في مقال الأمس، بعنوان «زلزال ويكيليكس»، تساءلت: لماذا لم يتم تسريب وثائق من الخارجية الأمريكية بشأن تنظيم القاعدة والحرب علي الإرهاب؟ هذه نقطة جوهرية في تقييم مبررات التسريب.. اللهم إلا إذا خيب المسربون ظني وظهرت وثائق حول هذا في الأيام المقبلة. لكنني اليوم أعرب عن تمنياتي بأن تجيب الوثائق المنجرفة من جب غامض عن مجموعة من التساولات المهمة للرأي العام العربي والإسلامي.. والمصري تحديدًا.. ومنها مثلا ما يلي: - الاتصالات بين الإخوان والأمريكان كيف ومتي؟ وما الذي دار فيها.. وهل جرت مفاوضات تدخلت فيها السفارة.. هل أعطتهم انطباعات معينة علي أساسها تحركوا، أم أن مندوبي السفارة كانوا يستمعون إليهم في صمت؟ ما هو تقييم الأمريكان لجماعة الإخوان؟ وما هي الأدوار التي يعتقدون أن عليهم أن يقوموا بها.. أو ليس عليهم أن يقوموا بها؟ وما هي ردود أفعال الإخوان علي ما يتلقونه من الإخوان؟ - الاتصالات بين الأمريكان وعدد من أقباط المهجر.. هناك في الولاياتالمتحدة.. ماذا يقول هؤلاء وماذا يطلبون.. وهل يلقون استجابة؟ وما هي طبيعة العلاقة بين الخارجية الأمريكية وتلك التنظيمات.. هل تلقي تشجيعًا؟ هل تحصل علي تحفيزات معنوية ومالية.. هل يتم تحريضها علي مصر؟ هل تجري مناقشات دورية.. هل هي اتصالات متقطعة؟ هل يقول الأمريكان لهم نحن لا نتدخل في شئون مصر.. أم يقولون لهم: نحن معكم.. استمروا وسوف ندعمكم؟ - هل سوف تتكشف وثائق عن اتصالات بين الأمريكان وصحف مصرية خاصة.. كيف جرت ومتي؟ وهل كان الأمر يقف عن حدود السفير الأسبق ديفيد وولش الذي دعم هذه الصحف بنفسه وأسس إحداهما في جلسة معروفة؟ أم امتد الأمر إلي ريتشارد دوني ومن بعده إلي سكوبي؟ ما هي طبيعة العلاقة.. وهل تقف عند حدود نقل المعلومات والتسريبات أم يصل الأمر إلي حد تلقي الأموال وأنواع الدعم المختلفة؟ - هل سوف تكشف هذه الوثائق معلومات عن اتصالات بين الأمريكان ومنظمات للمجتمع المدني المصري؟ ماذا يدور في الاجتماعات التي تعقد بصفة شبه منتظمة في السفارة مع هذه الجمعيات.. وماذا يقول ممثلوها؟ وكيف يدور الحوار؟ هل تتخلي الجمعيات عن أهدافها المحلية لصالح التزامات أمريكية.. وهل أصبحت هذه الجمعيات- خصوصًا الممولة أمريكيا- أدوات أمريكية في القاهرة؟ أم أنها تحافظ علي ما تقول إنه استقلاليتها؟ - ما هو رأي السفارة الأمريكية خصوصًا والخارجية الأمريكية عمومًا في الحركات السياسية غير القانونية؟.. هل ترحب بها.. هل تشجعها.. هل تدعمها؟ ماذ يدور في اللقاءات التي تعقد مع عدد من السياسيين المصريين.. المعارضين وغيرهم من غير القانونيين؟ ماذا يقول كل طرف.. وفي أي مناسبة؟ وهل هناك توقيتات بعينها لرفع معدلات اللقاءات.. أم أن لها وتيرة واحدة منذ زمن؟ - كيف تري الخارجية الأمريكية محمد البرادعي.. كيف كانت تدير شئون الوكالة الدولية للطاقة الذرية حين كان مديرًا عامًا لها؟ ما الذي كان يتم بينه وبين الوزيرات أولبرايت ورايس وكلينتون؟ وكيف يقيمون وجوده السياسي المتقطع في مصر.. وهل لهم علاقة بهذه التحركات التي يقوم بها.. وهل دار في رحلته الأخيرة إلي الولاياتالمتحدة أي حوار حول شئون مصر؟ هل انقطعت الاتصالات أم أنها مستمرة بأشكال متنوعة علنا وسرًا؟ نحن بصدد منجم أسرار انفتح علي مصراعيه.. لابد أن له أبعاداً متنوعة.. وله وجوهًا مختلفة.. لا وجها واحدًا.. وبالتأكيد فإن في الوثائق ما قد يشير إلي قنابل وبعضها قد لا يكون أكثر من كلام عادي لا قيمة له أو يمثل نميمة لا وزن لها.. دعنا ننتظر الكثير.. فالأمر لم يزل في بدايته.. ولابد أن كل من طرحت أسماؤهم في الأسئلة السابقة عليهم أن يخشوا من انفتاح هذا المنجم المهول.
الموقع الالكتروني : www.abkamal.net البريد الالكتروني : [email protected]