتضح من رصد واستعراض الأچندة التي ذهب بها أبو الغيط لكل من بلغاريا ورومانيا والمجر وأوكرانيا والتي قال عنها السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إنها بهدف تنشيط العلاقات الثنائية مع دول شرق أوروبا وتعزيز التعاون معها في مختلف المجالات. هذه الغاية التي تحدث عنها السفير زكي تجسدت أيضًا في اللقاءات التي عقدها أبو الغيط مع قيادات هذه الدول ورؤساء وزرائها ورؤساء البرلمانات الوطنية، ودعمتها الرسائل التي وجهها الرئيس حسني مبارك إلي رؤساء هذه الدول وسلمها أبو الغيط والتي أيضًا تتعلق بسبل دعم وتطوير علاقات مصر مع كل منها. وعمليا عقد أبو الغيط في زيارته لكل دولة جلسات مشاورات سياسية علي مستوي وزراء الخارجية، بحثت أولاً مختلف أوجه العلاقة بين مصر مع هذه الدولة أو تلك ثم تبادل الرؤي بشأن القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في الشرق الأوسط والوضع الراهن لعملية السلام والتطورات التي يشهدها لبنان والعراق وأفغانستان، فضلاً عن المرحلة التي يقدم عليها السودان، بالإضافة إلي عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وتضمن برنامج الجولة توقيع عدد من مذكرات التفاهم والبروتوكولات مع تلك الدول بهدف تشجيع التعاون الثقافي وإنشاء آليات للتشاور السياسي بين وزارات الخارجية، فضلاً عن التسهيل المتبادل لإجراءات الدخول وإعفاء بعض جوازات السفر من شرط التأشيرات المسبقة، وذلك يأتي في القرار الجريء الذي اتخذته الخارجية قبل عامين وأثبت فاعليته بفرض شرط المعاملة بالمثل علي حملة الجوازات الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم واشتراط حصولهم علي تأشيرة دخول الأراضي المصرية من السفارات المصرية بالخارج ما لم يكن هناك إعفاء متبادل. وجاء قيام وزير خارجية مصر بإلقاء محاضرات أمام عدد من السياسيين والأكاديميين والدبلوماسيين عن ملامح سياسة مصر الخارجية بتشعبها ومحاورها وقدرتها علي النفاذ والتأثير في محيطها الإقليمي والوسط الدولي بصفة عامة ليعد تجسيدًا للاهتمام الذي توليه الدبلوماسية المصرية لمسألة الدبلوماسية العامة التي حرص أبو الغيط علي إنشاء إدارة متخصصة لها بالخارجية المصرية منذ أربعة أعوام تكون معنية باستحداث الوسائل وتطبيق أحدث الأساليب لإنماء وتعميق هذا الفكر بما يضاهي التطورات التي يشهدها الوسط الدبلوماسي الدولي. وعن الأهمية التي يمثلها دفع العلاقات الثنائية بين مصر ودول شرق أوروبا.. قال السفير أحمد فتح الله مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية أن هناك أهمية كبري لإقامة علاقات قوية ومتميزة مع هذه الدول للعديد من الأسباب، من بينها أن دول شرق أوروبا إما دول أصبحت أعضاء في الاتحاد الأوروبي وإما دول تستعد لدخول الاتحاد الأوروبي، من هنا يكون السعي لتبادل الرؤي والتشاور بما يحقق أهداف السياسة الخارجية المصرية والتي تعد العلاقة مع الاتحاد الأوروبي أحد محاورها النشطة، كذلك فإن عديد من هذه الدول انتقلت من حلف وارسو لحلف شمال الأطلنطي، ولا يغيب الدور الذي يضطلع به حلف الأطلنطي في العديد من الملفات التي تهتم بها مصر ومن بينها علي سبيل المثال الوضع في أفغانستان.. وأضاف فتح الله لروزاليوسف أنه من الزاوية الأخري.. كل المؤشرات تقول إن أسواق هذه دول واعدة وفرص الاستثمارات المصرية بها كبيرة ونفاذ الشركات والمنتجات المصرية إليها أسهل من غرب أوروبا، كذلك وبلغة الأرقام، فإن هذه الدول استطاعت في فترة زمنية قليلة أن تحقق طفرات اقتصادية لذا يكون من المهم إنماء التعاون المصري معها.