أثار موقع" ويكيليكس " غضب عدد من الدول والمسئولين بعد تسريب نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أمريكية حيث أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن مصداقية موقع الانترنت "ويكيليكس" محل شك . وكان الموقع المثير للجدل أعلن أنه سينشر وثائق تثبت ضلوع واشنطن في تقديم الدعم لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية، وتقديم تركيا الدعم لتنظيم القاعدة في العراق، خلال فترة الحرب في العراق.وقال أردوغان في تصريحات أمس إن بلاده ستنتظر الوثائق التي قال الموقع إنه سينشرها وبعدها ستبدأ عملية تقييم هذه الوثائق وسنصدر بيانا حول هذه الوثائق بعد تقييمها. وانتقدت باكستان أمس نشر "ويكيليكس " لوثائق دبلوماسية أمريكية سرية تظهر مخاوف واشنطن ولندن بشأن أمن برنامجها النووي، وقال عبد الباسط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية إن بلاده تدين ذلك إذ إنه ما كان ينبغي الكشف عن مثل تلك الوثائق الحساسة بهذه الطريقة. وأكدت الوثائق أنه منذ عام 2007 تقوم أمريكا بجهود سرية لإزالة اليورانيوم عالي التخصيب من مفاعل نووي باكستاني بسبب المخاوف من إمكانية استخدام تلك المادة في أنشطة نووية غير قانونية.ولكن المسئولين الباكستانيين لم يرضخوا لتلك الجهود لتجنب أي رد فعل شعبي. وأوردت الوثائق أن بعض الدول الخليجية قد حثت واشنطن علي ضرب إيران وأكد الموقع حسب مراسلات من وإلي السفارات الأمريكية في بعض دول الخليج واشنطن أن بعض زعماء تلك الدول اعتبروا أن إيران هي رأس الأفعي. وأكد وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت أن نشر "ويكيليكس" برقيات دبلوماسية أمريكية سرية من شأنه أن "يضعف الدبلوماسية". عموما، وكذلك الدبلوماسية الأمريكية، مضيفا أن هذه التسريبات قد تؤدي إلي حصول الدبلوماسيين الأمريكيين علي قدر أقل من المعلومات وسيكون الجهاز الدبلوماسي الأمريكي أقل فاعلية. وذكر جون كورنبلوم، السفير الأمريكي السابق في ألمانيا أن الوثائق السرية الجديدة التي بحوزة "ويكيليكس" زعزعت الثقة في العلاقات الألمانية الأمريكية، وقال كورنبلوم في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني إنه يتعين أن تدار الدبلوماسية علي أساس الثقة، وعندما يتم زعزعة الثقة وهو الحال الآن يتعين البدء من الصفر مجددا.وذكر كورنبلوم أن العاقبة الأصعب التي ستواجهها الدبلوماسية الأمريكية الآن هي أن الحلفاء سيضطرون في المستقبل التفكير مرتين قبل إبلاغ الأمريكيين بمعلومات. ومن جهته، حمل روبرشت بولنتس، رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الألماني (بوندستاج)، الولاياتالمتحدة مسئولية تسريب تلك الوثائق، وقال بولنتس في تصريحات لنفس القناة إنه يتعين الآن علي الولاياتالمتحدة أن توضح الإجراءات الأمنية التي تتخذها للحفاظ علي سرية مثل هذه الوثائق. وقد رفضت وزارة الدفاع الامريكية " البنتاجون" التعليق علي محتويات الوثائق التي تم تسريبها، إلا أنها أدانت هذه التسريبات ووصفتها بأنها متهورة، محذرا من أن نشرها سيؤدي إلي تعريض حياة عدد لا يحصي من الأفراد الأبرياء للخطر. ومن جانبها دعت عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطية كلير مكاسكيل إلي محاكمة ويكيليكس. كما دعا النائب الجمهوري بيتر كينج، الذي يشغل منصب عضو لجنة مجلس النواب الخاصة بالأمن الداخلي، إلي تصنيف الموقع علي أنه منظمة إرهابية.